موجة غضب عارمة اجتاحت العالم العربي والإسلامي ضد الفيلم المسيء للإسلام ، اذ جُسِدتْ شخصية النبي صلى الله عليه وسلم في صورة تثير الاشمئزاز والسخرية ، اثرها تعرضت السفارات الأمريكية للاعتداء في بعض الدول العربية اندلعت شرارتها في ليبيا بحرق السفارة ومقتل السفير الأمريكي ، وأدانت أمريكا الحادث ووصفت الفيلم بالآثم والمقرف ، واستجوبت منتج الفيلم نيقولا باسيلي واقتادته للتحقيق ، بعدها ساد هدوء نسبي بعد تلك الموجه .. فهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون للسخرية فقد خرج الناس إلى الشوارع عقب الرسوم الدنماركية ، وقبل أيام قامت مجلة "شارلي إيبدو" الأسبوعية الساخرة بنشر رسوم تتضمن "إساءة" للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ، في خطوة قد تثير المزيد من الاحتجاجات في العديد من الدول الإسلامية ، مما قد تستغله بعض الجهات في الإساءة
لصورة المسلمين.
من حقنا أن نغضب ونكسر جدار الصمت ولكن كيف ؟ بدون تشويه لسمعة المسلمين وأن نتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الأعداء وخروج المسيرات التي تندد بالإساءة بدون إساءة للمسلمين وصورة الإسلام الناصعة.
ولماذا لا يتظاهر العرب والمسلمون ضد ممارسات أكثر خطرًا ومؤثرة بالفعل كتهويد القدس ، والسيطرة على المسجد الأقصى ، والظلم الذي يتعرض له شعب سوريا ؟ بخلاف فيلم أو رسم هو شتيمة أكثر مما هو مؤثر في الواقع؟
وكم من الأفلام التي تسئ للإسلام وللرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه وأحبابه في سوريا يومياً ؛ أفلام القتل والتدمير والاغتصاب والاهانة والظلم والعدوان الجائر ، فقد أصبحت سوريا فريسة لظلم نظام بشار الأسد وأعوانه مثل روسيا والصين وايران وحزب الله في لبنان على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي والعالم ولكن هل من مجيب؟
منذ العام ونصف العام يقتلون الرجال والنساء والأطفال الرضّع ، ويرمونهم بوابل من الأسلحة الثقيلة والخفيفة ، والدبابات تدمر البيوت ،لماذا والى متى وما ذنب الشعب السوري؟ هل لأنّه يريد أن يتخلّص من حكم الأسد الذي استمرّ خمسين سنة؟ وورث ابنه من بعده؟
هل من موجة غضب تجرف الطغيان الأسدي وتقلعه من جذوره؟
سوريا تستغيث واسلاماه ، وتنادي أين أنتم يا مسلمون ، أين أنتم يا عرب ، وتصيح أفيقوا من سباتكم العميق ، وتنادي هل من عمر؟ هل من صلاح ؟ وتصيح بأعلى صوتها ألا يوجد في أمتي خالد بن الوليد ليعيد للأمة أمجادها رغم ذلك يهتف الثوار مالنا غيرك يا الله.
ان القلب ليتقطع ، وان العين لتدمع ، وان النفس لتتوجع ، ولكن الأمل في الله كبير اذ يقول وقوله الحق ( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ).