قال الرئيس السابق لشعبة العمليات بالجيش الإسرائيلي اللواء احتياط يسرائيل زيف إن إدارة الحرب في غزة ولبنان أصبحت بعد إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت أسيرة اعتبارات شخصية وسياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
جاء ذلك في مقال نشره زيف على موقع القناة الـ12 الإسرائيلية الخاصة، الأحد، بعد 5 أيام من إقالة غالانت وتعيين يسرائيل كاتس، بدلا عنه.
ومساء الثلاثاء، أقال نتنياهو غالانت وعيّن بدلا منه كاتس، كما شمل القرار تعيين رئيس حزب اليمين الوطني جدعون ساعر وزيرا للخارجية بدلا من كاتس.
ويعود سبب طرد غالانت من منصبه لرفضه التصويت على مشروع قانون يعفي متدينين إسرائيليين (الحريديم) من الخدمة العسكرية.
وقال زيف: إقالة يوآف غالانت من منصب وزير الدفاع أزالت معها الحقيقة والشفافية بإدارة الحرب.
وأضاف: من المرجح أن تتبخر أيضا الاعتبارات الأمنية التي شكّلت أهداف الحرب، وبالأخص عودة "المختطفين" (في غزة)، وترجمة إنجازات الحرب إلى إنجازات سياسية أساسية.
ورأى زيف أن إدارة الحرب ستبقى الآن حصرا في يد نتنياهو، وأسيرة لاعتباراته الشخصية والسياسية.
وتابع: يكفي أن ننظر إلى الحالات الخمس الصادمة التي يجري التحقيق فيها حاليا لندرك أنه لا توجد حقيقة لدى الرجل (نتنياهو)، بل تلاعبات تهدف إلى خداع الجمهور.
وحاليا، تجري الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) تحقيقات مع مسؤولين بمكتب نتنياهو بتهم تشمل تسريب وثائق أمنية حساسة للإعلام بعد سرقتها من الجيش.
وأضاف زيف: العصر الجديد الذي دخلناه هو عصر حروب غير محدودة المدة وأهدافها غير محددة، وربما ينتظر نتنياهو توجيهات من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عندما يدخل البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني 2025، وإلى ذلك الحين ستضيع دماء أبنائنا (الجنود والأسرى) هدرا.
وقال المسؤول العسكري السابق بالجيش الإسرائيلي: الجميع يتساءل الآن إلى أين تتجه الحرب؟ لسوء الحظ، الإجابة الواقعية هي أنه لا يبدو أن الأمور تسير على ما يرام.
وأردف: ومن المشكوك فيه إلى حد كبير هو ما إذا كان نتنياهو يريد ترتيبات سياسية الآن، وهي ضرورية للغاية، ومن المؤكد أنه لن يكون مستعدا لتقديم أي تنازلات لإعادة "المختطفين".
وجاءت إقالة غالانت في وقت ترتكب فيه إسرائيل، بدعم أميركي مطلق، إبادة جماعية بقطاع غزة منذ أكثر من 400 يوم، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و136 قتيلا و13 ألفا و979 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي، وفق رصد الأناضول لأحدث البيانات الرسمية اللبنانية المعلنة حتى مساء السبت.