إن المتتبع لسردية التاريخية في السياسية اليمنية المعاصرة لما قبل سبعين سنة فقط يدرك أن ثمة صراع ينحصر بين المراكز المقدسة سواء بعدن اوصنعاء تجدده دورات نزاعه بعد كل برهة من الزمن ممايهدد الاستقرار على مستوى الوطن برمته ويسبب إتردادات سلبية على بقية المحافظات اليمنية نظرا لإختلال المركز بصورة متكررة بتالي يدفع فاتورة ذلك العبث والجحيم كل اليمنيين.
إن سياسية التهميش والإقصاء و التجهيل المتعمدة من تلك المراكز المقدسة على مر تلك السنوات السابقة كانت غايتها أن لا تستفيق مناطق الثروة والنعيم ولكن وبقدرة قادر ومع طول دورة النزاع الحالية ودخول طامعين من خلف أسوار الحدود وتزايد حجم المعاناة و الظروف القاسية أنتج إستفاقة عظيمة ووعي متزايد في أوساط أبناء تلك المحافظات المحرومة مما كون لديهم قناعة تامة بضرورة خوض غمار معركة الضرورة والاستفاقة من أجل تنمية مناطقهم و الاستفادة القصوى بحسب القدرات الممكنة من كل الموارد المحلية للنهوض بمحافظاتهم .
حقا لقد تجسد ذلك السناريو السابق ذو البعد الاستراتيجي بين جنبات تلك القاعة الفاخرة بوسط عروسة البحر بندر عمر التي أحتضنت فعالية المؤتمر الوطني للشباب في دورته الثانية للمحافظات الاربع وهن حضرموت الساحرة وشبوة الجميلة مهد الحضارات القديمة وسقطرى جزيرة النعيم والمهرة الفاتنة بوابة الشرق و التي نظمها المعهد الوطني الديمقراطي حيث كانت فعالية مستفيضة صنعته جهود مضنية وواكبها طرح تنموي عميق برؤى مستقبلية واقع جعل أبناء كل محافظة من المحافظات الاربع يفكرون في كيفية بناء مستقبل محافظاتهم وإصلاح إختلاتهم مع تدوين أبرز إحتجاجات مناطقهم بقيادة وإشراف ذلك الرجل المخضرم الذي يقلب أبا صالح (محمد صالح الكثيري) الذي ظل بخبراته الواسعة طيلة أيام المؤتمر الثلاثة ينقب ويستكشف ويتعمق في عقول الشباب الواعد المفعمين بروح الحماس والاصرار والتحدي و المتسلحين بثقة والثبات حتى استطاع أن يوجههم التوجيه السليم نحو ضرورة إحداث نقلة نوعية محلية في محافظاتهم .
حقا لقد كان تلاحم شرقي نوعي ومتنوع يحمل هما واحدا وفكرا متحدا في كيفية العبور بسلام وبناء وطن قوي ينعم فيه أبناء تلك المحافظات بفرص متساوية وشراكة وطنية عادلة ومستقبل مزدهر ومستقر غير متأثر بمواطن النزاع والصراع.
والحقيقة الراسخة أنه لايمكن لعيون الطامعين أن تنام لحظة واحدة عن ذلك النعيم والخير الوفير الذي هباها الكريم سبحانه لتلك المحافظات الساحرة والغنية والتي تتركز فيها الثروة والاقتصاد التي يسيل لها لعاب أصحاب المشاريع الداخلية والخارجية لأن عدم السيطرة عليها يعني فشل مشاريعهم وعقمها لذلك يتوجب على أبناء تلك المناطق الصمود ودعم محلياتهم وتنظيم أنفسهم عبر تأسيس كيانات جامعة ذات عقليات نيرة جمعية وذات بعد وطني حقيقي لصناعة توازن سياسي وحقيقي في ظل يمن إتحادي يستطعيوا في ظله إنتزاع حقوقهم وكتبات صفحات مشرقة ومضيئة لمستقبل محافظاتهم بكل صمود ومثابرة لأن التاريخ لاتنحني صفحاته وسجلاته إلا لتلك الايادي القوية والصامدة التواقه لصناعة مستقبل عظيم .
إضافة تعليق