المقالات

الاختلاف سنة من سنن الله في خلقه، قال تعالى:
﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ﴾
لكن الخلاف لا ينبغي أن يفسد القلوب أو يقطع روابط الأخوة، بل يجب أن نُحسن إدارته بما يحفظ المودة ويصون الاحترام.
▪️الاحترام المتبادل أساس الاستمرار
يمكن أن نختلف في المواقف ، لكن هذا لا يبرر إلغاء قيمة الآخر أو الإساءة إليه، فقد أمرنا الله بالعدل حتى مع من نختلف معهم، فقال
﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى.

▪️ الفصل بين الفكرة وصاحبها
لا يعني رفضي لرأيك أنني أرفضك شخصيا، فالمحبة الإنسانية أوسع من الخلافات المؤقتة، ونحن مأمورون بالإصلاح بين الإخوة إذا وقع النزاع
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾

▪️ضبط الانفعال أثناء الأحداث الساخنة
الكلمات المستفزة أو التصرفات العنيفة قد تحرق جسور التواصل، بينما ضبط النفس من الطرفين ، يترك المجال مفتوحا للحوار، وقد نهانا الله عن التنازع لما يترتب عليه من ضعف وهزيمة:
﴿وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾

▪️الهدف الأسمى
إذا كان هدفنا المصلحة العامة، فيجب أن نتحمل تنوع الآراء ونبحث عن المشتركات بدل تضخيم نقاط الخلاف، ونجعل أسلوبنا في النقاش قائما على الحكمة والموعظة الحسنة:
﴿ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ..

▪️إن قدرتنا على إدارة خلافاتنا بعقلانية وهدوء هي مقياس نضجنا، وأكبر دليل على أن المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، فالخلاف لا يعني العداء، كما أن الاتفاق في كل شيء ليس شرطا للمحبة.
فالقلوب الكبيرة لا تفسدها المواقف المؤقتة، والأوطان لا تبنى إلا على ثقافة الحوار وقبول الآخر.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص