حضرموت اليوم / متابعات
يدشن الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز خلال زيارته للمدينة المنورة اليوم الاثنين أكبر مشروع لتوسعة المسجد النبوي الشريف، ليستوعب ميلوني مصل، بالإضافة إلى 10 مشروعات تطويرية وتنموية، منها مشروع قطار الحرمين، ومشاريع كبرى لمدينة المعرفة الاقتصادية، إلى جانب عدد آخر من المشاريع الصحية والتنموية.
يبدأ تنفيذ "مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة الحرم النبوي" بعد موسم حج هذا العام مباشرة، ويبلغ عدد العقارات المتوقع إزالتها لصالح المشروع 100 عقار تتوزع على الجهتين الشرقية والغربية، ويبلغ إجمالي التعويض عن مساحة تقدر بنحو 12.5 هكتار بنحو 25 مليار ريال.
وتعد هذه التوسعة الأكبر بعد التوسعة التي تمت في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز للمسجد النبوي، وستكون إضافة كبيرة، ما يجعلها تستوعب أعدادا كبيرة من مرتادي المسجد النبوي، خاصة في وقت الذروة، أي مواسم الحج والعمرة.
سينفذ المشروع على ثلاث مراحل؛ تتسع الأولى منها لما يتجاوز 800 ألف مصل، وفي الثانية والثالثة ستوسع الساحتين الشرقية والغربية للحرم بحيث تستوعبان 800 ألف مصل إضافيين. وقد خضعت المنطقة المركزية لإعادة تطوير كامل تقريبا، وزودت بخدمات جديدة للمسجد النبوي.
وضع مخطط شامل يتضمن تخفيف الضغوط المتزايدة، برفع الطاقة الاستيعابية من المصلين من الوضع القائم البالغ 550 ألفا إلى الوضع المستقبلي البالغ 780 ألف شخص، للتوسعات المقبولة بالفعل لساحتي الحرم الشرقية والغربية، مع مراعاة استيعاب تدفق حركة المشاة التي تتطلب توسعات أخرى في إطار تخطيط أكثر تفصيلا.
ويتعين تنسيق هذه التوسعة مع طراز البناء الحضاري المحيط لضمان أن من شأن التوسعة تحسين تدفق المشاة داخل المنطقة المركزية، وتتناغم عمرانيا مع ما حولها.
تحسين الساحات العامة:
ووفق خطط المشروع ستجري تحسينات للساحات العامة والساحة الاجتماعية حول المسجد، إضافة إلى العمل لدعم دورها كقلب مدني وروحاني للمدينة، كما تتضمن توصية بتحويل الملكيات المطلوبة للتوسعة إلى الملكية العامة، وإعداد مخطط معماري تفصيلي في ضوء الإرشادات العامة المتضمنة في المخطط الشامل في هذا الشأن.
ويمكن أن تستمر الفنادق المشمولة مواقعها بالتوسعة في التشغيل لحين استكمال تجهيزات الموقع لإنشاء التوسعة، وفي ذلك الحين ستهدم الفنادق نظرا لوجود حاجة إلى 12.5 هكتار من الأرض من أجل تسهيل التوسعة الشمالية.
مشروع المظلات:
ويعتبر مشروع مظلات المسجد النبوي من المشاريع العملاقة التي ستركب على أعمدة ساحات المسجد النبوي، ويصل عددها إلى 182 مظلة، إضافة إلى 68 مظلة في الساحات الشرقية. وستغطي هذه المظلات مساحة 143 ألف متر مربع من الساحات المحيطة بالمسجد النبوي من جهاته الأربع، يصلي تحت الواحدة منها ما يزيد عن 800 مصل.
يضاف إلى ذلك تظليل ستة مسارات في الجهة الجنوبية يسير تحتها الزوار والمصلون. وهذه المظلات صنعت خصيصا لساحات المسجد النبوي، وقد خضعت لتجارب في بلد التصنيع. وصممت بارتفاعين مختلفين؛ بحيث تعلو الواحدة الأخرى على شكل مجموعات لتكون متداخلة فيما بينها، و يبلغ ارتفاع الواحدة 14 مترا و40 سنتيمترا، والأخرى 15 مترا و30 سنتيمترا ويتساوى ارتفاع جميع المظلات في حالة الإغلاق بارتفاع 21 مترا و70 سنتيمترا.
وبين مدير العلاقات العامة بوكالة المسجد النبوي الشيخ عبدالواحد الحطاب أن الطاقة الاستيعابية للمسجد في أوقات الذروة تصل إلى مليون زائر، فاستيعاب المسجد النبوي يصل إلى 150 ألف مصل، والمظلات تتسع لـ 250 ألف مصل، والساحات حول المسجد النبوي الشريف ألف مصل، وقال إن التوسعة الجديد للجهة الشرقية منحت مساحات جيدة لاستيعاب المصلين، ورفعت عدد أبواب المسجد إلى 100 باب، ولمواجهة حرارة الصيف تم تركيب 436 مروحة رذاذ للتبريد و250 مروحة.
ويعمل أكثر من 1300 موظف وموظفة من الرسميين والمؤقتين لتقديم الخدمات لزوار المسجد النبوي على مدى 24 ساعة، واستقبالهم على مدار الساعة، بداية من الساحات الخاصة بالمسجد النبوي وملاحظة نظافتها باستمرار وتظليلها بفتح 250 مظلة وقاية للمشاة، وكذلك بقاء الممرات الداخلية مفتوحة لدخول المصلين الأماكن الخالية داخل المسجد النبوي، وفرش المسجد النبوي والسطح وأجزاء من الساحات بواقع 10 آلاف سجادة ومدة، وتوفير الصوت والإضاءة وتكييف ما يقارب 100 ألف متر مربع.
من جهته أوضح عبدالغني الأنصاري رئيس لجنة الزيارة والسياحة في الغرفة التجارية الصناعية بالمدينة المنورة أن التوسعة ستكون ضرورية جدا في الأعوام المقبلة خصوصا إذا علمنا أن عدد الزوار القادمين للمدينة المنورة يبلغ عشرة ملايين زائر سنويا.