من الشيوعيِّة إلى الشيعيِّة

 أمسى كلٌ بحسب قراءة مستوى إيمانه سالما من الأهوال و الأهواء و المتغيرات ، ثابت القلب و العقيدة لا تبديل و لا تغيير و إن تغيرت القيم و ابتاعت الذمم و لم يبق للمضمون من شيء و لا يدب على الساحة إلاّ  الشكل خاويا فارغا لا أسس و لا أساس و لا قواعد .

في ظل هذا الوقت الزمن و الحدث نسعى بل نجري على أرضية من حقد و ضغينة ظاهرنا الإيمان و باطننا التخبط بين و مع تيارات الفكر يمنة و يسرى كلّما بدا لنا صبح مشينا وراءه فلما أفل رجعت بنا البوصلة إلى الوراء إلى نقطة البداية و كأن لم نكن كالمرأة التي نقضت غزلها من بعد أنكاث  و أين و أنى لنا أن نصل إلى غايات أو حتى تحقيق بطولات و انجازات و نحن بلا هوية مضجِّعين لمرجعيتنا الدينية – الإسلام -  الذي أولى معانيه الاستسلام إخضاع العقل و إذلاله و إذعانه لصوت الحق صوت السماء بعيدا عن الماديات و أماني الحياة و شهوات الإنسان من الترفع و التميّز و التوحّد و حبّ الذّات و الأنا ، فرمونا بالأمس حكام آل علي في أحضان فكر جاهلي ماركسي أسوأ ما فيه إقراره  أن لا اله و أنّ الحياة مادة و أن الأرض خلقت بالصدفة و إن الإنسان كان قردا ( نظرية التطور لداروين ) و كان قادة الشعوب التي آمنت بذاك الفكر يرون فيه إنقاذاً للشعوب من الويل و العذاب عذاب الإنسان للإنسان في الأرض و نسوا أنهم يصلون الناس عذاب رب الناس للناس ذلك بأنهم امنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم .

إن الذين رموا الشعوب بالأمس في أحضان الفكر الماركسي و تركوه يغير سلوكياتهم و يزرع فيهم حب الجهل و الفوضى و التعدي على موروث الأمة عن حبيب الأمة محمد صلى الله عليه و سلم هم الذين يريدون اليوم أن يزروا وازرةٌ وزرى  أخرى برمي الشعوب في أحضان الفكر الشيعي بصيغته الحالية و مع ذلك يرون أن فيه إنقاذاً للشعوب من الظلم و الفقر و الاستبداد و نسوا أنهم يلبسون الشعوب بفكر حاقد ظاهره الإسلام و باطنه كراهية العرب أولئك البدو الذين قدموا من الصحراء فألحقوا بإمبراطوريتهم الهزيمة في القادسية .

و لو أن الناس صبروا على المظالم و ماتوا من الجوع في ظل عقيدة ثابتة صحيحة لكان أفضل لهم من أن يأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم ثم يلاقوا ربَّهم على ما غير ما تركهم عليه نبي الرحمة المحجَّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .

إننا لفي خوف شديد من أن يزيغ بإخوةٍ لنا في الدين و العقيدة الهوى فيقحمون الشعوب في حوادث لا قبل لهم بها يهلكوا بذلك الحرث و النسل .

أما و إن انحرف بنا حكامنا و باعونا مرة أخرى و أخرى لأصحاب فكر منحرف فسندخل بنفق مظلم فيه من التخبط و الصراع ما فيه و متى نفيق ؟؟؟ علينا أن نعد ثلث قرن آخر من الزمان أو يزيد حتى نصحو من جديد بعمل وحدةٍ أو القيام بثورة .

بقلم الأستاذ / احمد علي بايمين

ما جستير -   أدب عربي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص