تُعدّ الحروب التي تستهدف الشباب والبنية الاجتماعية والقيم الأخلاقية للمجتمعات من أخطر الحروب وأكثرها تدميرًا، إذ لا تقتصر هذه الحروب على مجرد مواجهة عدو مرئي، بل هي معركة طويلة ومعقدة مع أعداء خفيين يسعون لإضعاف المجتمعات عبر تفشي الإدمان واستهداف فئة الشباب.
في اليمن، تخوض العديد من الوحدات الأمنية والعسكرية معارك مستمرة ضد عصابات تهريب وتجارة المخدرات، التي تسعى لزعزعة استقرار المنطقة واستهداف النسيج الاجتماعي، من بين هذه الوحدات يبرز اسم اللواء 23 ميكا، الذي يخوض منذ سنوات طويلة حربًا شرسة ضد هذه العصابات، مقدمًا تضحيات كبيرة في سبيل حماية الوطن وشبابه.
حيث يتولى اللواء 23 ميكا مهمة حساسة، نظرًا لموقعه على الخط الدولي الرابط بين المملكة العربية السعودية ومحافظات حضرموت وشبوة ومأرب، وهي مناطق شاسعة تُعدّ ممرًا حيويًا لعصابات التهريب، ما يجعل هذه الحرب أكثر تعقيدًا هو أن المواجهة ليست مع عصابات محلية تسعى للربح السريع فحسب، بل مع شبكات إجرامية دولية تقف وراءها منظمات وحركات إرهابية ودول داعمة، أبرزها إيران والجماعات التابعة لها، بما في ذلك الحوثيون.
وتعتمد إيران والميليشيات المرتبطة بها بشكل أساسي على تجارة المخدرات لتمويل أنشطتها الإرهابية، بالإضافة إلى استخدامها كأداة استراتيجية لتدمير المجتمعات المستهدفة.
ووفقًا لتحليل الأسباب، تنقسم دوافع هذه الجماعات إلى عوامل داخلية وخارجية:
فداخليًا: ( تحقيق أرباح طائلة لتمويل العمليات الإرهابية، وتحويل الأتباع إلى مدمنين يسهل السيطرة عليهم.)
اما خارجيًا: (السعي لتدمير الشباب وخلق أجيال ضعيفة تفتقر للوعي، وتفكيك القيم الاجتماعية والأسرية من خلال نشر السلوكيات المنحرفة.)
وياتي هنأ إنجازات اللواء 23 ميكا في محاربة هذه الآفة الخبيثة ورغم تعقيد المهمة، نجح اللواء 23 ميكا في تحقيق إنجازات ملموسة في حربه ضد عصابات المخدرات.
فخلال عامي 2023 و2024، ضبط اللواء ما يزيد عن 93,239 حبة مخدرة، إضافة إلى 1,542 كيلوجرامًا من الحشيش التي تم إحراقها.
هذه الجهود تأتي في إطار التزام اللواء بحماية الشباب اليمني ومنع تهريب هذه الآفة القاتلة إلى الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية.
واكد العميد الركن عبدالله معزب، قائد اللواء 23 ميكا، في اكثر من تصريح له بأن الحرب ضد المخدرات هي معركة مصيرية تهدف للحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة، وأن اللواء سيواصل مهامه مهما بلغت التضحيات.
وإن جهود اللواء 23 ميكا لا تقتصر على الجانب الأمني، بل هي جزء من معركة وطنية لحماية النسيج الاجتماعي من الانهيار.
ومع استمرار هذه الحرب، تبرز الحاجة إلى دعم أكبر من الحكومة والمجتمع لمساندة هذه الوحدة البطولية في معركتها ضد عصابات التهريب والإجرام.
حيث يقف اللواء 23 ميكا نموذجًا يُحتذى به في التضحية والعمل الوطني، ليؤكد أن مواجهة المخدرات ليست مجرد مهمة أمنية، بل هي معركة وجود تهدف لحماية مستقبل الوطن وأجياله القادمة.