النجاح وما أدراكم ما النجاح! هذا الأمل الذي يرقبه الجميع والمقصد الذي يحن إليه كل البشر في هذه الحياة , فكل إنسان دائما يتمنى أن يكون ناجحا في حياته وفي المجال الذي يرغبه.
ومن هنا كان لزاما علينا أن نفخر بكل ناجح وفي أي مجال , فالنجاح ليس مقصورا على فئة أو أشخاص بل هو متاح للجميع.
ولنا أن نفخر بنجاح يستحق كل أنواع التشجيع والدعم ماديا ومعنويا , إنها (كلية الطب بجامعة حضرموت) يا سادة , قد يستغرب البعض مما أقوله , ولكن لا غرابه فالنجاح واضح لا ينكره إلاّ جاهل لا يعرف الحقيقة , أو حاقد يكره النجاح , وعندما نتكلم عن النجاح لهذا الصرح العلمي الشامخ فإننا لا نقدسه ونرى انه قد وصل إلى درجة الكمال بل إننا نقارنه بحالات الانحطاط العلمي التي سادت مجتمعاتنا العربية والإهمال الأكاديمي الذي جعلنا في ذيل الأمم.
وعلى الرغم من أن نشأت كليتنا حديثا , إلاّ إنها حققت نجاحات كبيره جدا , فهي منذ انطلاقتها قد انتهجت نظاما تعليميا يعتمد على حل المشكلات والتوجه بها نحو المجتمع ، هذا المنهج العلمي اثبت نجاحه , مع وجود بعض الأخطاء التي نتمنى أن يتم تجاوزها في المرحلة القادمة .
وقد يتساءل البعض لماذا كل هذا الثناء وكأنك تتكلم عن جامعة أكسفورد أو غيرها من الجامعات الرائدة , أقول لهم عندما نتحدث عن نجاح كليتنا فانه ليس كلاما اعتباطيا عائم , ولكن لنكن منصفين وعلينا تحري المصداقية في الحكم على الأمور .
(فكليتنا) أيها الأعزاء أثبتت خلال السنوات الماضية التزاما عاليا , وانضباطا ملحوظا عن بقية كليات الجامعة , سواء في الالتزام بالدوام الرسمي , أو غيره , فكثير من الكليات تشكو حالها عند بداية العام من غياب ملحوظ للطلاب والأساتذة على حد سواء , وهذا ما تجاوزته كليتنا بكل فخر منذ سنوات , في الوقت الذي أصبحت مشكلة التسيب الوظيفي ليس محصورا في الجامعة فحسب بل في كل مرافق ألدوله , أليس هذا انجاز يجب أن نفخر به؟؟!!
(كليتنا) أيها الأعزاء تعطي المجتمع وتهتم به ولم تنكفئ على نفسها وطلابها , فطلاب كليتنا يقدمون للمجتمع سنويا العديد من البحوث العلمية التي نتمنى أن يتم تبنيها والاهتمام بها , هذه البحوث يتعلم منها الطالب أساليب البحث العلمي وتلمس حاجات المجتمع والسعي لحل مشاكله , وتوعية المجتمع من أولوياتنا , ولكم أن تسألوا قسم طب المجتمع وقسم طب الأسرة عن ذلك , أليس هذا نجاح علينا أن نفخر به؟؟!!
(كليتنا) لديها من المخرجات ما أثبتت جدارتها في المجال العلمي والأكاديمي وبكل ثقة , فخريجي كليتنا حازوا المراتب المتقدمة في الدراسات العليا واثبتوا إنهم فعلا خريجي مدرسة علمية رائدة استطاعت الاستفادة من تجارب الآخرين لتحقيق كل ذلك , ومن كان لا يدري فهذا شأنه , ولتسالوا جامعات ومستشفيات مصر والأردن وألمانيا وكندا وغيرها عن خريجي (كليتنا) , أليس هذا نجاح ؟؟!!
الكادر التدريسي التي تعتمد عليه كليتنا يستحق كل الشكر والثناء , فهم لا يخدمون المجتمع من مكان واحد فقط , بل من حيث يعلم الناس ومن حيث لا يعلمون , فأساتذتنا يصنعون الأطباء , ويعالجون المرضى في آن واحد , فتراهم يشرفون على تدريس وتعليم طلابا سيكونون بعد بضع سنين هم من يتولون خدمة المجتمع صحيا , وفي نفس الوقت يزاولون عملهم خدمة لهذا المجتمع بشكل مباشر , ألا يحق لنا أن نفخر بهم ؟؟!!
(كليتنا) أيها الاخوة والأخوات نشطت حين تكاسل الآخرون وسعت حين تردد غيرها وبادرت حين أحبط المحبطون , فهي الأولى على مستوى الوطن التي تسعى نحو "الاعتماد الأكاديمي" فهي من يوم إلى آخر تطور نفسها , وتسعى لسد مواطن النقص فان نالت الاعتماد فهذا فخر وانجاز عظيم ,- وهذا ما نؤمله بإذن الله - وان كان غير ذلك فلا ضير فالتحسين حصل وسيستمر وسنكون الأفضل لا شك.
كل هذا لم يأتي إلاّ بعد جهد جهيد , وعمل متواصل , وسعي دؤوب , من كل من يحمل هم هذه الكلية وخصوصا قيادتها التي لا تألو ولا تدخر جهدا لهم منا كل التحية والتقدير.
قد ينتقدني البعض ويرى أن موقفي تغير خصوصا وإنني انتقد الكلية وأخطائها أقول لمن يقول ذلك , أن كلمة الحق يجب أن تقال , ولا يعني أن كلامي هو تغير في الموقف , فإننا عندما ننتقد فإننا ننتقد للبناء والتعمير لا للهدم والتدمير , انتقادنا له مكانه وزمانه ومواقفه وسنضل نصدح بصوتنا لنقوم المعوج , ونعدل الملوي , ونصحح الخطأ , ولكن بالأسلوب الذي يناسب , فنحن نعي واقعنا وكيف نتعامل معه , صحيح هناك أخطاء وتجاوزات قد تكون من وجهة نظرنا كبيرة لكن هذا لا يمنع أننا نعلي أصواتنا بالنجاح ولو كان بسيطا فهذا حق علينا .
يا إخوتي ليس هناك عمل كامل فلنا الفخر بـ(كليتنا) ومن واجبنا إصلاح اخطائها وسنضل , لأنه يعنينا أن تكون رمزا يشار إليه بالبنان .
وفي الأخير نقول لن ينجح أي عمل بدون تكاتف الجميع , وأدعو كليتنا وجميع منتسبيها إلى مزيدا من التعاون والبذل , للارتقاء بالكلية كما وكيف , فلا وقت لدينا لتضييعه , وفي نفس الوقت أدعو بقية كليات جامعة حضرموت خصوصا وجامعات الجمهورية عموما إلى الاقتداء بـ(كلية طب حضرموت) والاستفادة من تجربتها
ورسالتي إلى قيادة جامعة حضرموت خصوصا وكل من لديه سلطة بشكل عام , أن كلية الطب منجز يجب الاهتمام به وتطويره فإننا نأمل يتم ذلك كي لا يهدم ما بني ولا يضيع ما تشيد فهي حقا ,, (تستحق التشجيع).
بقلم : مبخوت البريكي