تدخل الحكومة اليمنية الجديدة مرحلة مفصلية في تاريخ البلاد، حيث تتضاعف التحديات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وتزداد الحاجة إلى قرارات شجاعة وإصلاحات جذرية لا مجال للتأخير، فقد حان الوقت لوضع حد للانهيار المتواصل، وتوحيد الجهود نحو استعادة الدولة، وبناء مؤسسات فاعلة تستجيب لتطلعات الشعب اليمني .
1. كبح الانهيار الاقتصادي:
يشكّل التدهور الاقتصادي أبرز التحديات أمام الحكومة، وهو ما يتطلب:
استعادة السيطرة على الموارد.
تفعيل الإيرادات من الموانئ والمنافذ.
إعادة الثقة بالمؤسسات المالية.
ضبط سوق العملة.
تنفيذ سياسات مالية واقعية تحد من الفساد والهدر.
2. توحيد الجهود نحو المعركة الوطنية:
إن استمرار الانقلاب الحوثي يفرض ضرورة توحيد الصف الوطني خلف هدف واحد، هو تحرير العاصمة صنعاء واستعادة الدولة، عبر:
تنسيق عالٍ بين القوى السياسية.
توحيد القرار السياسي والعسكري.
إنهاء الخلافات العبثية التي تستنزف الشرعية وتخدم العدو.
3. تفعيل الرقابة ومكافحة الفساد:
من الضروري:
إعادة تمكين المؤسسات الرقابية، مثل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والهيئة العليا لمكافحة الفساد.
توفير بيئة آمنة ومستقلة لعمل هذه المؤسسات.
إرساء مبدأ المحاسبة الفاعلة لإنقاذ مؤسسات الدولة من الترهل والفساد.
4. تجاوز إخفاقات الحكومات السابقة:
فشلت الحكومات السابقة بسبب:
غياب الانسجام بين المكونات.
تعدد مراكز القرار.
تغليب الولاءات الحزبية على الكفاءات.
وعليه، يجب أن تبني الحكومة الحالية نموذجًا جديدًا قائمًا على الأداء والشفافية والمحاسبة.
5. توحيد الخطاب الإعلامي الوطني:
يجب أن يتحول الإعلام الرسمي والخاص إلى:
أداة توحيد ورفع للمعنويات.
وسيلة لمواجهة التضليل الحوثي.
منصة لحشد المواطنين خلف مشروع الدولة.
مع وقف المناكفات الإعلامية بين مكونات الشرعية.
6. توحيد القرار العسكري والأمني:
لا يمكن كسب المعركة دون:
جيش وطني موحد تحت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية.
إنهاء أي تشكيلات عسكرية خارج إطار الدولة.
فرض الانضباط، وربط القوات بالقيادة العليا، بعيدًا عن الولاءات المناطقية أو الحزبية.
7. استئناف تصدير النفط وإصلاح الأضرار:
على الحكومة أن تسارع إلى:
إصلاح ما دمرته ميليشيات الحوثي في المنشآت النفطية.
استئناف تصدير النفط من المناطق المحررة.
تعزيز حماية المنشآت ضد أي هجمات مستقبلية.
ضمان الشفافية في إدارة العائدات النفطية باعتبارها المصدر الرئيسي لدخل البلاد.
نجاح الحكومة الجديدة مرهون بقدرتها على تنفيذ هذه الأولويات بعيدًا عن الشعارات والمناكفات.
فإما أن تمضي البلاد نحو التحرير والبناء، أو تستمر في دوامة الانهيار والانقسام. وقد آن الأوان لأن يتقدم الوطن على كل الحسابات الضيقة.