عصابة تقطع زعيمها فقيه

شهد وادي حضرموت خلال الفترة الأخيرة أعمال تقطع ونهب للأموال الخاصة من مجموعات محترفة وعجزت الأجهزة الأمنية في الوادي والصحراء عن ضبطها أو الحد منها  وكان آخرها قتل الأخ الشهيد علي محمد الحبشي  مساء الجمعة 10 ذي الحجة أمام أهله بالقرب من منزله الواقع غرب جامع عمر حيمد بالقرن بسيئون ، وفي بيان التنديد والشجب الذي نشرته واحدة من منظمات المجتمع المدني في حضرموت الخير طالبت أن تخضع جميع النقاط الأمنية لسلطات مدير امن الوادي والصحراء ، وان صح هذا الأمر فان السرقة والتقطع في عصرنا لها أهلها وفقهائها لايختلفون عن عصابات القرون الأولى حديثي العهد بالإسلام .

يحكي الشيخ  محمد العريفي في محاضرة بثتها قناة إقراء الفضائية ثالث أيام عيد الأضحى 1433 هجرية ان الناس كانوا في سفرهم يسيرون في مجموعات وذلك لان في زمانهم تتقطعهم عصابات في الطرق وفي إحدى السفريات كان في المجموعة التجار وطالب العلم والمريض الذي يبحث عن العلاج ورغم كثرتهم لكنهم تعرضتهم عصابة تقطع .. وزعيمها فقيه .. وبعد السيطرة على المسافرين طلبوا منهم تسليم كل شيئ حتى ملابسهم التي عليهم وابقوا لهم مايستر عوراتهم فقط ، واللصوص يتقاسمون الغنيمة تقدم طالب العلم الى زعيم العصابة وطلب منه ان يعطيه الكيس لان فيه حاجة لاتنفعهم فنهره وأمره بالجلوس مع أصحابه لكنه لم ييأس وطلب من زعيم العصابة الاستماع لكلمة منه فرضي له بذلك فقال له انه طالب علم وان الكيس يحوي كتبا فأمر الزعيم  الزبانية بإحضار الكيس فلما فتحه وجد كتبا فردها لطالب العلم وبعدها قال عيبا علينا نتركه عريانا فرد له ملابسه ثم قدم له نقودا من النقود المنهوبة فاعتذر الطالب عن استلامها لأنها حرام ولكن الزعيم قال انها حلال .. وقال لطالب العلم اجلس بجانبي وسترى ، فطلب الزعيم الفقيه من المسافرين التجار الحضور إليه واحدا تلو الآخر فسأل الأول فيما تتاجر قال في الماشية فقال له ان كان عندك خمسة جمال وبلغت الحول وولدت احدها فكم زكاتها فقال لا اعلم فقال له هل أخرجت طوال عملك زكاة .. قال لا .. ثم سأل التاجر الثاني عن تجارته فقال انه يعمل في التجارة فقال له عندك مال اقل من النصاب ولك ديون عند آخرين سهلة التحصيل هل تضيفها لمالك لاحتساب الزكاة قال .. لا اعلم .. فسأله هل زكيت مالك خلال حياتك .. قال لا .. فقال زعيم العصابة لطالب العلم يبعثنا الله لأخذ ما يحل لنا من أمثال هؤلاء فخذ هذا المال يعينك فرفض طالب العلم .

واعتقد ان لصوص زماننا لديهم زعيم فقيه دينيا وسياسيا أوسع فقها من حديثي العهد بالإسلام ويريدنا ان نعض اصابعنا ندما على مساندتنا للتغيير ولذا فالأمر يحتاج من يصحح هذا الانحراف في الفهم لدى من يتزعم عصابات التقطع او يعينهم بدوافع أخرى  لأننا وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح ومستعدون لتقديم الغالي والنفيس من اجل صيانة مستقبل بلادنا ..

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص