تمر الأيام كما هي سنة الحياة التي خلقها ربنا جل جلاله وتحمل في طياتها من الأقدار مالا نعرفه إلاّ حين يقع منها ما تحبه الأنفس كـ(رزق الأبناء ، تدفق الأموال ، وصول قريب من سفر ..........الخ) ومنها ما لا تريده الأنفس ولاتقوى علية كـ(وفاة قريب ، زوال نعمة .....الخ) ويجسد ذلك المثل القائل ( تأتي الرياح بمالا تشتهي السفن ).
اكتملت مقومات الحياة للشاب أحمد الذي تزوج من ابنة أحد أقربائه وقد رزقه الله منها بولد واسماه خالد الذي بدوره ترعرع في كنف والده الذي لم يبخل عليه بشيء أثناء طفولته ، التحق خالد بالمدرسة وتدرج في عدد من مراحلها وكما هي طموحات الأطفال وحبهم في تقليد اقرانهم وخصوصا خالد لكونه الوحيد ( المدلل) وطلب من أمه بأن يشترون له دراجة نارية ولكنها لم توافق على ذلك في البداية ومع الإلحاح من قبل ابنها أخبرت زوجها الذي قابل ذلك الطلب بالرفض في البداية ولكنه سرعان ما انهار أمام إصرار الزوجة ولبى طلب خالد الذي لم يتجاوز من العمر (13) سنه مبررا بأنه سوف يستخدمها للذهاب إلى المدرسة فقط ولم يضع في الحسبان تصرفات خالد من عدم الالتزام بقواعد وآداب السلامة المرورية .
وفي صباح احد الأيام وقبل أن يذهب أحمد إلى مقر عمله رن جرس الهاتف الذي أخذته الزوجة فسألها هل هذا بيت أحمد؟ فأجابته: نعم فاخذ أحمد سماعة الهاتف ليعرف من المتصل في الساعات المبكرة ، فإذا به يقول له ابنك ارتكب حادث مروري مع سيارة وهو الآن في طوارئ المستشفى ، صعق أحمد من سماع الخبر ولم يمتلك أعصابه وخرج مهرولا إلى المستشفى .
وبينما هو في الطريق كان يردد بعض الأسئلة ياترى من هو الغلطان ، كيف حالة خالد .......؟ عند دخوله غرفة الطوارئ بالمستشفى وجد ابنه مخضباً بدمائه لايعرف أحد لم يتحمل أحمد المشهد أغمي عليه في حينه ، أسعف من قبل الأطباء وبعد أن عاد له وعيه جلس إلى جانب ابنه خالد (الوحيد) كما هي عاطفة الأبوة وهو نادم على ما قام به من شراء تلك الدراجة لابنه ولكن بعد فوات الأوان ، أبلغه الطبيب أن ابنه به أصابة بليغة في العمود الفقري قد تؤدي إلى شلل ، وفعلا أصبح خالد طريح الفراش لايقدر على الحركة ، ترك المدرسة ، خاب أمل الأسرة التي كانت تضع آمالها على ابنها الوحيد ، الذي أصبح من ذوي العاهات المستديمة .
هكذا كانت نهايته محمول على عربية المعاقين إلى مالا نهاية ، فهل من يعي تلك النهايات لفلذات أكبادنا التي نتأمل منها خيرا لهذا الوطن ولأسرهم ؟ أم أننا نلبي طلباتهم المشروعة وغير المشروعة ، ونضع بين أيديهم أدوات التهلكة ، فإلى متى هذا يا من تقدرون مصالح أبنائكم ؟؟؟؟؟؟.
بقلم : الرائد/ناصر سعيد بن دومان العامري- رئيس قسم التراخيص بمرور الوادي والصحراء