الجنوب ..الماضي يتجسد في الحاضر

عندما نتأمل الوضع في المحافظات الجنوبية اليوم نجد بان أبناء الجنوب يعيشون في دوامة .. هذه الدوامة ليست وليدة اليوم ولا وليدة شمال اليمن أو (أهل مطلع) كما يحب البعض أن يطلق عليهم .

الجنوب اليوم يعيش بين مطارق وسنادين  كثيرة ربما أن اغلبها جنوبية الهوى .

لعلي في هذه العجالة لست بحاجة إلى الكتابة عن العلاقة مع (المحتل) كما ترغب شريحة من أبناء الجنوب في تسميتها هكذا تسمية .

الجنوب يعاني الأمرين من قديم وقد لاحت بوادر في الأفق بان نفس السيناريو  الذي تجرع أبناء الجنوب مرارته قد اطل عليهم من جديد وأصبح أمر مشاهد من خلال الخلافات التي طفت على السطح السياسي بين رفاق الأمس أصدقاء اليوم .

عندما نحمل مشروعا وطنيا يترتب عليه وطن فلابد أن نتخلى عن كل مصالحنا الشخصية . وهذا ليس بملاحظ بين من يدعون اليوم أنهم هم من يمثلون القضية الجنوبية وفي نفس الوقت تناسوا بان الجنوب لكل الجنوبيين 

عندما اسمع عن عودة البيض هذه الأيام إلى ارض الوطن بعد غياب دام 17 سنة قضى جلها في نوم عميق في سلطنة عمان .. أتذكر حينها عودة محمد علي احمد والحسني فأقول حينها هل استفاد الحراك الجنوبي والجنوب من عودة هذه القيادة وعندما اسمع عن كثير من التجريح من تيار باعوم ضد البيض يصيبني الذهول كيف سيكون مستقبل هؤلاء ..؟

عندما اسمع هذه الأيام أن المناضل من رفاق الأمس محمد علي احمد يتعرض لمحاولة اغتيال في عاصمة السلم الجنوبي المكلا أو يتلقى أقذع عبارات السب والشتم في عاصمة الكرم والأخلاق عتق تصيبني الدهشة من الحال الذي وصلنا إليه.

عندما اسمع عن الخلافات بين الزعيمين الحسني وباعوم وان كل منهم يتهم الأخر إما بالعمالة للسعودية أو لإيران تصيبني الدهشة وأتعجب من قبلات الرؤوس .

عندما اسمع بان البيض يلتقي بعلي ناصر محمد في بيروت ويرفض السيد البيض أن يحضر اللقاء أي آلة تصوير حينها أقول بان النفوس لازالت مليئة بالحقد والكراهية  فكيف سيعود وطن بهذه المواقف .

عندما اسمع الخلاف الموجود بين أبناء الزمرة والطغمة وان مهرجانات التصالح والتسامح أصبحت استهلاك إعلامي يديره بعض الطيبين داخل بعض المكونات الجنوبية أصاب بالإحباط وأخشى من المستقبل .

عندما أود أن اسمع كلمة ثناء أو عفو وصفح يلقيها شلال شائع أو لحسون مصلح على علي ناصر أو محمد علي احمد فلا أجدها أتعجب من قيادتنا الجنوبية كل التعجب !! كيف سيلتقون في المستقبل .

عندما أود أن يتخلى أبناء الجنوب عن المناطقية البغيضة فلا ردفاني ولاشبواني ولا أبيني ولا ضالعي يسيطر على المشهد فأجد بان هذه المصطلحات أصبحت رائجة في المحيط الجنوبي أصاب بالدهشة واقف وقفات كثيرة وأتألم عن حال الجنوب الذي أصبح يعيش بين مطارق وسنادين الرفاق من طغمة وزمرة وبين أدعياء المناطقية في بعض المحافظات.

إن الجنوب اليوم بحاجة إلى دماء جديدة وشابة تكون مشروع جنوبي يكون لكل الجنوبيين وعلى الجنوبيين أن يتخلوا عن لغة المناطقية والجهوية وأساليب الإقصاء والتهميش لكل المكونات الجنوبية ولن تحل قضايا الجنوب إلا بالجلوس على طاولة الحوار والابتعاد عن الإقصاء والتهميش لبعضنا البعض .

ياسر الصايلي عن عدن اون لاين

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص