أسماء بنت عميس رضي الله عنها ولدت وهي على وشك الإحرام بالحج :
فتاة جلدة وطرازٌ فذٌ ورفيع وقدوة حسنة لكل مسلمة لا تحركها سوى عقيدتها وإيمانها بربها .
سارعت إلى الإسلام مع زوجها جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قبل دخول الرسول صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وحرَّكتها عقيدة التوحيد بعد إسلامها في مكة ، فهاجرت مع زوجها إلى الحبشة مع ما في تلك الهجرة من صعوبات ومشاق ومخاطر ، وعادت بصحبته إلى المدينة بعد غزوة خيبر ، ويوم أن استثارها عمر بن الخطاب رضي الله عنه مفاكهاً ( أي ممازحاً ) فقال لها : يا حبشية سبقناكم بالهجرة . قالت : أي لعمري لقد صدقت ! كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم ويعلم جاهلكم ، وكنا البُعداء الطرداء ، لأما والله لآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأذكرن ذلك له . فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إنَّ رجالاً يغمزون علينا ، ويزعمون أنا لسنا على من المهاجرين الأولين . فقال صلى الله عليه وسلم : بل لكم هجرتان ، هاجرتم إلى أرض الحبشة ، ونحن مُرهنون بمكة ثم هاجرتم بعد ذلك إلي . فأقامت الحجة على فضل المهاجرين الأوائل إلى الحبشة فاستحقوا تنويهاً من الرسول صلى الله عليه وسلم ، استشهد زوجها جعفر رضي الله عنه وهو شاب في الثلاثين في جمادى الأولى سنة ثمان هجرية تاركاً زوجته أسماء وأولادها ، لم تمضِ مدة حتى تزوجها أبوبكر الصديق رضي الله عنه فرعاها وأولادها خير رعاية .
خرجت لأداء فريضة الحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهي حامل في أواخر أيام شهرها التاسع رغبة وشوقا في مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم فولدت محمد بن أبي بكر في ذي الحليفة وهي على هودجها ، سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف تصنع ؟ لم تسأله أن تعود فالمدينة لا زالت قريبة بضعة كيلومترات فقط ! فقد كنت مصممة على مواصلة رحلة الإيمان في صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( اغتسلي واستثفري بثوبٍ وأهلي)[رواه مسلم] (تصنع ما يصنع الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت) [زيادة النسائي] . ولما كانت وعثاء السفر وقطع المسافات والبراري تحتاج إلى غاية النظافة والتطهر أمرها بالاغتسال حتى وإن كانت جنب بوضع حملها .
وهذا العام 1433هـ بإذن الله إن طوَّل الله تعالى الأعمار سيصل بوسني إلى مكة مشياً :
سيصل هذا العام إن شاء الله تعالى المسلم البوسني (مسند حاجيتش) البالغ من العمر (47 عاما) إلى مكة مشياً على قدميه ، وقد بدأت رحلته فعلاً من (بانوفيتس) شمال البوسنة في محرم من هذا العام الموافق ديسمبر 2011م ، وفي تخطيطه الوصول إلى مكة منتصف شهر أواخر شهر ذي القعدة 1433هـ الموافق منتصف أكتوبر 2012م بعد رحلة ممتدة 6 آلاف كيلومتر !!
هــبة الله جـل جـلاله لبحرق غـفر الله له :
• آل بحرق من الأسر الحضرمية المرموقة والتي لعبت أدواراً مهمة في تاريخ حضرموت . اشتهر من بين أفرادها الكثير :
• كان من مشاهير هذه الأسرة رجل زاهد ، ورع تقي لا يُعرف عنه شيء إلاّ أن أهالي وادي حضرموت يعرفون ثروته العظيمة التي أنفقها في الأوقاف والمصالح العامة ، هذا الرجل حصل على تلك الثروة من قصة عجيبة من قصص الحج حيث التقط لقطة عبارة عن كيس يحتوي 20 ديناراً ، ولقطة مكة لا يلتقطها إلاّ معرف .. فأمره قاضي مكة بتعريفها عام كامل حتى موسم الحج من العام القادم ، فجاور بمكة يعرفها .. كانت اللقطة لفتاة إقطاعية مصرية جاءت في العام التالي تلتمسها علها تجد ما فقدت فوجدتها عند هذا الحضرمي المسكين ، أعجبها ورعه وتقواه فاصطحبته إلى مصر ليكون مديراً لأعمالها . مكث في مصر وقتاً ثم حدث أنَّ زوج تلك الفتاة تخاصم معها وطلقها البتة (ثلاثا) وطبعاً ندم فقيل له أنها : ) لاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [البقرة :230] فقيل له زوِّجها لهذا الغريب الحضرمي ثم بعد ذلك رضه بما تيسر من مال فإنه يطلقها فتحل لك .. وفعلاً تم الزواج ولكن البحرقي رفض أن يكون تيساً مستعاراً يعمل محللاً لسادات مصر وأغنيائها واحتفظ بعقده نكاحه . حملت منه تلك الزوجة بمولودها الوحيد .. وعند الوضع ماتت الأم بعد أو ولدت ذكراً فورثها زوجها وابنها ثم مات الولد بعد أشهرٍ فآلت تركة تلك الفتاة الإقطاعية إلى بحرق الذي باعها وخرج بأمواله إلى أرضه بحضرموت يشتري الأراضي ويوقفها للفقراء والمساكين والمصالح العامة حتى اشتهر في حضرموت أنَّ : ما في السماء لله وما في الأرض (هبة الله جل جلاله) لبحرق .. ومن ترك أمراً لله عوضه الله خيراً منه .
صنع الإسلام بمبادئه أمة جديدة :
كان جبلة بن الأيهم أميراً نصرانياً تتوفر له كل شارات السيادة فأسلم ودخل مع جماهير الناس في هذا الدين . وبينما هو يطوف بالكعبة زاحمه أعرابي من العامة ، وداس ثوبه غير قاصد فاستشاط غضباً ، ولطم الأعرابي على وجهه ، ورفعت قضيته إلى أمير المؤمنين عمر الفاروق رضي الله عنه فحكم بالقصاص إلاّ أن يعفوَ الأعرابي . قال جبلة : كيف وهو من السوقة وأنا أمير ؟ قال عمر رضي الله عنه : قد سوى الإسلام بينكما .. قم فأرضه أو قده من نفسك .. فطال مهلة يراجع فيها نفسه ، فأمهله عمر رضي الله عنه ففر إلى أرض الروم مرتداً عن دينه ، لم ترق له نفسه العيش في كنف هذه الأمة الجديدة التي بناها الإسلام مبادئه العظيمة ، ففر إلى دولة فيها ملوكٍ أمراء ورعاع سفلة سوقة ، الترجيح فيها لا للعدل والمساواة بين الناس ولكنه ترجيحٌ للنسب والدم والمال ، قيل أنه ندم بعدما خاب وخسر وقال قصيدته :
تنصرتِ الأشرافُ عن عار لطمةٍ
وما كان فيها لو صبرتُ لها ضرر
تكـنفني مـنها لجــاجٌ ونخـــوةٌ
وبعتُ لها العين الصحيحة بالعور
فيا لـيت أمـي لم تلـدني وليـتني
رجعتُ إلى الأمر الذي قاله عمر
السلطان منصور بن غالب (1270هـ ـ 1347هـ) بين جودة البضاعة ورداءتها :
ثاني سلاطين دولة آل عبد الله ( الدولة الكثيرية الثالثة في حضرموت )
عزم السلطان منصور بن غالب الكثيري غفر الله له سنة 1347هـ على أداء فريضة الحج فودعته حاشيته ومواليه وسألوه : أن لا يطيل الغيبة ، ويعود فور انتهائه من أداء مناسكه . أجابهم أن كانت البضاعة جيدة (باتنفق) أي باتتسوق هناك ، وإن كانت بائرة (غير جيدة ) با تعود إليكم !؟ . وبالفعل مات وهو واقف بعرفة نفس العام يوم الحج الأكبر فلم تعود البضاعة إليهم فقد قبلها الله .
