بعد نصف عام .. لا زال وجع الرحيل

في مثل هذا اليوم فبل نصف عام رحل كان ذاك الأحد 7 ابريل 2012م والآن وبعد نصف عام من رحيله عن دنيانا الفانية لم تغب عني صورته أخال صوته في أذني

وكن رجلا كالضرس يرسو مكانه     ليمضغ  لا يثنيه حلو ولا مر

يوم ان توفي وعند جنازته بداية ابريل الماضي وقفت  عاجزاً أمام عبارة كثفت المشهد إلى ابعد الحدود ورسمت  بالحروف .

أروع عبارة قالها أخي الدكتور عمر زين لحظة وفاة أخانا الأكبر الأستاذ الشاعر الأديب سالم زين باحميد قال الدكتور عمر :  حينما كان الناس يجمعون المال كان الشيخ سالم يجمع القلوب من حوله .

كانت جنازته تنوعاً ثقافياً  .. وتنوعاً اجتماعيا وتنوعاً سياسياً بكل

ما تحمله الكلمة وجاءت عبارات النعي من الداخل والخارج ومن كل الأطياف دونما استثناء .

جاء العلماء، والأدباء والمثقفون والسياسيون من كل مشاربهم جاء البسطاء بعفوية لا تخطئها عين ولا تلتبس على لبيب .

لم نبكه نحن أهله وأقاربه وأهل قريته ،بل بكته عيون كثيرة وخسرته جموع غفيرة .

أحدهم في قريتي يبكي بلوعة وهو على فراش المرض لان زيارة حبيب قد انقطعت بموت الأستاذ سالم ، وجموع  شباب في قريتي أعلنوها صريحة أنهم خسروا هامه وقامة وخسروا أبا طالما جاءوا إليه يستشيرونه كلما أرادوا أن يقدموا على عمل ..

مجالسة العلمية ستفقد ذلك الرجل وأسلوبه السهل الممتنع .. فقده مسجد الحداد ومسجد عيديد فضلاً عن جامع مدودة ، والقائمة تطول .

خسرته الجلسات والندوات والمناسبات والسادات والأعلام .. والبسطاء والأقارب خسره الكل لانه كان الأقرب من الجميع .

أبكاني برحيله حتى أني لم استطع أن اذرف دمعه .. أبكاني حتى تحجرت الدموع في عيني فلم تعرف لها سبيلا فظلت حبيسة .

أبكاني لأني كلما ذكرت الحروف والمداد والورق ذكرته الحرف الأول .. والنطق الأول .. واللحظة الأولى في أبجديات اللغة وأبجديات الحياة .

من شارع الجزائر بسيون  بدأت بمشوار قصيدته التي ألقيت ، ومن ثانوية سيئون وكان فيها يوم ذاك الأستاذ المرحوم ابوبكر السقاف والأستاذ الدكتور سالم الخضر  بدأت بقصة قصيرة بعد أن عرضتها عليه بعد أن كتبت ، ومن إذاعة سيئون نطقت ببرنامج (  في رحاب الشعر )  إذ كان يرقبني ويوجهني عندما خطوت ..

ومن دفعته القوية والمباركة التي  لا ولن أنساها بعد قراءته موضوعي ( الشاطري والناخبي وابن شهاب حديث في الشعر الدكتور عبدا لله حسين البار يحاضر عن شعر الاجترار بحضرموت في اتحاد الأدباء ) من وحي جلسة اتحاد الأدباء والكتاب بالمكلا مساء الأربعاء 29/2/2012م  بعزم وثبات مضيت .

حططت رحالي بقسم الإعلام والصحافة بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا وأملي أن يأتي لزيارتي .. ان يأتي ليرى زرعه الذي أثمر .. وأخاه بل ابنه الذي ربى .. ويزور أحبه في المكلا طالما  اشتاقوا للجلوس معه وللحديث في حضرته وللبوح  والذكريات الجميلة معه وطالما اشتاق لهم وما أكثر الاتصالات والصلات الثقافية بينه وبينهم  .

أتذكر رفقتي له في زيارات عديدة في السعودية العالم الفاضل عبدا لله بلخير و في الأردن لصحيفة السبيل  والأديب سالم النجار. وفي المكلا للأستاذ الجليل المؤرخ  عبد القادر بامطرف وللأستاذ احمد عوض باوزير ، الأستاذ صالح باعامر  ، وغيرهم الكثير ..أتذكر رفقتي له في سيئون هنا وهناك وزيارة إلى تريم وشبام والغرفة وغيرها .

رحل أبا نزار ملقيا عصى التسيار  وكأني به يلقي قصيدته ( أبي والساعة السادسة)  وقصيدته البكائية  الأخرى ( أمي  ) على طريقة الوجع الدمشقي .

لنزار رحلت أبا نزار  لقد كان رحيلك سيدي  وجعا في مدودة بل وفي حضرموت كلها . . إنا لله وإنا إليه راجعون

بقلم : احمد زين باحميد

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص