إن إزدحام الأحداث وكثرتها وتعاقبها يجعل مسألة تفكيك وتحليل الرؤى أمر مشكل , ومن هذه الإشكالات التي يراها بعض المراقبين هي.. لماذا لايتحاور الحوار من باب "إرحبوا على الحاصل" فهو الممكن حتى اليوم على الاقل فلا دعم دولي ولا إقليمي ولا شرقي ولا غربي حتى إيران لم تصرح بأنها مع الانفصال! فإن جاء الحوار بما نريد أو جاء التغيير بما يحقق العدل والمساواة ورد الحقوق وإلاّ فخيار الشارع متاح.
زد على هذا أن الشطر الجنوبي لليمن منقسم الى قسمين هما مطالبون بفك ارتباط ومؤيدون للوحدة , والمطالبين بفك الارتباط منقسمين الى قسمين احدهم يريد الفدرالية ثم تقرير مصير والآخر يريد انفصال مباشر, والذين يريدون الانفصال المباشر منقسمين الى قسمين احدهم باعوم وأنصاره والآخر البيض وانصاره , وفي كلا الطرفين إنقسامات تظهر بين الحين والآخر.
وعندما تدرس المعطيات اعلاه تجد أن العقل يحتم عليهم الدخول في الحوار ولو بخيار الانفصال دون شرط او قيد مع العلم أن المجتمع الدولي والإقليمي يؤيد بقاء اليمن واحداً مع رد الاعتبار والحقوق للجنوب وكل اليمن.
لكن ونحن نتابع سير الاحداث منذ إنطلاق ثورة فبراير عام 2011م نجد أن الثورة الشبابية قد هيئت الأجواء للحراك بعد أن زلزلت أركان حكم علي صالح والذي تولد معه إنفلات امني ورفع يد الدولة من التدخل في اي شيء وهذا ما جعل قيادات حراكية من الخارج والداخل تدخل على الخط لتطالب بفك إرتباط شطري اليمن وهي ترى حرية تامة في حركتها , وقد لاحظنا إنتشار هائل لأعلام اليمن الجنوبي بعد ثورة فبراير لم تكن موجودة قبل الثورة.
والخلاصة هي ان الحوار سيمهد الوضع لعودة الحياة الى طبيعتها وعودة الثوار الى منازلهم وهو ما لايريده القادة الذين استغلوا الحراك الشعبي لانهم يرون انهم سيكونون ضعفاء في الوضع المستقر والآمن.
وهنا نقول لخواننا أدخلوا الحوار فالحراك الحقيقي بدأ بمطالب عادلة لو نفذها علي صالح لما وجدنا حراكياً واحداً اليوم! فالحوار الحوار .. والله من وراء القصد.
بقلم : ابوهمام جمعان بن سعد