قصيدة شعرية ألقاها الحافظ المجاز / محمد
عبدالقادر جواس في الحفل السنوي الرابع عشر لتكريم (98) حافظاً وحافظة الذي أقامته
الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم بوادي حضرموت 1431هـ . بمسجد الزهرة بتريم
عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م
منحتها الحب و الإجلال و الأملَ ** فقدرها في فؤادي قد سما و علا
ربوت في حضنها الحاني تعلمني ** نهلت من فيضها الصافي كمن نهلَ
جمعية أعطت القرآن ما امتلكت ** إذ ثابرت ، و غدت في موطني أملا
بهمة أبحرت كالفلك سائرة ** دليلها الذكر بدراً بان مكتملا
نعم الدليل الذي اختارت بصيرتها ** نعم الكتاب الذي تسعى له عملا
ألم يكن نهجه للناس نهج الهدى ** و حبله للورى حبل النجاة ؟ بلى !
تعطي الإجازة في القرآن ذا سنداً ** إلى رسول الهدى المختار متصلا
ترعى رياضاً كتاب الله عامرها ** جمالها يسكن الأرواح و المقلَ
فكم رعت من صغير قارئ ، خشعت ** لما تلاه قلوب الناس يوم تلا
و كم دعت من مولٍّ غير ممتثلٍ ** لنهج باريه حتى بات ممتثلا
انظر إلى من تربوا في محاضنها ** تجدهم سادة الإحسان و النبلا
و كيف لا و الذي عليه قد عكفوا ** غدا على النبل و الإخلاق مشتملا
هذي جموع أراها الليلة اجتمعت ** شعارها : أقبلوا هيا لنحتفلَ
بصفوة خلصوا من بيننا لهمُ ** نور من الذكر ما ولى و ما أفلَ
تلكم ثمار جنوها بعد أن غرسوا ** غرساً كريماً عليه الغيث قد هطلَ
فأنبت الغرس زرعاً طاب منبته ** ما ساء في الحقل إنتاجاً و ما ذبلَ
و إنني لست أنسى الداعمين لها ** أنعم بهم من أناس أحسنوا العملَ
جادت أياديهم دوما عطاءً لما ** أزكى مناهم و في ميزانهم ثقلَ
يا ربِّ أجزل ثواب العاملين بها ** و الداعمين لها و كلِّ من بذلَ