تشهد مدينة *تريم*، كبرى مديريات وادي حضرموت، تحديات متزايدة في ظل غياب الحد الأدنى من أدوات السلامة العامة، خصوصًا في مواجهة الحرائق المتكررة ومخاطر السيول وحوادث الغرق، ما بات يشكل تهديدًا مباشرًا لأرواح المواطنين وممتلكاتهم، في منطقة تزخر بالورش والمعامل والمحلات التجارية والمناطق السكنية الكثيفة.
حرائق متكررة وخسائر بالملايين
خلال الأشهر الماضية، تصاعدت حالات *الحرائق الناتجة عن التماسات الكهربائية*، مسجلةً أكثر من حادث حريق في ورش صناعية ومحلات تجارية، كان أبرزها الحريق الكبير الذي *التهم السوق القديم لمدينة تريم*، مُخلفًا دمارًا واسعًا وخسائر مادية فادحة تقدّر بالملايين، دون تسجيل خسائر بشرية لحسن الحظ.
الحرائق المتكررة كشفت واقعًا مؤلمًا، يتمثل في *انعدام سيارات الإطفاء ومعدات مكافحة الحرائق* داخل المديرية، الأمر الذي أدى إلى تأخر الاستجابة وازدياد حجم الأضرار في كل حادثة. ويضطر المواطنون في كثير من الأحيان لمواجهة النيران بإمكانياتهم المحدودة، وسط غياب ملحوظ لأبسط معدات الإنقاذ.
موسم الأمطار يكشف غياب أدوات الإنقاذ المائي
ومع حلول *موسم الأمطار وتأثيرات المنخفضات الجوية* على مديريات حضرموت، برزت بشكل مؤلم الحاجة الماسّة لوجود أدوات الغوص وفرق خفر السواحل أو فرق الإنقاذ المائي، حيث شهدت مدينة تريم مؤخرًا *ثلاث حالات غرق لشباب في مقتبل العمر*، راحوا ضحية غياب التجهيزات الضرورية وفرق الإنقاذ المتخصصة.
يُذكر أن السيول المفاجئة ومجاري المياه الموسمية تشكّل خطرًا دائمًا في المنطقة، خاصة في ظل عدم وجود سدود محكمة أو ممرات آمنة للمياه، ما يجعل حالات الغرق متكررة، في ظل ضعف التوعية وغياب وسائل الإنقاذ.
مطالبات رسمية وشعبية
*الأستاذ علي صبيّح*، الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية تريم، أكد في تصريح صحفي أن المدينة *بحاجة ماسة إلى أدوات السلامة والإنقاذ*، مؤكدًا أن ذلك من شأنه إنقاذ الأرواح وتقليل حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات، في ظل تزايد حالات الطوارئ الطبيعية والبشرية.
من جهتهم، *طالب الأهالي الجهات المختصة بسرعة توفير سيارات إطفاء، ومعدات غوص، وأدوات طوارئ*، وإنشاء وحدة دفاع مدني متكاملة بالمديرية تكون قادرة على الاستجابة السريعة لأي طارئ، خاصة وأن تريم تُعد من أكبر مديريات الوادي من حيث المساحة والسكان والنشاط التجاري والصناعي.
دعوة عاجلة للتحرك
في ظل هذه الظروف، *تتكرر الدعوات إلى الحكومة، والسلطة المحلية، والمنظمات الدولية، للتدخل العاجل* وتوفير بنية تحتية متكاملة للسلامة العامة، تشمل فرق الدفاع المدني، ومعدات الإنقاذ، ومراكز تدريب للطوارئ، إلى جانب دعم برامج التوعية المجتمعية لمواجهة المخاطر والكوارث.
وتبقى سلامة أرواح الناس وممتلكاتهم مسؤولية لا تحتمل التأجيل، في مدينة بحجم تريم، باتت بحاجة ملحة لأدوات إنقاذ تحفظ الحياة وتحمي المستقبل.