زبيدة بنت جعفر المنصور غفر الله لها وعينها التي سقت الحجيج :
اسمها أمة العزيز ، لكن اشتهرت بلقبها (زبيدة) عاشت الدلال كله في كنف جدها المنصور ، وعمها المهدي ، وتزوجت ابن عمها هارون الرشيد ، وأنجبت له الأمين ..كانت مثقفةٌ واعية ، وشاعرةٌ ، وفقيهةٌ واعيةٌ عابدة . وكان لها مائة جارية كلهن حفظن القراءن ، يُسمع لهن دويٌ كدوي النحل ، جعلت لكلٍ منهن ورداً يومياً لقرءاة عُشر القرءان . سخرت مالها ومكانتها وجاهها وهيبتها في أعمال البر والإحسان ، وتلك هي همة امرأة لم تر الذخر إلاّ في صناعة المعروف ، وحب الخير ، وفعل الطاعات .
حجت إلى بيت الله الحرام ، فنظرت حولها بعين الشفقة والرحمة لما يلقاه الحجاج وأهل مكة من المشاق في الحصول على ماء الشرب ، وطلبت من خازنها تنفيذ مشروع رائد عين ماء تصل إلى مكة عبر المشاعر كلها . فلما قال لها : تلزمك نفقة كبيرة ! أجابته جواب أهل الحزم : اعملها ولو كانت ضربة فأس بدينار !! فاستدعت المهندسين والعمال من أنحاء البلاد .
وتوافد أكفاء المهندسين ومهرة العمال يحفرون مجرى نهر (عرف بعين زبيدة ) من وادي النعمان في حنين قرب الطائف شرقي مكة ، يخترق الجبال والصخور إلى مكة يسير عشرة كيلومترات . فتدفقت المياه وفاض ماء عين زبيدة صدقة جارية تسد حاجة الحجاج وأهل مكة ، وبلغت نفقاته ألف ألف (مليون وسبعمائة ألف ) دينار صبتها لصالح هذا المشروع وحفر هذه القناة ، لكنها روت الناس الحجاج والمعتمرين ونزلاء مكة من الضماء . فلما جاء خازنها بعد فراغ المشروع بدفاتر الحساب إليها ليطلعها عليها قالت : خلو الحساب إلى يوم الحساب . وأمرت بغسل الدفاتر والأوراق ، وتلك هي التجارة الرابحة .
الحاج علي عبد الرحمن الشريف الصومالي يرى البيت ويسمع الأذان :
وفي سابقة نادرة أصيب علي بن عبد الرحمن شريف بقذيفة منذ عشرين سنة أفقدته السمع والنطق معاً؟! وتم عرضه على عدد من الأطباء المختصين لكنهم لم يوفقوا في علاجه ، وأصبحت لغة الإشارة هي وسيلة التخاطب معه .
لكنه أدى فريضة الحج في إحدى السنين وشرب من زمزم بنية الشفاء ، فلما فرغ من الطواف والسعي وحل من إحرامه بالعمرة سحراً سمع صوت المؤذن يرفع أذان الفجر لأول مرة ، فتحدث مخبراً مرافقيه بالأمر فأدهش الجميع حين عاد إليه النطق والسمع معاً وفي آنٍ واحد ولله في خلقه شجون .
أفريقيان يسافران للحج على دراجتين هوائيتين :
أحمد هارون (25سنة) ونظيم كيرن كروس (28سنة) أفريقيان قطعا مسافة 11ألف كيلومتر على درجتين هوائيتين لأداء فريضة الحج عام 1431هـ ، واستغرقت الرحلة تسعة أشهر رغبة منهما في التعرف على رحلة الحج القديمة سيرا على الأقدام أو باستخدام الدواب
كانا يسيران من بعد صلاة الفجر إلى منتصف النهار ، ثم ينامان في مسجد أو عند شخص يلتقون به فيستضيفهم في منزله .
أديا كل مناسك الحج على دراجتيهما ، وقررا توثيق رحلتهما الإيمانية هذه .. [انظر مجلة الكوثر / الكويتية /ربيع أول ، ربيع ثاني 1432هـ الموافق مارس /2011م ص: 60]
والرئيس السوداني ســـــوار الذهب يعمل حــــلاقاً في الموسم :
حج المشير عبد الرحمن حسن سوار الذهب رئيس السودان السابق ، وبعد أن اكمل رمي جمرة العقبة ، قام إليه مرافقه وزير المالية السوداني فحلق رأسه ، ثم قام المشير فحلق للوزير ، وفور انتهائه أقبل إليه أحد الحجاج المصرين يطلب منه أن يحلق له رأسه ! فأجلسه المشير وحلق له . فلما فرغ ناوله الحاج المصري عشر ريالات ، اعتذر المشير عن أخذ المبلغ ، فألحَّ عليه الحاج أن يأخذ أجرته ، عندها قال وزير المالية للحاج المصري : أتعرف من حلق لك رأسك ؟ إنه المشير سوار الذهب رئيس السودان !؟ فصاح الحاج المصري : ياخبر أبيض ! [ ذكر القصة د . عثمان أبو زيد في مجلة الرابطة /عدد543/ذو الحجة 1432هـ الموافق نوفمبر 2012م]
وفاطمة المغربية شفاها الله من مرض السرطان وهي في بيته الحرام :
فقد أجرت فحوصاً في أكبر مختبرات العالم عيادة مايو في ألمانيا فقرروا أنها مصابة بالداء الخبيث السرطان وفي درجات متقدمة وأنها إلى الموت أقرب لم يتبقى لها سوى أشهر ، فقررت أداء العمرة ، اعتكفت في بيت الله الحرام خلال شهر رمضان تقرأ كتاب الله القرءان وتتدبر آياته تصوم وتفطر على التمر وماء زمزم وتدعو الله أن يشفيها ، فإذا بها في نهاية المطاف تشعر بالحيوية والنشاط ، فامتنعت عن تعاطي العلاج ، فأسعفها أولادها فوراً إلى عيادة مايو في ألمانيا لأجراء الفحوص فأصيب الأطباء بالذهول ، بل وشكوا أن تكون هي التي كانت عندهم قبل مدة ، لولا أوراق الإثبات والجواز والفحوصات السابقة ، ذلك أن المرض لم يبرأ فحسب ، بل ولم يعد له حتى مجرد أثر ؟! فسبحان الله رب العالمين الشافي المعافي الذي هو : (يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) [الشعراء: 79 ـ 80]
شـــاعر حـضرموت الغنائي المحضار غفر الله له يشتاق إلى طيبة :
فيلقي قصيدته المشهورة : ( يعود الحي لي كتلت له العودة وتيسير السبيل ) التي ما زال أهل حضرموت يتغنون بها في مجالسهم :
إلى طــيبة ومـا في الكـون بقعة غـير طـيبة بها قـلبي يطيب
إلى الشباك والمحـراب والروضه الرحيبة ومسـجدها الرحيب
منازل أُنزل القرءان فيها وروح القدس جبريل
ووقـــفه يا لهــا والله مـن وقفه مـهيبه لـدى طــه المــهيب
قــلـوب الناس مـن خـــلاَّقها فـيها قريبة وهو منها قريب
عــليها تاج مـن آثار عـفوه ومن رحمته إكليل
