(1)
لقد أطاحت ثورة 26سبتمبر 1962م المجيدة بالحكم الملكي لأسرة "آل حميد الدين" , بعد نضال مرير خاضه الشعب اليمني , ضد هذا الحكم الاستبدادي – الكهنوتي , الذي أذاق اليمنيين شتى صنوف العذاب والتنكيل و الاهانة .. ونال الشعب اليمني حريته اثر قيامه بهذه الثورة المباركة , التي كان لها التأثير الايجابي في سقوط آخر أركان الحكم الملكي العائلي في اليمن , والمتمثل في سقوط حكم أسرة "علي عبدالله صالح " الاستبدادي - العائلي , الذي تهاوى بفعل الضغط الشعبي وتحت ضربات " الثورة الشبابية الشعبية السلمية " , والتي انطلقت في 11 / فبراير/ 2011م , والمتزامنة مع سقوط الطاغية – حسني مبارك- آخر الحكام الطغاة في مصر , والمواكبة لثورات الربيع العربي , وهي لازالت مستمرة إلى الآن وحتى تحقيق كافة أهدافها الثورية كاملة غير منقوصة ومن أبرزها محاكمة الرئيس "المخلوع" , وبقايا نظامه , الذين لازالوا يعبثون بأمن واستقرار اليمن ..
(2)
ويأتي احتفالنا اليوم بذكرى اليوبيل الذهبي لمرور (50) عاماً على قيام ثورة 26 سبتمبر المجيدة , لنتذكر تلك المآسي والمعاناة والآلام التي كرسها الحكم الإمامي في المجتمع اليمني – الفقر والجهل والمرض - والتي لازالت آثارها السلبية نراها اليوم في واقعنا المعاش , والتي كانت هي السبب الرئيسي وراء قيام ثورتي : 26 سبتمبر 1962م و 11فبراير 2011م المجيدتين , وذلك من اجل القضاء على الحكم الملكي – العائلي الاستبدادي وتحقيق الحرية والعدالة والعزة والعيش الكريم للشعب اليمني ..
فثورة 11 فبراير هي امتداد لثورة 26 سبتمبر وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد , وكأن ثورة 26سبتمر تتجدد , كلما ظهر حكم طاغية جديد (فردي أو عائلي ) , ولكن تتجدد بشكل سلمي وحضاري , يواكب طبيعة العصر الراهن , والظروف الذاتية والموضوعية المحيطة والمؤثرة في الواقع اليمني ..
(3)
وهنا وجب التنويه والإشادة بالدور العظيم لشباب اليمن , الذي قدموه في سبيل إذكاء جذوة الثورة اليمنية – سبتمبر وأكتوبر وفبراير- من خلال ريها بدمائهم الزكية وأرواحهم الطاهرة , وسقوطهم شهداء في سبيل الله تعالى أولا , ثم فداءً للوطن الغالي , من اجل نيل حريته واستقلاله وصون كرامته , والتضحية من اجله , بأرواحهم وأنفسهم وأموالهم , وبكل غالي ونفيس يملكونه , فلولا النضال الثوري للشباب اليمني خاصة والشعب عامة – بعد توفيق الله تعالى- لما تحقق النصر المؤزر والنجاح العظيم للشعب اليمني , ولما كنا نشهد اليوم التحولات الثورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية .. وذلك على الرغم من العراقيل والمعوقات المستمرة , التي لازال أعداء الثورة اليمنية والوحدة الوطنية , يضعونها في طريق استكمال مسيرة التحرر والبناء والنهضة الشاملة لليمن بأسره ..
(4)
وأخيراً .. ادعوا كافة القوى السياسية والحزبية المناهضة للتغييرالثوري , والمعارضة للاستراتيجية الثورية , والناكرة للتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية , التي يشهدها اليمن , والرافضة لمشروع بناء الدولة المدنية الحديثة المنشودة الذي حظي بالتأييد السياسي والقبول الشعبي ..
ادعوها بان تقتنص الفرصة التاريخية اليوم , وقبل فوات الأوان , وذلك بان تقدم المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية ..
وادعوها أن تتحرر من إتباع الطواغيت والأصنام والأوثان البشرية , والاستعاذة بالله تعالى من شياطين الإنس الذين أساءوا "للوحدة اليمنية" المباركة , بأقوالهم النفاقية وبأفعالهم الشيطانية وأصروا على ذلك ..
كما ادعوها ان تعيد النظر والتفكير مرة اخرى في مواقفها السلبية وأهدافها السياسية , تلك الرامية إلى تدمير وتهديم كل ما بنته وحققته وأنجزته الثورة اليمنية – سبتمبر وأكتوبر وفبراير – بدماء الشهداء وبتضحيات الشرفاء , من انجازات عظيمة وأهداف كبيرة , وفي مقدمتها "الوحدة اليمنية", ذلك الحلم الجميل الذي أصبح حقيقة واقعية في 22 مايو 1990م .. هذا المنجز العظيم , الذي أشاد به القاصي والداني , والذي حاول "شياطين الإنس" العمل على تدميره بإشعال حرب صيف عام 1994م, ولازالوا يحاولون مرة أخرى , الأمر الذي دفع بالغيورين والحريصين عليه , أن يتداعوا من كل حدب وصوب لحمايته والدفاع عنه والتضحية من اجله , ذلك باعتبار"الوحدة اليمنية" هي : كنز ثمين وصمام أمان للشعب اليمني ورمز قوته , وعمق استراتيجي للخليج والجزيرة العربية , ونواة للوحدة العربية والإسلامية الكبرى , لذا كان ينبغي الأخذ على أيدي المسيئين لها , والذين يحاولون تشويه صورتها أمام الأجيال الصاعدة , و الذين يحاولون التفريط فيها وبيعها في سوق النخاسة بابخس الأثمان .. !! .