في مشهد يتكرر كل عام، شهد ساحل حضرموت اليوم انطلاق #موسم #البلدة، الذي بذلت السلطات المحلية جهودًا كبيرة ورصدت مبالغ مالية ضخمة لتنظيم هذا الحدث وظهر المحافظ بن ماضي محاطًا بحاشيته، وهم يتنعمون بأجواء السكينة والراحة، بينما المواطنون الذبن يحيطون بهم بفرح واحتفال، يزمرون ويصفقون ويرقصون، والبقية يوثقون الحدث عبر هواتفهم تظهر في وجوههم القتارة والشحب مما يتعرضون له يومياً من انطفاء للتيارالكهربائي وهموم غلاء المعيشة والعجز من التأقلم مع الحياة .
المفارقة الكبرى تتجلى في أن هؤلاء المواطنين، الذين خرجوا للاستمتاع بالطبيعة ونسوا مؤقتًا مشاكلهم، سيعودون إلى بيوتهم ليواجهوا واقعهم المرير بانطفاء التيار الكهربائي، وتعطل مدارس أبنائهم، ورواتبهم المتدنية والشبه مقطوعة الغير قادرة على تلبية احتياجاتهم الأساسية، هذه العفوية والفرح المؤقت سرعان ما تتحول إلى لعنة، حيث تذكرهم الصور التي التقطوها الصباح لحظة سعادتهم الزائفة بالواقع المرير الذي سيعيشونه في المساء .
السلطة، التي صرفت الكثير من الأموال لتنظيم موسم البلدة، تجاهلت الضروريات الملحة للمواطن، كان الأولى بها أن تستثمر هذه الأموال في رفع معاناة الشعب وتحسين أوضاعهم المعيشية لكن يبدو أن العوائد المالية لهذا الموسم أهم بالنسبة لها من تلبية احتياجات المواطن الأساسية.
وعلى الجانب الآخر، فإن الأحزاب والمكونات السياسية لم تقف إلى جانب المواطن، فلم نسمع لهم صوتًا يجتمع حول هموم الناس المقدم على حدث موسمي ينفق لاجله الكثير والكثير، جل ما يصدر عنهم هو تهديدات ووعود مؤقتة، تنتهي بمجرد تحقيق أهداف سياسية تعود بالنفع على الحزب أو المكون وقادته فقط، دون النظر إلى مصلحة الشعب الذي يعاني في صمت.
هذا هو حال المواطن مع الواقع المفروض عليه اليوم جراء تعامل الساسة ، وهكذا تستمر دوامة الألم والحسرة، في ظل غياب العدالة والمساواة بين أبناء القيادة والمواطنين الاتباع.