مع تصاعد العمليات الأمريكية ضد الحوثيين يجري الحديث عن قرب معركة التحرير البرية ورفع الجاهزية للقوات اليمنية الوطنية ، صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت أن الهجمات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن تمهد الطريق لشنّ حرب برية تستهدف الميليشيا، وستنفذها قوات يمنية بدعم أمريكي. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين يمنيين وأمريكيين إن القوات اليمنية تخطط لشن هجوم بري ضد الحوثيين، للاستفادة من حملة القصف الأمريكية التي أضعفت قدرات الميليشيات، مستشار محمد بن زايد عبدالخالق عبدالله كشف في تغريدة له على منصة إكس عن استعدادات عسكرية لهجوم بري وشيك للقوات الحكومية اليمنية يجري الإعداد لها تحركات ميدانية وزيارات لقيادات عسكرية للجبهات ولتفقد جاهزية القوات العسكرية كلها تدفع بقرب انطلاق المعركة البرية نحو صنعاء تزامنا مع معها يتحرك المجلس الانتقالي عكس التيار في خطوة غريبة بالسعي لتفجير الصراع واقلاق السلم الاجتماعي شرقا في محافظة حضرموت تحشيد عسكري وحملات تحريض وتهديد شنها الانتقالي ضد أبناء حضرموت .
نائب رئيس مجلس القيادة رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي في زيارته الاخيرة في منتصف مارس الماضي إلى المحافظات الشرقية توقع الناس انه يحمل رسائل تطمينية للمحافظات المحررة بحلحلة الملفات الخدمية وتمتين علاقة مجلس القيادة بالحاضنة الشعبية وتوجيه القوات الحكومية صوب المعركة الوطنية نحو صنعاء، غير ان رسائله اتت عكس التوقعات وخيبت الآمال ظهر عيدروس الزبيدي في حضرموت كجنرال منتصر مهددا أبناء حضرموت ملوحا باستخدام القوة والسلاح ضد كل من يختلف مع مشروعه الجنوبي ، تهديدات الزبيدي عكست ردود فعل غاضبة، رفض المجتمع الحضرمي بمختلف مكوناته لغة التهديد وسياسات الضم والالحاق بالقوة احتشدت القبائل الحضرمية بدعوة من حلف قبائل حضرموت برئاسة الشيخ عمرو بن حبريش واصدرت بيان رفضت فيه محاولات اختطاف قرار وسيادة حضرموت وطالبت بضرورة اعلان الإدارة الذاتية ليتمتع أبناء حضرموت بإدارة شؤونهم بعيدا عن اطماع المجلس الانتقالي.
لم ينتهي تصعيد الانتقالي عند هذا المستوى بل واصل الدفع بتفجير الصراع داخل المحافظة الآمنة المستقر البعيدة عن سيطرة الحوثيين، في بيان لمؤتمر حضرموت الجامع كشف فيه عن وصول 2500 فرد مسلح من الضالع وعدن ولحج إلى ساحل حضرموت لتلحق بقوة سابقة تابعة له ضمن لواء بارشيد واللواء مليشيا تتبع للانتقالي مباشرة ولا تخضع لوزارة الدفاع اليمنية ، واعتبر الجامع هذه الخطوة تعكس بوضوح توجهات نحو تفجير الصراع ، بهدف مصادرة إرادة أبناء حضرموت وفرض توجه سياسي معروف بقوة السلاح .
توقيت التحشيد الانتقالي ودفعه بتفجير معركة جانبية مع أبناء حضرموت المحافظة المستقرة بالتزامن مع التحشيد الوطني والدعم الدولي للمعركة البرية نحو استعادة صنعاء يضع الكثير من الأسئلة الخطيرة هل تأتي خطوة الانتقالي كدور من أدوار التخادم مع مليشيا الحوثي وتخفيف الضغط عليها ؟ فإذا ما اغفلنا جزئية التحالف السابق بين الانفصاليين الجنوبيين وبين جماعة الحوثي حيث جمعت الحليفين مواقف وجولات ليس اولها الدعم الإيراني والانطلاق من ضاحية لبنان الجنوبية ولا آخرها موقف الانفصاليين السلبي من معارك الحوثيين قبيل الانقلاب من عمران إلى صنعاء التي قالوا انها لا تعنيهم، أم أن الانتقالي يرى انه المستفيد الاول من بقاء الحوثي مسيطر على صنعاء ومحيطها ليتسنى له ابتلاع المحافظات الشرقية التي استعصت عليه؟ حتى هبت الرياح الدولية والوطنية بقرب معركة استعادة صنعاء واربكت حساباته ليخوض مغامرة مؤجلة غير محسوبة النتائج بضرورة بسط سيطرته على المحافظات الشرقية قبل تحرير صنعاء ليفرض أمرا واقعا يمكنه من التفاوض باسم المحافظات الجنوبية والشرقية الخاضعة له أملا في تحقيق مشروعه التشطيري.
ايا كانت الاسباب التي تدفع الانتقالي لتفجير الصراع شرقا عكس التيار الوطني والدولي في لحظة تداعي القوى الوطنية وتهيئة الظرف الخارجي الداعم لمعركة استعادة الدولة واسقاط الانقلاب الحوثي يظهر الانتقالي اليوم انه اكثر المستفيدين من بقاء الحوثي مسيطرا على صنعاء في أحسن الأحوال هذا ان لم تكن خطواته ضمن دور تخادمي بينه وبين المليشيا الحوثية.