ياحضرموت الفتن والفوضوية وصية المحضار رحمه الله لا أبناء حضرموت.

قصيدة شعبيه تغنى بها شعب حضرموت ورددها معه الكثيرون كتراث شعبي تقليدي ! وهي في الواقع أكثر من قصيدة لأنها تتضمن معان قيّمه وفي كلماتها يوجد التحذير والعتاب والنصيحة والتنبؤ والدعاء الصالح أيضا , وهي في الواقع وصية الشاعر لحضرموت والحضارمة ! وكأنه استشعر مسبقا بما هو مخبئ لهم في قادم الزمان ! تلك هي قصيدة شاعرنا الراحل حسين أبوبكر المحضار أو بالأصح وصيته لأبناء شعبه حضرموت , ومع إن القصيدة قيلت في ستينات القرن الماضي إلا إنها تحكي واقعنا اليوم وما يجري في أوساطنا وما ننتظره أو نتوقعه في مستقبلنا .
بدأ الشاعر كلماته بأمنية أو دعاء يقول : ( يالله عسى الوقت يتبدل ويصلح من حال إلى حال ) وهذا واضح إن الواقع كان سيئا في ذلك الوقت وهو ليس أسوا حالا من وقتنا الحاضر ! و يخاطب المحضار شعب حضرموت بما يجري بينهم من فتن وفوضى وفي ذات الوقت يخاف عليهم وعلى حضرموت من الضياع وتذهب ويذهبون ضحية ويباعون بقيمة دنية وغير شرعية ( كما جرى ) . في البيت الثاني يسأل الشاعر عن الرأي وأهل الرأي والوعي والعقل الذي فقدته حضرموت ولم يبق منه بقية , وانتهى إلى خلاصة إن النوايا الطيبة مفقودة والمساّلة كلها هزل في هزل أو كما وصفها باللهجة الحضرمية الدارجة ( تهقاّل ) , وأوضح في البيت الثالث إن شباب الجيل متفرقين وضالين كل يتبع هواه ومزاجه والبعض يثرثر ولايدرك الأحداث بجد ! والآخرون منطويون على أنفسهم ويتعاملون بالغش والاحتيال ! وطلب منهم في البيت الرابع أن يفتشوا في دواخلهم ويتأكدوا هل هم مشاركون في الغش والفوضى أم إنهم خليو الطرف قبل أن تبان الحقيقة ويتضح الصالح من الطالح ويجري الحساب العادل .
ختم المحضار قصيدته بالنصح وحث الشباب على الوفاء لحضرموت التي مازالت غنية بهم وبما فيها من ثروات دفينة ! ونصحهم بالعمل الجاد من اجل حضرموت وليس بالكلام الفاضي وان أمامهم قضية ومستقبلا مشرقا إن شاء الله .
الذي ينظر للقصيدة ومضمونها وينظر لواقع حضرموت الآن ونحن في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين يلاحظ إننا مازلنا نعيش في الماضي ومعه ! وكأننا نكرر الدور ونسلك نفس الطريق ! أراء مشتتة وخلافات فكرية وسياسية ومذهبية مع إن التجارب التي مررنا بها أعطتنا دروسا وعبرا ونتائج ولم يبق لنا إلا الاستفادة منها واستثمارها لصالحنا وصالح أمنا حضرموت خاصة وقد تبين لنا الرشد من الغي وعزاؤنا في ذلك إن بيننا نخبة من الشباب الواعي والمتعلم و النظيف من التلوث الحزبي والأفكار الضالة , واعتقد إن الأوان قد آن للمراجعة والعمل الجاد لإنقاذ حضرموت من الفتن والفوضوية وإنقاذ شعبها من التبعية والاستعباد ونكون قد نفذنا وصية شاعرنا المحضار رحمه الله

القصيدة

(وصية المحضار لأبناء حضرموت)

يالله عسى الوقت يتبدل ويصلح من حال لا حال

يا حضـرموت الفتن والفـوضويه ** مابينهم خايف تروحي الضحيـه
وإلا يقـع بيـع والبـيعه قـويه ..... من دون دلال
يالله عسى الوقت يتبدل ويصلح من حال لا حال

الـرأي ويـنه فـقـد والمعـقــلـيه ** والوعي تم ما بقـت مـنه بقـيه
وشبابنا ما معاهـم طيب نـيه ..... كـله تهـقـال
يالله عسى الوقت يتبدل ويصلح من حال لا حال

حد ضال يتبع هوى راسه وغيه ** وحد يثرثر ولا عنـده دريـه
وحد على غش نفسه منطويه ..... عالناس يحتال
يالله عسى الوقت يتبدل ويصلح من حال لا حال

كلٍ يفتش كياسه الداخليه ** يشوف شي وسطها والا خليه
من قبل تشرق على راسه الضحيه ..... والغيم ينجال
يالله عسى الوقت يتبدل ويصلح من حال لا حال

يا حضرموت أعملي كوني وفيه ** وأنتي بالله مازلت غنيه
وبالعمل , لاتخدمين القضيه .. بالقيل والقال
يالله عسى الوقت يتبدل ويصلح من حال لا حال

حسين ابوبكر المحضار

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص