فضاءات معرفية .. عولمة الإعلام .. تحديات لا تنتهي

نعني بالعولمة الإعلامية وجود عالم بلا حدود إعلامية إعلانية يهيمن فيه النظام الرأسمالي العالمي الجديد أو هي امتداد الإعلام وتوسعه وتعميمه على مناطق العالم الجغرافية وترسمه شبكات اتصالية معلوماتية عالمية تتخطى حواجز الزمان والمكان لتعميميه عالميا من غير دولة ومن دون أمم وشعوب ومن دون أوطان بمضمون متشابه  أو واحد يخاطب مستهلكين متعددي العقائد والمذاهب والأهواء كما يقول السيد احمد عمر في إعلام العولمة وتأثيره في المستهلك .

بينما يعرف مؤسس نظرية الامبريالية الإعلامية هربرت شيللر عولمة الإعلام بأنها تركز وسائل الإعلام في يد عدد من الشركات العملاقة العابرة للقارات التي تستخدمها لحفز الاستهلاك على الصعيد العالمي وتوسيع الثقافة الاستهلاكية الغربية لطمس الهويات القومية والقليل من مشاعر الانتماء إلى مكان محدود ( الوطن الأرض بكل ما تحمل من أحاسيس ومشاعر ) , ويقصد بنظرية الامبريالية الإعلامية استخدام الميديا والانفو ميديا بقصد نشر القيم والعادات الاستهلاكية  وما يرتبط بها من أنماط السلوك والحياة الجديدة بوصفها ثقافة وافدة تحل محل الثقافات المحلية بنما يذكر جون تو ماينسون  ان الامبريالية الإعلامية تتضمن أربعة اتجاهات:

1- أنها عولمة الإعلام التي هي جزء من الامبريالية  الثقافية  مبررا ضرورة الإعلام الحديث وتحالفه مع القوى الاقتصادية والسياسية والعسكرية .

2- اتجاه يرى ان الامبريالية الإعلامية تهديد للهوية القومية  مثل انتشار اللغة الانجليزية وسيادتها على وسائل الإعلام خاصة الانترنت .

3- إنها وسيلة للسيطرة الثقافية لتجديد دماء الرأسمالية من اجل مزيد من الاستغلال والاستقطاب الاجتماعي .

4- ينظر إليها على أنها احد مظاهر الحداثة كالهجرة إلى المدن والاستسلام لسطوة العلم والتقنية والتنظيم الهرمي للمؤسسات الاجتماعية وأصبح الإعلام يعتمد على الصورة السمعية / البصرية والصورة لم تعد تساوي

ألف كلمة كما يقول الصينيون بل صارت بليون كلمة وأكثر فننا نرى حضورا جارفا للصور في حياتنا في الأسواق والشوارع والأزقة والأحياء وأدت ثورة تقنية المعلومات وهي النظام الذي يجمع ثلاث تقنيات  رئيسية هي الحاسبات الرقمية وتخزين البيانات وإرسال البيانات  الرقمية عبر شبكات الاتصال البعيدة . أدت هذه إلى ظهور مجتمع الإعلام .

والخطورة إن وسائل الاتصال  والإعلام وتقنية المعلومات مكنت الصوت والصورة والكلمة من اختراق الحدود الجغرافية والحواجز الثقافية ونفذت إلى عواطف وعقول الناس في كل أرجاء العالم تلبي رغبات وأذواق الناس جميعا معتمدة على الإثارة والاستقطاب وبالتالي تشكيل ثقافة استهلاكية بين النشء والشباب باعتبارهم مستهلكي المستقبل ويعتمد على مبدءا الإغراق الإدراكي القائم على تكرار الاعلان لتركيز الإثارة والانفعال فتتكون قناة عصبية يمر منها مثيري الاعلان الدعائي لإغراق أحاسيس المشاهد بها فدفعه تلقائيا للتوجه إلى الشراء ( انظروا إعلانات الملابس وكيف يري الشباب حولها دونما نظر الى نوعية الزى أو مدى اتفاقه واختلافه مع حياة مجتمع وثقافة مجتمع وعادات مجتمع محافظ كحضرموت مثلا )

وفي ضوء ما تقدم فعولمة الإعلام هي ترويج لثقافة مجتمع حديث بلا إيديولوجيا وبلا فكر وتعمل على هيمنة الثقافة الاستهلاكية التي تسطح الوعي وتزيف رؤية الواقع لذلك نجد الأستاذ المهدي المنجرة في جريدة الزمن المغربية يقول : إن الإعلام هو ثروة الثروات بل هو الثروة التي ترتبط بكل الثروات الأخرى . بينما يعبر عنه غريغوري باتس بأنه ( التباين الذي يصنع التباين )

أ . احمد زين باحميد *

  * محاضر بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا

           قسم الإعلام والصحافة

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص