طريق النقعة .. بداية خاطئة .. ونهاية تأبى الترويض

بعد مشوار طويل وشاق، وكفاح متواصل بدأ العمل أخيراً في مشروع إعادة سفلتة طريق النقعة ذو المآسي التاريخية والبالغ طوله قرابة الخمسة كيلومترات، ، بدأ العمل في منتصف شهر أكتوبر الفارط بعودة المقاول ذاته التي دار حوله الكثير والكثير من الجدل، ولكن يبدو أن الواقع قد فرضه فرضاً مما جعله قدراً محتوماً وقضاءً نازلاً لا مفر من ملاقاته ، فتقبله الناس كخيار مُر، وقديماً قالوا ( الظمانة تشرب الحمأ ) ، ومع أن المسافة المذكورة لا تعني شيئاً بمقياس الألم والمعاناة التي ذاقها الناس منذ العام 2008م ولغاية أربع سنوات عجاف متتالية، إلا أن البداية قد أتت مخيبة للآمال، فقد كان الأولى أن يبدأ العمل ـ الذي تم خلاله سفلتة ما يقرب من الكيلو الواحد فقط ـ من المنطقة نفسها وهذا ليس انتقاصاً من حقوق الآخرين ولا نكران لمعاناتهم أيضاً ، ولكن كون النقعة قد ذاقت الأمرين من شدة مكابدة وعورة الطريق و( قفقفيته )، وكان سيبدأ العمل إن بدأ منها بتقليص شيء من المعاناة ولو بشكل يسير، الأمر الذي كان سيعطي أهالي المنطقة دفعة من الأمل بغدٍ ( مسلفت ) ومستقبل لماع بلمعان  ( الدامر ) الأسود، لكن ذلك لم يحدث للأسف الشديد، إذ كانت المسافة التي بدئ منها الطريق كانت بمحاذاة منشأة النادي الأهلي بالغيل وحتى موقع ( الكوم ) .

خلال بداية العمل في المرحلة الأولى تمّ إلغاء الجولة الواقعة أمام إدارة مؤسسة الكهرباء بالغيل، وأمام إدارة الأمن، الأمر الذي لا قدر الله سيشكل كارثة وخطراً مستقبلياً محدقاً لمن هو قادم من جهة منطقة حصون بن همام، وخاصة لأصحاب الدراجات النارية، وخلال أوقات الليل وعند الانطفاءات ، إذ ليس الأمر بغريب عنا ، فقد حدثت الكثير من الحوادث المؤلمة في جولة مدخل منطقة القارة لتعدد المنافذ وعدم وجود جولة تنظم المركبات جيئة وذهاباً، وهو ما يتشابه مع الحالة المذكورة، ربما نتأكد من الأمر كعادتنا بعد وقوع في الفأس في الرأس، ونفس القول يقال في إلغاء الجولة على مدخل الكوم .

حسب ما يُقال فقد تمت السفلتة في المسافة المحددة وتم معها سفلتة عدد من أغطية الـ ( main hall )، أي منافذ بعض حفر تصريف المجاري، ولا ندري بالضبط من الناحية الصحية والبيئية هل سيؤثر ذلك على المشروع مستقبلاً أم لا ؟ والسؤال باعتقادي مناسب لأن يُوجه لأهل الاختصاص، ولماذا تم ذلك دون التنسيق مع مقاول مشروع المجاري الذي يقضي العُرف والمنطق بأن يرفع الأغطية إلى مستوى الإسفلت ثم تُغطى بأغطيتها المناسبة وتكون بارزة على الطريق حتى يمكن فتحها إذا استدعت الضرورة مستقبلاً .

الطريق بدت ضيقة وبالكاد تكفي لمرور سيارتين مع عدم وجود مسافة كافية على الجانبين ولو نصف متر، وهذا أظهر الطريق بمظهر لا يرقى لحجم الجهود المبذولة وحجم الأموال الطائلة المصروفة عليه !! ، ومما زاد الطين بلة كثرة المطبات التي اصطُنعت بحيث لم يفصل بين المطب وأخيه إلا أمتار معدودة بلغت عددها الخمسة مطبات، وكل من قرّر قام بصنع مطب لا يناسب السيارات حتى من الناحية التصميمية .

مما سبق ذكره آنفاً نستنتج أن البداية لم تكن سليمة أو مُرضية على أقل تقدير بل شابتها الكثير من النقائص والسلبيات، وباتت تنبئ عن الكثير من الإحباط وخيبة الأمل التي بدأ بها العمل في مشروع إعادة السفلتة، لكن رغم كل ذلك إلا أن الناس لا تزال تحلم بنهاية سعيدة، وهم لا يفتأون في انتظار خاتمة المأساة العصيّة التي تأبى إلى الوقت الحاضر الرضوخ أو الترويض . 

بقلم : أحمد عمر باحمادي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص