يُمثّل حزب التجمع اليمني للإصلاح استثناء مُلهم على الساحتين اليمنية و العربية ..
على مستوى الساحة اليمنية ينظر البعض بغياب إنصاف أو بجهل أو بحقد بتعميم خاطئ فاقد للمصداقية والواقعية باعتبار الأحزاب اليمنية كلها سواء في السوء و ربما تخريب البلد ، والحقيقة خلاف ذلك فالإصلاح و عدد من الأحزاب الحديثة التشكّل بخلاف هذا تماماً ، وإذا كان المؤتمر الشعبي العام بقيادته السابقة و الراهنة أكثر من جر على الوطن الويلات بتسليمه لقمة سائغة المليشيات الحوثية بعد رعايتها ودعمها لسنوات قبلاً و بالإسقاط العملي للجمهورية و النظام الجمهوري و بترسيخ و دعم وحماية ثقافة و منهجية الفساد المالي والإداري في مفاصل الجهاز الإداري للدولة اليمنية وحتى اليوم ، فإنّ الإصلاح كان ولا يزال النقيض التام لتوجُّهات و سياسات المؤتمر الشعبي العام وحتى اليوم و لا يُنكر هذا إلا جاهل أو حاقد أو ظالم مُتحامل يبغي مساواة الإصلاح سوءً مع أهله ، و وضع اليمن المؤسف له تتحمّله أطراف داخلية و أخرى خارجية تولّت صناعته و أطراف تواصل رعاية تدهوره وليس الإصلاح من تلك الأطراف بأي حال من الأحوال و من يتحمّل أكثر من غيره المسؤولية أوّلاً رئيس النظام السابق الذي سلّم معسكرات الحرس الجمهوري صاحب أكبر قوة ضاربة تم بنائها بمال الشعب المغدور ، و ثانياً النظام الإيراني الداعم و المُشغّل للحركة الحوثية ، وثالثاً الحركة الحوثية نفسها ، ورابعاّ الإدارة الأمريكية التي تمنع الشرعية المُتحالفة مع الجارة الكُبرى المملكة العربية السعودية من إستعادة العاصمة صنعاء بالقوة ، و خامساً طرف عربي له مطامع خاصة و معه مكوّن تابع له داخل اليمن ، وهذا لمن يريد الحقيقة فقط و ليس لمن نهجهم التعصّب للمطامع الخاصة .
لقد بذل الإصلاح منذ تأسيسه في مثل هذا اليوم 13 سبتمبر من عام 1990م كل جهد يستطيعه من أجل إسعاد و تنمية و نهوض الشعب اليمني و من أجل ترسيخ هويته الإسلامية و تدعيمها و الدفاع عنها بكافة الوسائل و الأساليب التي استطاعها و لا يزال وهذا نهجه الذي لا يحيد عنه ، وقد أحرز على كلا الخطين إنجازات كُبرى شامخة بفضل الله هي مصدر إلهام و مبعث ارتياح يستحق الاحتفاء به من قِبل كل الإصلاحيين و كل المُنصفين الحريصين على خير اليمنيين و سعادتهم و تطوير واقعهم و إزدهاره كما تستحق تجربة الإصلاح المجيدة المزيد من تعضيد الآخرين و إسنادهم له و زيادة التشارك معه في ما يعود نفعه للشعب اليمني في الحاضر و المستقبل .
وعلى مستوى الساحة العربية فإنني كُلما تأمّلت مآلات تجارب الفصائل الوطنية ذات الصبغة الإسلامية بشكل خاص وبكل ألوان طيفها وجدت الإصلاح مُميّزاً بينها مُلهماً فكما كان أفضلها إنجازاً و أروعها حضوراً في نطاقه اليمني نظرياً و عملياً ، فهو قد سلِم من الوقوع في المزالق والأخطاء الشنيعة و البسيطة على مستوى النظر و على مستوى المُمارسة وقدم نموذج إيجابي ناجح متكامل وشامل على جميع الأصعدة .
ويعود هذا الاستثناء الإصلاحي المُلهم إلى العوامل الذاتية و الموضوعية الثلاثة عشر الآتية :
1 التزام قيادة الإصلاح بنهج الحكمة و الاعتدال و التروّي بعيداً عن السذاجة و الحماقة و الغلو و التعجّل المذموم .*
2 التزام قيادته بمبدأ القيادة الجماعية فلا يتسلّط على قراره واختياره فرد من قيادته مهما كان بل كل القيادة هي التي تقود فتقرر و تختار و لذا فصفة القيادة منطبقة عليها أيما إنطباق ..
3 الواقعية و المصداقية في النظر و التدبير و الممارسة الميدانية و التعامل مع الآخرين..
4 الالتزام الدائم بروح الإسلام و تعاليمه في السلم و الحرب في الشدّة وفي الرخاء ..
5 عمق الانتماء الإيماني والانصباغ بصبغة الإسلام تصورات و أخلاقاً وتعاملات مع الآخرين داخلياً و خارجياً..
6 التزام روح التعاون مع الآخرين و بقدر الإمكان و الانفتاح عليهم من أجل الوطن و المواطن وعلى أساس القواسم المُشتركة فلم ينغلق دونهم و لم ينظر لهم باستعلاء و لم يستهن بهم ولم يقلل من شأنهم ولم يسع يوماً لإقصائهم ليكون هو و هو فقط في كل المجالات و الدوائر التي انشغل بها وكان له فيها حضور ..
7 مسحة الطيبة الحاضرة على الدوام في الشخصية اليمنية و قدرة الإصلاح على تحقيق أفضل استيعاب مُمكن لها لمصلحة الشعب والوطن في كل المراحل و المُنعطفات ..*
8 فرادة التجربة الوطنية اليمنية منذ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م بل وما قبلها ..
9 تنازل الإصلاح للآخرين عن بعض ما هو استحقاق له تحقيقاً للالتقاء و التعاون و السير المشترك معاً بالوطن و بالتجربة الوطنية على شتّى الميادين نحو آفاق أرحب و أكثر جدوى وطنية ..
10 هيمنة النزعة الوطنية و تعالي الصفوف القيادية للإصلاح المركزية و المحلية على السفاسف والمصالح الشخصية الضيّقة وفوق عقلية الإثراء الشخصي و فوق عقلية ماذا لي و ماذا لنا لمصلحة ماذا سيكسب الوطن والمواطن فهذا حظنا من الكسب وغنيمتنا من السعي فللوطن نحن و للمبدأ الرفيع لا لذواتنا و ما لأشخاصنا نرجو هو حُسن الثواب من ربنا ذي الجلال والإكرام .. وسمو قيادات الإصلاح فوق القبول بالبيع و الشراء في المواقف السياسية والقضايا المطروحة على طاولة التباحث و النقاش ..
11 يقين قيادات الإصلاح بأنّ السياسىة فن المُمكن وليست فن المُستحيل وتعاملها اليومي على هذا الأساس، و هذا بعض نهج الصف القيادي الإصلاحي ليس منذ أن تأسس الإصلاح فحسب ولكن منذ انبلاج فجر النضال الوطني ضد النظام الإمامي البغيض في الشمال و الاحتلال البريطاني الاحتكاري في الجنوب..
12 الطول النسبي لتجربة العمل الوطني لقيادات الإصلاح على المستوى المركزي و بالتالي عُمق و ثراء التجربة ...*
13 الاستيعاب الجيد لعِبرة التاريخ و دروس الأحداث والتطورات التي شهدها اليمن و الوطن العربي بشكل عام خلال العقود الأخيرة ..
و يواصل التجمع اليمني للإصلاح مساره ذي الاستثناء المُلهم .