لم يتبقى في محافظة النفط والثروة شي ليتغنى به أهلها بعد أن أرهقت الازمات المتنوعة كواهل مواطنيها حتى جعلتهم أسيرين همومهم وحبيسين معاناتهم بعد أن نهب أعداء النجاح تنميتهم و سرق خفافيش الظلام كل شي في حياتهم حتى النور من بيوتهم وذلك بعد أن إنهارت منظومة الكهرباء فسببت لهم معاناة ملؤمة وعقاب جماعي متجدد وألم مستمر لاينقطع وقع ضحيته الجميع بما فيهم تلك الفئات الضعيفة من المرضى والعجزة بالاضافة إلى أرباب الاعمال المختلفة بعد زادت نسبة البطالة بينهم بعد إزدياد ساعة انقطاع التيار الكهربائي بشكل جنوني بدون حسيب ولارقيب.
حقا إنه مشهد مؤلم توارى عن مواجهته المعنيون بالأمر بل أنهم فضلوا لغة الصمت والتغافل وكأن الامر لايعنيهم .
لقد ظهر الرجل الأول في المحافظة ذات يوم ليتحدث عن وضع الكهرباء وكان حديثه ممل للغاية حتى أصاب الناس بالاحباط عندما ظل يسوق حكاية خسارته ويشكي همومه بسبب دفع تلك المبالغ الطائلة من أجل تشغيل الكهرباء لذلك بقي تائها ويفكر بالمشكلة ونسى الحلول حتى زاد الطفي بساحل حضرموت بشكل غير مقبول وأصبح الناس في حالة يرثى لها من ذلك وضع مزري أما الحال بالوادي فلا يختلف كثيرا عن نظريه في الساحل فوكيل الوادي يعيش صمتا مريب وتغافلا عجيب وتسيب متكرر بل لم نجد تفسيرا مقنعا لأسباب إستمرار توقف محطة قريو بعد إصلاح الخلل الذي يعتريها وذلك بحجة عدم توفر مادة الديزل لتشغيل تلك المحطة رغم أننا بمحافظة تنتج مادة ديزل ويبدو أن خفافيش الظلام تبتلعه في كل لحظة وحين في صفقات مشبوهة ودنيئة بحثا عن مصالحها ولتعمق من جراح المواطن الغلبان .
والأسف الشديد رغم ذلك الوجع المستمر والفشل الذريع بذلك الملف إلا أن تلك المكونات الحضرمية لم تسجل موقفا إيجابيا بل تجاهلت تلك المعضلة وبقيت مشغولة بإجتماعتها الدورية ومناكفاتها المستمرة وسفريات قيادتها المجزية أما ما يتعلق بهموم حضرموت فشعارهم دائما (للبيت رب يحميه) .
حقا إننا نناشد الجهات العليا بالدولة ممثلة بمجلس القيادية الرئاسي ورئيس الوزراء بضرورة التدخل وإنقاذ ذلك الوضع المزري وذلك بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق وتزيل الغموض وتكشف عن مصير تلك الكميات من الديزل المخصص للكهرباء الذي يذهب إدراج الرياح وكذلك الكشف عن مدى قدرة التروبيينات الحقيقة لتحمل الاحمال مع سرعة الإنجاز وإحالة كل المتورطين في ذلك الفساد إلى الجهات القضائية لينال كل شخص عقابه الجسيم حتى يكون عبرة لمن توسل له نفسه في نهب مقدرات الدولة .
والحقيقة الثابتة أن حضرموت حباها الله بخير وفير وإيرادات متنوعة لذلك نتمنى من كل المسؤولين بالمحافظة أن يقفوا وقفة صادقة بحماس كبير وإصرار عظيم وأن يعالجوا كل الأخطاء والهفوات من أجل تقديم خدمات للمواطنين بشكل أفضل مع إستفاقة عاجلة ومساندة مستمرة من كل المكونات الحضرمية والنخب المجتمعية مالم فالتاريخ لن يرحم أحد أبدا وحتما سوف يسخر الله سبحانه وتعالى من ينصف هذا الشعب المحروم لينقذه من هذا الواقع المرير مصداقا لقوله تعالى ( وإن تتولوا يستبدل الله قوما غيركم ثم لايكونوا أمثالكم) .