متى يبدأ الإعمار ؟

الثورة بناء وإعمار, تغيير وتجديد, طي لصفحة الظلم والظلام, الثورة إشراق وأمل, وقد كان للثورة خلال العام الماضي تداعيات في عدد من المحافظات والمناطق, فقد تعرضت ممتلكات خاصة ومرافق عامة للتدمير والتخريب والإتلاف, ومنذ تم التوقيع على نقل السلطة في 23من نوفمبر2011م عولجت الكثير من القضايا, وما نزال  ننتظر استكمال عملية الانتقال والتغيير..

غير أن قضية إعادة الإعمار وإنصاف المتضررين لم يبدأ حتى الآن, ولم نسمع عن أية خطوات في هذا الشأن, الأمر الذي يجعل المتضررين يشعرون بالضيم وخيبة الأمل, ولاشك أنهم يعانون كثيراً نتيجة فقدهم لمساكنهم أو ممتلكاتهم أو مصادر رزقهم, ولا نظن صبرهم سيدوم طويلاً, والواجب أن تقوم الحكومة بتعويضهم وحل مشكلاتهم قبل أن تتعقد القضية وتتفاقم, ويصعب السيطرة على تداعياتها مستقبلاً..

إن التدمير الذي حدث في الحصبة وصوفان وبعض أحياء العاصمة, وكذا ما حدث في أرحب ونهم  وبني جرموز وغيرها, والدمار الذي لحق بتعز , وذلك التدمير والتخريب الواسع الذي تم في أبين, وقبل ذلك ما خلّفته حروب صعدة الستة؛ وآثار كارثة السيول في محافظة حضرموت؛ كل ذلك قد ألقى بظلال الحزن والبؤس على المتضررين الذين مازالوا يتوقعون أن تنظر الدولة إلى وضعهم وتخفف من معاناتهم وتسارع إلى تعويضهم...

المرافق العامة والطرقات والأرصفة التي تضررت بشكل كلي أو جزئي, لابد من إعمارها وإعادتها بأحسن مما كانت عليه ليبدو اليمن المنشود جديداً يغسل عن وجهه الكآبة والحزن, ويرتدي ثوب الصحة والجمال, وفضلاً عن إنصاف المظلومين, فإن إعادة الإعمار سيحرك دولاب الحياة الاقتصادية ويشغّل الأيدي العاطلة, ويدفع بعجلة الاقتصاد إلى الأمام...

لانحمل حكومة الوفاق واجب إعادة الإعمار دفعة واحدة, فقد لا تسمح الإمكانات بذلك, لكن لابد من البدء ووضع الخطط المرحلية للتنفيذ ليطمئن المتضررون ويشعر الجميع أننا نتجاوز الماضي ونطوي المآسي ونتطلع للمستقبل الواعد بتفاؤل وثقة, نريد أن ينشغل الناس بالإعمار وينطلقوا نحو البناء, ليتوازى ذلك مع المسار السياسي والإداري للخروج بالوطن من حالة الارتباك والضعف إلى آفاق رحبة من النماء والازدهار..

نريد أن يتحرك ملف إعادة الإعمار في الوقت الذي يتم فيه الحوار السياسي وحل القضايا الوطنية المتعددة, وأثناء هذا يجب أن لا ننس رعاية أسر الشهداء واستكمال علاج الجرحى وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومعرفة مصير المخفيين واتخاذ إجراءات رادعة ضد كل من تسبب في معاناتهم..

الواجب أن تتضافر كل الجهود وتتعاون كل القوى الفاعلة على استمرار تحريك عجلة التغيير وترتيب البيت اليمني من الداخل، وحل الملفات العالقة, تلك قضايانا – نحن اليمنيين – وحين نباشر العمل لحلها سيكون جهد الآخرين معنا مساعداً ومكملاً، والله لا يساعد من لا يساعد نفسه...

Zaid.Ashami@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص