في زمن ليس ببعيد تعرض علماء الجنوب ، هؤلاء العلماء العظام الذي كان لهم الدور الكبير في نشر العلم في محافظات الجنوب خاصة و محافظات الجمهورية عامة ، بل وخارج الجمهورية .. تعرضوا لصنوف من الأذى والتعذيب من قبل شرذمة قليلون من بني قومهم ، فصبروا وصابرو ورابطو .
قامة هذه الشرذمة بنهب بيوتهم ، وأهانتهم ، وربطوهم بالحبال ، واعتقلوهم من حين لآخر ومن فترة لأخرى ، وسجنوهم السنوات والأزمنة الطويلة ، وعذبوهم بأنواع وصنوف من التعذيب الشديد الذي لا تخطر على تفكير أحد وقد يستغرب منها كل مخلوق ، بل وصل الأمر إلى الدوس بالنعال على وجوهم ورميهم بالحجارة وتهشيم جماجمهم وقتل بعضهم وتشويههم بالفؤوس ، وسحلهم أمام أعين الناس جهاراً نهاراً حتى يخاف الناس .. ومع ذلك تعلوا الهتافات ( لا كهنوت بعد اليوم ، سحقا .. سحقا للكهنوت ) ( الموت للكهنوت .. الموت للكهنوت ) بل وهتافات متحدية مشاعر المؤمنين يقلون فيها ( يا رجال الكهنوت دعوا ربكم وقرآنكم يأتي لحمايتكم ) .. ( يالكهنوت لا تقربني ذي شربك من القارورة .. في سمنين ما باتجزع لا خبة ولا تنصورة ) وبعد السحل حتى الموت يرمى ما تبقى من أشلائهم بعدتشويهها في العراء لتأكلها الغربان والوحوش .. ولا يستطيع أي إنسان أنيقوم بمواراتهم التراب .. حتى أن بعض من هؤلاء العلماء ترك البلاد خوفاً أن يفتن في دينه .
نعم هذا ما فعله رفاق وزمرة وعصابة الأنظمة التتارية و الفاشية والنازية .. رفاق فرعون ، وهولاكو ، وجنكيزخان ، وهتلر ، وستالين ، وموسيليني .
قال تعالى : ( إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِى ٱلأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًۭا يَسْتَضْعِفُ طَآئِفَةًۭ مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَآءَهُمْ وَيَسْتَحْىِۦ نِسَآءَهُمْ ۚ إِنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلْمُفْسِدِينَ ) .. وقال أيضاً : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُوا۟ فِى ٱلأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةًۭ وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَٰرِثِينَ ) .
واليوم انتشرت على صفحات بعض المواقع الإلكترونية و الموقع الاجتماعي ( الفيس بوك ) بعضً من المقالات التي تنتقص من دور وقدر علماء هذه البلاد وللأسف الشديد نرى اليوم من يحمل معاول الهدم ومطارق التحطيم لهذه الهامات ، تارة بالمضايقات وأخرى بالمقالات المسيئة وآخرها وليس آخرها بالتخوين ووو .. فهل نستطيع أن نقول لقد عادت تلك الشرذمة وإن كانت بشعارات و بألفاظ أخرى إلا أنها تحمل نفس المعاني التي كان يحملها الرفاق .. فنسمع اليوم من يخون العلماء ويصفهم بأنهم أجندة المستعمرين - حسب قولهم - وإنهم يفتون بما يريده منهم بعض السياسيين بل وصل الأمر إلى تهديد بعضهم إن لم يتراجع عن أقواله وأرائه واجتهاداته بأنواع من التهديدات . وما حصل يوم إعلان ملتقى علماء المحافظات الجنوبية بجامع الشهداء بديس المكلا عنكم ببعيد يوم تعرض العلماء لأقذع الألفاظ وأسوء السباب والشتائم .
نعم إنها نفس الأفكار ونفس الرؤى التي مارسها الرفاق وإن كانت تحت دثار وغطاء آخر ومسميات أخرى فهذا ما رأينه في صفوف الرفاق ( الشيوعية ) في السابق واليوم نراه في من يرتدي العباءة الشيعية لأغراض دنيوية .
فيا علمائنا لا تحزنوا فأنتم الأعلون ومنهجكم باقٍ ولا تركنوا إلى هؤلاء السفلة ...
قال تعالى : ( وَلا تَرْكَنُوٓا۟ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ ) .
وقال أيضاً : ( وَٱصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِٱلْغَدَوٰةِ وَٱلْعَشِىِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُۥ ۖ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ۖ وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُۥ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاٰهُ وَكَانَ أَمْرُهُۥ فُرُطًۭا ) .
وقال أيضاً : ( وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِى ٱلأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلا ٱلظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ ) .
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : » إِنَّهَا سَتَأْتِى عَلَى النَّاسِ سِنُونَ خَدَّاعَةٌ يُصَدَّقُ فِيهَاالْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُوَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ » . قِيلَوَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ : « السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِى أَمْرِالْعَامَّةِ .«
بقلم : وهيب بافقاس