هـنا تتنزل الرحـمات كلٍ له نصـيبه عـسى حـسن النصـيب
هنا يرتاح عَرف المصطفى ونشمّ طيبه ويا ما احسنه طيب
هنا نور السماء لي تنطفئ فيه أنوار القناديل
ومَن في الكـون عند الله أفضـل مـن حبيبه ويا نعم الحبيب
ومـن غـيره يجلي الكرب في الساعة العصيبة وفي اليوم العصيب
إذا نادى المنادي وين قابيل سافك دم هابيل
إذا نا عـن حـمـاه اليوم طـوَّلت المغيبة فـسـره لـن يغيب
وحـبي له وذكـره مـنه لـساني رطـيبة وغـصني به رطـيب
ونوره نور في الدنيا لعيني ومنه الكحل والميل
تشـفعْ يا رسـول الله في دفـع المصيبة عسى المخطئ يصيب
وتتـحرر من الأعـداء فلسطين السليبة وكل مـوطن سليب
وتتلاقى قلوب الناس على الحق لا عـ القال والقيل
وشمس البارودي تتوب على عتبات قبر الرسول صلى الله عليه وسلم :
شمس البارودي رائدة الفنانات التائبات تحكي قصتها في كتابها [رحلتي من الظلمات إلى النور] فتذكر أنها في عام 1983م ذهبت للعمرة مع زوجها حسن يوسف وخالها ، ثم زارت المدينة ، وشعرت وهي أمام قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكأنه ينظر إليها من دون الناس ، فسرت في جسدها قشعريرة وانهمرت دموعها ولم تتمالك نفسها فأغمي عليها وتم إسعافها وقد فتح الله عليها ، فتحجبت واعتزلت الفن وطرب ، وطوت صفحة من حياتها لتبدأ صفحة جديدة ، مسحت تاريخاً قديماً لتكتب على أنقاضه عهداً وتاريخاً جديداً نسأل الله لها الثبات وحسن الختام .
إســـــلاميون تنادوا هيا إلى الحج ومنه إلى الفصل في اليمن
يحكي الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري رحمه الله أن أحد أقطاب الحركة الإسلامية كان بمكة يؤدي فريضة الحج أوائل الحجة 1384هـ في انتظار الزبيري رحمه الله ليحج ذلك العام ، وقد أرسل إلينا فكرة المسيرة الإسلامية ، وهي مسيرة عظيمة تظم من 5-10آلف حاج من مختلف أقطار العالم تدخل مع الزبيري رحمه الله فتحجز وتفصل بين القبائل المتحاربة بأجسادها وتستثر نخوة هذه القبائل ، وذكر الأميري أن الزبيري رحمهما الله أخبرهم أن مثل هذا الأسلوب له أثر عظيم عند هذه القبائل لأنها صاحبة نخوة ونجدة ، يقول الأميري رحمه الله : اتفقنا على هذا الأمر مع علال الفاسي رحمه الله وعدد من الشخصيات الإسلامية الأخرى وبعض إخواننا الأبرار ممن كان سيحضر حج ذلك العام . ولكن الذي كان الزبيري رحمه الله شوكة في حلوقهم علموا بهذا التدبير الذي سيقطع عليهم الأطماع والارتزاق والمتاجرة باليمن وأبنائه تظاهروا وتآمروا مشتركين فلم يكتب لهذا المشروع النجاح إن سألت لماذا ؟ كان جوابك : لأن الزبيري رحمه الله ما إن وصل إلى قمة جبل برط واستقبله الناس فرحين ، استدعاه قائد القوات المصرية هناك ، فطلب منه أن يحضر شخصيا أو يرسل من يثق به ، فأرسل الزبيري رحمه الله الشيخ عبد المجيد الزنداني ، فوجه القائد المصري معه رسالة شفوية مفادها أن هناك مؤامرة تحاك في الخفاء لاغتياله . وفعلاً اُغتيل ذلك اليوم ، ففشلت الخطة التي رتبت لها تلك القيادات ..