حضرموت اليوم / متابعات
عاد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بالاجماع انتخاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان رئيسا له لمدة اربع سنوات خلال المؤتمر العام الثالث للحزب الذي عقد في أنقرة أمس السبت.
وحصل اردوغان المرشح الوحيد لهذا المنصب على اصوات جميع المشاركين في المؤتمر وعددهم 1362 شخصاً.
واستعرض اردوغان في كلمة له امام المؤتمر اهم المراحل التي مرت بها البلاد منذ تسلم الحزب السلطة اواخر عام 2002 في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وفي حفل افتتاح مؤتمر العدالة و بحضور الآلاف من أعضائه وأنصاره وعشرات الضيوف من العالم العربي والإسلامي ومن أوروبا.. حيا رجب طيب أردوغان في كلمته "أبطال سوريا الذين يناضلون في جميع المدن من أجل الحرية والكرامة"، ووصف النظام السوري بأنه "نظام ظالم يقتل شعبه"، ودعا روسيا والصين وإيران بمراجعة مواقفها من القضية السورية وطالبها بالتخلي عن الاسد .
كما حيا الجنود وأفراد قوات الأمن التركية "الذين يخاطرون بحياتهم ويؤدون واجبهم على الجبهات في حدودنا كافة". وقال أردوغان "أعدكم لن نترك ذكريات شهدائنا تذهب هدرا وسوف لن نشعر بالخزي والعار أمام شهدائنا، وسنستمر في الدفاع عن الإرث والأمانة اللذين أخذناهما عن شهدائنا وسنستمر في العمل من أجلهم ومن أجل الشعب والوطن".
ووعد بأن يحقق حزبه الخطة الألفية لتركيا في أفق عام 2023، وقال "لم ننس من أين أتينا ولن ننسى أيضا إلى أين نسير"، وأضاف "لم نكن يوما حكومة من انتخبنا بل نعتبر أنفسنا حزب تركيا كلها، نحن حزب الـ75 مليون تركي".
وتابع أردوغان "فوزنا المتوالي والمتصاعد منذ 2002 لم يكن فوز حزب العدالة والتنمية، بل هو فوز للشعب التركي بأكمله.. على مدى عشر سنوات لم نتدخل في نمط حياة أحد، ولم نفرض شيئا على أحد".
وقال "حاولنا أن نحرر حرية الانتخاب والاختيار، ولن نتدخل في حياة أحد ولن نفرض شيئا على أحد، وحتى لو كنا نشكل نسبة 99% فإننا سنحترم حقوق الـ1% المتبقية".
واحتلت القضية الكردية حيزا هاما من كلمة أردوغان، حيث وصف بـ"الإرهابي" حزب العمال الكردستاني الذي يشن هجمات على أهداف تركية منذ عقود ويطالب بحكم ذاتي في المناطق الكردية.
كما دعا أردوغان كافة مكونات الشعب التركي وخاصة الأكراد والأحزاب الكردية إلى التضامن والاتحاد لمواجهة حزب العمال الكردستاني الذي سماه بـ"المنظمة الإرهابية"، واتهم بعض الأحزاب الكردية بالتورط في مخططات هذا الحزب.
يذكر انه تم تاسيس حزب العدالة والتنمية في الرابع عشر من آب عام 2001 وانتخب رجب طيب اردوغان رئيسا للحزب الذي خاض الانتخابات التشريعية التي جرت في الثالث من تشرين الثاني عام 2002 وحقق فيها فوزا ساحقا سيطر من خلاله على البرلمان باغلبية كبيرة بلغت نسبتها 47 بالمئة.
واثر هذا الفوز شكل حزب العدالة والتنمية الحكومة لوحده وتراس هذه الحكومة الرئيس التركي الحالي عبدالله غول.
وفي عام 2003 تسلم اردوغان رئاسة الحكومة التركية فيما عين غل نائبا لرئيس الوزراء وزيرا للخارجية.
وفي الثاني والعشرين من تموز عام 2007 حقق حزب العدالة والتنمية فوزا جديدا في الانتخابات وتابع حكومته بعد اجراء بعض التغييرات الوزارية فيها.
واظهرت معظم استطلاعات الراي تقدم حزب العدالة والتنمية على جميع الاحزاب الاخرى في تركيا وعددها 51 حزبا سياسيا.
ويتمتع اردوغان المولود في محافظة ريزه شمال شرق تركيا عام 1954 بشعبية كبيرة بسبب سياساته المميزة وكان رئيساً لبلدية اسطنبول لاربع سنوات.
من ناحية أخرى انضم وزير الخارجية أحمد داود أوغلو إلى حزب العدالة خلال مؤتمره الحالي، وهو ما شكل "مفاجأة" حسب مراسل الجزيرة نت.
وقد ظل أوغلو يرفض الانضمام إلى الحزب خلال السنوات السبع الماضية باعتبار أنه يريد أن يظل "منظرا" للسياسات الدولية لبلاده بعيدا عن تفاصيل العمل السياسي الداخلي.
يجدر ذكره ان الضيوف الذين شاركوا في مؤتمر حزب العدالة والتنمية التركي الرئيس المصري محمّد مرسي، ورئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، ورئيس وزراء جمهورية شمال قبرص التركية إحسان كجك، والرئيس القرغيزي ألمازبك آتامباييف، ونائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، ونائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، ورئيس إقليم شمال العراق مسعود بارزاني، ورئيس وزراء إقليم البنجاب الباكستاني محمد شهباز شريف، والرئيس السابق للبوسنة والهرسك حارث سلادزيتش، والرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل، والمستشار الألماني الأسبق جيرهارد شرويدر، ورئيس الوزراء الباكستاني الأسبق يوسف رضا جيلاني، ورئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد عبدالله اليدومي ورئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، ورئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل.