يمكننا التركيز في أهمية المحافظات الشرقية من جانب ما تزخر به من مقومات اقتصادية ضخمة وموقع جغرافي فريد .. لكن ثمة شيئاً آخر لا يمشي بموازاة تلك الأهمية وذلك الموقع ألا وهو ضعف التمثيل السياسي والدبلوماسي، فالتاريخ ومسار الأحداث يقولان غير ذلك ..!!
فمن ضمن أبرز سمات الهضم والتجاهل التي نالت المحافظات الشرقية هو إضعاف جانبها السياسي والدبلوماسي، حيث جرى منذ فترات الحكم الشمولي وبعده حرمان أبناء المحافظة من تبوؤ المراكز السياسية المهمة، كما تمّ حرمانهم من مقاعد في معاهد القضاء وكذا التخصصات المرتبطة بالحكم المدني والعسكري والإدارة كتخصص العلوم السياسية، وكل ما له علاقة بالسفارات والتمثيل الديبلوماسي خارجياً.
كليات الشرطة والكليات العسكرية كذلك لم تكنْ فاتحة ذراعيها لأبناء المحافظات الشرقية فحرموا حرماناً تاماً فقل وجود خريجين في الجانب العسكري علماً لما لهذه الشريحة من وجود ملموس وتأثير كبير على الساحة السياسية، فالعالم العربي والإسلامي ساده ولا يزال يسوده الحكم الجبري أو الحكم العسكري وهو دليل على أن العسكريين لهم الكلمة القوية والقول الفصل في حكم البلاد.
وخلال ثلاثة عقود بعد تحقيق الوحدة اليمنية استمرّ التهميش والتجاهل إلا أنه كان أقل وتيرة مما سبق، فالقوى المسيطرة في شمال الوطن أبقت على امتيازاتها واستحواذها على أهم مفاصل الدولة ومناصبها، ومنها الجانب السياسي والدبلوماسي.
وبما أن المحافظات الشرقية ولاددة للكثير من الكوادر والعقليات الكفؤة وحفلت بالعديد من المواهب في كافة مجالات الحياة، إلا أنه بحرمان تلك الطاقات وعدم تمكينها من ممارسة قدراتها الفذّة أدى لضياع فرص عظيمة وكبيرة كفيلة بانتشال وضعها من الهوان والذلة إلى العزة والتطوّر.
نصل من خلال ما سبق إلى أن المحافظات الشرقية قد ظُلمت ظلماً بيناً في الجانب السياسي والدبلوماسي وربما لايزال الظلم مستمراً إلى اليوم، إلا أنه بتنامي الوعي والانفتاح على المطالبة بالحقوق المشروعة جعل على المحافظات الشرقية ضرورة المطالبة بنصيبها واستقلاليتها على كافة الصعد ومنها على الصعيد السياسي والدبلوماسي.
◇◇◇