شاهق من الطين في قلب سيئون ، المدينة الطويلة ، وعاصمة وادي حضرموت ، ومنذ قرابة ستمائة عام .. لم تؤثر فيه وتركته شامخا كما هو .. أسمه الدويل ويسمى حاليا ( قصر سيئون ) ..
كان صغيرا وتابعا في أول عهده لمدينة تريم ، كان ذلك في عهد الخلفاء الراشدين ومن بعدهم حتى عام 129هجرية حين تحولت تبعيته إلى مدينة شبام عاصمة ( الأباضيين ) حينها . ثم سيطر على سيئون وحكمها بنو حارثة عام 593هجرية وبقيت ميدانا لمزيد من الصراع حتى قدم إليها الكثيريون من يافع ، وحاصرها جعفر بن عبد الله الكثيري واستولى على "دويل" عام 901هجرية ( 1496م ) ، ثم جعله بدر بن عبد الله بن جعفر الكثيري ( أبوطويرق ) مقر إقامته ومركز حكمه عام 922هجرية ( 1516م ) وأضاف له مسجدا .
أهم مراحل دويل
أهم مراحل التحول في حياة "الدويل" كانت عام 1290 هجرية ( 1873م ) ، فقد هدمه السلطان منصور بن غالب بن محسن الكثيري وقام ببنائه من جديد وبالشكل الذي هو فيه الآن ، وتسبب ذلك في هدم سراديبه تحت الأرض التي حفرها عمال من تريم .
وأكمل العمارة ابنه علي بن منصور الذي طلا المبنى بالنورة من الخارج وألحق الكثير من الملاحق ، وبنى بهواً عرف ( بغرفة الستعش ) وهي قاعة تقوم على ستة عشر عموداً كان يستقبل فيها ضيوفه الرسميين ، وعبّد أيضا مساحات القصر بالحجر وبنى البوابة الرئيسية ( السدة ) وطرز بعض الغرف .
أما السدة فهي بوابة ضخمة ملحق بها ثلاث غرف وحمام تخص الحراسة ، وواحدة من الغرف أصبحت لبيع تذاكر الدخول .
في جوف العملاق...
ثلاثة أمتار تقريبا تفصل بين بوابة القصر الرئيسية وأرض السوق ( الساحة ) ، أما القصر فمبني فوق هضبة يصل ارتفاعها إلى قرابة 35مترا ، يبلغ ارتفاع طوابق الدويل 20مترا ويبعد سطحه عن أرض السوق بأربعة وثلاثين مترا ، ويقع مع ملحقاته على مساحة خمسة آلاف وأربعمائة وستين مترا مربعا ، أما مساحة القصر نفسه فهي 25 مترا وعرضه 23 مترا , من أرض السوق إلى بوابة القصر سنصعد ثلاثة أمتار قبل الدخول عبر سلالم يقال عن عددها حتى السطح 157درجة .
وللقصر ثلاثة سلالم رئيسية تربط الطابق الأول بالخامس كل واحدة من جهة غير التي تواجهك في المدخل الرئيسي ، ليس هذا فقط فسلالم تربط بين الدور الأول والخامس ، وأخرى تربط بين الدور الثالث ومستودعاته في الطابق الأول أو طابق ( الستعش ) ، وسلم من الدور الثاني إلى الأول في الجهة الغربية من القصر وآخر السلالم يربط بين الدور الأول وقاعة الاستقبال الرئيسية , وثمة ( منور ) أوشماسة تبدأ من الطابق الأول وحتى السماء يصل محيطها إلى خمسة أمتار .
أجزاء الدويل...
الطابق الأرضي وهو البوابة وملحقاتها ثم عقر القصر أو طابق الساحات التي تقام فيه الاحتفالات والاجتماعات العامة ، وفي الجهة الغربية منها كانت إسطبلات الخيول .
ثم طابق ( أم ستعش ) الذي يضم القاعة الكبيرة والمتصلة بسلمين ، وفي نفس الطابق مستودع كبير ويليه الطابق الأول الذي استخدم كمستودع وسكن في فصل الشتاء وهذا يبدو واضحا لصغر نوافذه وقلة عددها ، وفي الطابق الثاني يوجد المجلس السلطاني ، وسكن كبار الضيوف والمطبخ وفوهة البئر ، إنها بئر مرتفعة حتى الطابق الثاني ، وفي الثالث جناح النساء وغرف استقبال خاصة بهن وفي الرابع الذي تنتهي عنده الملحقات غرف سكن خاصة وأسطح أجزاء من القصر وبعض المخازن ، ثم الخامس الذي تقل غرفه وتكثر فيه الأسطح .
وجزء من المكان صار متحفا يعرض بعض الآثار ( سيوف ، بيارق دول وسلاطين جاءت وذهبت ..... ) .
م / هاني محمد بفلح
Hani5735@hotmail.com