حضرموت اليوم / سيئون / جمعان دويل بن سعيد
ضمن نشاطه ورسالته في خدمة التراث والمجتمع كرّم مساء يوم أمس الأربعاء مركز بن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع الشيخ / مهدي بن محمد بن مسعود بارجاء أحد الشخصيات الدينية والاجتماعية بمدينة سيئون خاصة ووادي حضرموت عامة فيما قدمه خلال حياته في خدمة الشريعة الغراء وبيوت الله في إمامة مسجد جامع مدينة سيئون على مدى خمسون عاما وخطيبا ومحاميا ومصلحا إجتماعيا وملما بعلم المواريث في حل الكثير من القضايا في البيوع وخوارج القسمة إضافة لكونه كان الوحيد على مستوى مدينة سيئون في عقد النكاح ويحضى بمكانة وتقدير لجميع أهالي المدينة .
وفي حفل التكريم المهيب الذي امتلأت بها قاعات المركز من العلماء والمشايخ والشخصيات الاجتماعية والأدباء والكتاب والشعراء والمثقفين والإعلاميين والطلاب الذي بدأ بأي من الذكر الحكيم رحب الأخ / محمد حسن السقاف رئيس مركز بن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بالحضور معربا عن امتنانه ان يشرف المركز شيح جليل قدم خدماته للمجتمع وهو علم من اعلام وادي سيئون مشيرا بأن الاحتفال بتكريمه من قبل المركز يعد من قبل أبناء وادي حضرموت جمعا تقديرا وعرفانا لمثل تلك الشخصيات التي قدمت سنين عمرها في خدمة المجتمع واعترافا من الخلف بفضل السلف وهو من الاهداف الأساسية للمركز وأوضح رئيس المركز بأن التكريم لمثل اولئك هو جزء لإبراز مآثر العظماء والمكرمين واستدراكهم قبل فوات الأوان مشيرا بأنه توجد كثير من القامات الباسقة في سماء حضرموت والتي علمتنا كثيرا من القيّم والتي لها حقوق علينا كثيرة . وأشار إن من خلال هذا التكريم نرجو ونسعى الى الاعتراف بحقهم وإلى أداء بعض حقوقهم التي لولا عطا آتهم والقيّم وهذا الفضل في سيرتهم لما عرفنا أن نكرم هولا الكرام وعرفنا حقوقهم .
موضحا في كلمته بأن الهدف من التكريم أن نرسل العديد من الرسائل منها لأصحاب الشأن ورسائل للآجال المقبلة ولكل من قام بعمل يستحق التكريم ولكل من سعى وكرم ذاته ومجتمعه في نفسه فهو يستحق التكريم مضيفا بأن معيار التكريم هو في الحقيقة ان يكون هذا المكرم اكرم بذلك وخدم بلاده وخدم مجتمعه لأجل يحضا في يوم من الايام بهذه المكانه التي نكرم فيها شيخنا الفاضل مهدي بن محمد بارجاء حفظه الله .
كما تحدث في الحفل الشيخ / احمد بن علي باعباد من منطقة الغرفة والشخصية الاجتماعية بمدينة سيئون عوض بحرق والأستاذ الشيخ / عبدالله صالح الكثيري ومن السعودية عبر الهاتف الشيخ / احمد بن عبدالرحمن بارجاء ومن مدينة تريم الدكتور / عبدالله بن محمد بن شهاب ومن شبام الشيخ / سالم بن عبدالله بن سميط والأخ / إبراهيم علي الحبشي تحدثوا جميعا عن المحتفى به عن اعماله الزاخرة بالعطاء في خدمة الشريعة الغراء وما قدمه في خدمة المجتمع من اعمال الكل يشهد لها بالثني كما تطرق العديد من المتحدثين حول سيرة حياته من خلال معاصرته في حسن الخلق ومعاملته الطيبة بين افراد المجتمع وإصلاح ذات البين شاكرين مركز أبن عبيدالله على هذه اللفتة الكريمة في تكريم هذه الهامات التي افنت حياتها في خدمة المجتمع مطالبين أولاده في كتابة سيرة والدهم ونشره في كتاب لك يعرفه الآجال ويحذوا حذو تلك الهامة التي ارتبطت بخدمة المجتمع ومحبة بيوت الله . داعيين المولى العلي القدير أن يطيل في عمره ويمده بالصحة والعافية .
فيما القيت في الحفل عدد من القصائد الشعرية من قبل الشاعر الأديب المؤرخ والباحث الأستاذ / جعفر محمد السقاف والشاعر الأديب / محمد بن صالح الحامد والشاعر الأديب / علي احمد بارجاء كما القاء الشاب / عبدالعزيز باكثير قصيدة شعرية مرسلة من أحد الأقارب بالسعودية بهذه المناسبة عبرت جميع ابيات القصائد عن الاشادة بهذه الاحتفالية وعن سيرة الشيخ / مهدي بارجاء في جميع مراحل حياته العملية في خدمة المجتمع .
كما تحدث في الحفل عن اسرة آل بارجاء الاستاذ الشيخ / محمد عبدالله بارجاء مقدما شكره نيابة عن الأسرة عامة على هذا التكريم المهيب والذي أوضح بأنه ليس للشيخ / مهدي فحسب بل لجميع آل بارجاء أين ما وجدوا وهو يعد عرفانا بما قدمته الأسرة من شيوخها في المجتمع الحضرمي بوادي حضرموت والذي كما يطلق عليهم إلى يومنا هذا مشايخ البلد عرفانا وتقديرا لتلك الكوكبة الذي منهم فقيها وعالما وقاضيا في خدمة السنة المحمدية على صاحبها افضل السلام والتسليم محمد صل الله عليه وسلم
فيما عبر نجل المحتفي به حسن مهدي بن محمد بارجاء عن سعادته باسمه وبإسم إخوانه وأفراد اسرته على هذا الحفل المهيب في تكريم والده شاكرا مركز بن عبيدالله على هذا التكريم كما تحدث عن والده كمربي وأخ وصديق لأولاده من خلال التربية الفاضلة لهم . مستعرضا سيرة حياة والده الغامرة بالعطاء في خدمة المجتمع الذي خلف إرثا من الاحترام والتقدير لديهم من خلال السؤال الدائم على صحته وعافيته وزيارته الى البيت مؤكدا على السير بالنهج الذي خطه والدهم في حياته . مستعرضا السيرة الذاتية لوالده .
مختتما كلمته بأبيات شعرية من تأليفه يدعي لوالدة بطول العمر ودوام الصحة والعافية .
وفي لحظات امتزجت فيها الدموع والفرح كرّم رئيس مركز بن عبيدالله لخدمة التراث والمجتمع الشيخ / مهدي بن محمد بن مسعود بارجاء بدرع المركز وشهادة تقديره وصورة تذكارية للشيخ .
من ناحيته عبر الشيخ مهدي عقب التكريم وبنبرة الشيخ الكاهل بكلمات قال فيها تعجز اللسان عن الكلام بما غمرتموني من حفاوة ومن كلمات تسكن في وجداني الشكر لله اولا ثم للقائمين على مركز بن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع الذي يعد منارة يشع منها النور الذي يضيء إلى طريق الصواب من خلال نشاطه المميز على مستوى وادي حضرموت الذي ذاع صيته على مستوى اليمن والوطن العربي وأنا فخور بتكريمي هذا المساء وبحضور هذه الكوكبة من الحضور . كما استعرض سيرة حياته التعليمية والعملية داعيا للجميع بالتوفيق والنجاح فيما يصبون اليه في خدمة المجتمع وفي ختام الحفل قدم الجميع التهاني والتبريكات للشيخ مهدي على هذا التكريم .
سيرة ذاتية عن حياة الشيخ الفاضل / مهدي بن محمد بن مسعود بارجاء
ولد الشيخ مهدي بارجاء بمدينة سيئون في خمسة من يناير عام 1924م بتاريخ 28 جماد الأول 1342هـ
حيث قرأ القران على يد والده محمد بن مسعود بارجاء وقد قرأ حينها على والده عدد من الكتب الفقهية والسنية وفي العقيدة لعدد من العلماء والأئمة حتى ادخله والده مدرسة النهضة وكان مدرسا بها ثم تخرج وانتقل ألى مدرسة تابعة للنادي العلمي بسحيل سيئون بمنطقة شهاره حيث كان مديرها العلامة والشاعر الاديب حسن بن عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف .
كان اول مهنة يمارسها كانت التجارة حيث فتح محل لبيع المواد الغذائية ثم امتهن مهنة المحاماة ومتابعة القضايا بالمحاكم وغيرها وكتابة الوثائق البيوع وخوارج القسمة حيث كان اول من تولى قسمة التركات مع عدد ممن الشيوخ والعلماء بمدينة سيئون وفي عام 1971م سافر الى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج ثم عاد وعمل مأذون عقد النكاح منذ عام 1975م وفي عام 1985 م فتح له مكتب خاص لعرض الحالات والمتابعات في محكمة سيئون واستخراج عقد النكاح .
امتدت اماماته لمسجد جامع سيئون اكثر من خمسين عاما متواصلة حتى الان .
تولى نظارة مسجد جامع سيئون بتاريخ 9 ذو القعدة سنة 1386 هـ الموافق للأول من مارس عام 1967م