تنقل لنا وسائل الإعلام حوادث متعددة لقتل أشخاص بواسطة طائرات بدون طيار وكثرة في الآونة الأخيرة بل وصلت الى محيط قرانا ومدننا في وادي حضرموت ويشاهدها المواطنون في وادي حضرموت وهي تحلق فوق رؤوسهم ليلا ونهارا ..
قرأت عنها وللفائدة الخص لكم أهم المعلومات عنها :
تعُرف الطائرة دون طيار (Unmanned Aerial Vehicle) بأنها طائرة لا يمتطيها طيار لقيادتها.. يمكن توجيهها عن بعد أو برمجتها مسبقا لطريق تسلكه.. في الغالب تحمل حمولة لأداء مهامها كأجهزة كاميرات أو حتى القذائف..
عدد كبير منها يستخدم في الأغراض العسكرية كالمراقبة والهجوم ، وكانت أول التجارب العملية في إنجلترا سنة 1917 وقد تم تطوير هذه الطائرة بدون طيار سنة 1924 كأهداف متحركة للمدفعية ، ودعيت ـ حينئذ ـ بالهدف الجوي (Aerial Target) ، وكان استعمالها ـ كأهداف للمدفعية ـ محدوداً جداً في 1934؛ إذ كانت البداية الحقيقية حين نجحت تجربة الطائرة (ملكة النحل) (Queen Bee) ، وقد أنتج منها في 1934 و1935 حوالي 420 طائرة للبحرية البريطانية ، كانت سرعتها 110 ميل/ ساعة ومدة طيرانها تقارب الأربع ساعات.
وبدأت شركة (تليداين ريان) في 1952، تجاربها على طائرة (Fire Bee-1) ، ومنذ ذلك الحين ، أُنتج مايزيد على 7 آلاف طائرة من مختلف الأنواع ، منها ما يُطلق من الطائرات ، ومنها ما يطلق من منصات (قواذف) أرضية ؛ إذ إن لها قدرات فائقة على المناورة ، وكذلك حمل ما ترغبه من أجهزة ، ومعدات طبقاً للوزن المسموح به(1) ، وكانت بداية فكرتها منذ أن سقطت طائرة التجسس الأمريكية u2 عام 1960م فوق روسيا وكان أول استخدام لها عملياً في حرب فيتنام.
وفي الشرق الأوسط تم استخدام الطائرات دون طيار في حرب أكتوبر 1973، ولكن لم تحقق النتيجة المطلوبة منها لضعف الإمكانيات في ذلك الوقت ووجود حائط الصواريخ المصري ، وكانت أول مشاركة فعالة لها في معركة سهل البقاع بين سوريا وإسرائيل ونتج عنها إسقاط 82 طائرة سورية مقابل صفر طائرة إسرائيلية. واستمر استخدام إسرائيل لهذه الطائرات في العقود اللاحقة في حروبها العدوانية في لبنان وقطاع غزة وغيرها 0
ويوجد نوعان من الطائرات بدون طيار من حيث القيادة:
1- الطائرات المتحكم فيها عن بعد: حيث يقع التحكم في الطائرة عن بعد مثل البريداتور.
2- الطائرات ذات التحكم الذاتي: حيث تستعمل باراديغمات الذكاء الاصطناعي كالشبكات العصبونية مثل الطائرة الإكس 45 لشركة بوينغ.
وحسب المهمات التي تقوم بها تقسم الطائرات بدون طيار إلى: الطائرات العسكرية المتخصصة في المراقبة ومنها المقاتلة ومنها ما يمكن استعمالها للغرضين ، وهي طائرات تكون في العادة أصغر حجماً من الطائرات العادية وهي تعتمد طرق طيران ودفع مختلفة فمنها ما يطير بأسلوب المنطاد ومنها ما هو نفاث ومنها ما يدفع عن طريق مراوح.
وتتمثل سبل استعادة الطائرات بلا طيار في النظم التالية: الموجة ، الشبكة ، المظلة ، الخطاف مع الوسادة. أما أنظمة ملاحة الطائرات بلا طيار فهي: نظام دوبلير (Doubler) ، أو أوميغا.
وثمة جدوى اقتصادية للطائرات بلا طيار ، في المجالات التالية:
من حيث سعر الطائرة ، بلغ سعر الطائرة إف - 4 فانتوم الثانية 6 مليون دولار سنة 1962، وتكلفة الطائرة إف - 15 إيجل 25 مليون دولار سنة 1974، وبمقارنة بسيطة يقدر ثمن 1000 طائرة دون طيار بثمن طائرة إف - 15 إيجل ، ومن حيث استهلاك الوقود إن وقود 200 رحلة بطائرة دون طيار يساوى رحلة واحدة بطائرة إف - 4 فانتوم الثانية لنفس المسافة ولتؤدى نفس المهمة.
ومن أشهر أنواع الطائرات بلا طيار:
الطائرة إكس – 43: وتُعد أسرع الطائرات في العالم فقد انطلقت هذه الطائرات من طائرة بوينغ وحققت سرعة مقدارها 9.6 ماك بعد أن كانت قد حققت 6 ماك قبل ذلك وتعد هذه طفرة في عالم السرعات.
الطائرة إكس 45: هي أحدث الطائرة بدون طيار ومن المتوقع أن يتم استخدامها في القتال الجوى في المستقبل وسوف يتم التحكم فيها عن طريق الأقمار الصناعية.
طائرتا بريداتور predator وريبر reaper: وهما من صنع شركة جنرال اتوميكس ، وقد بدأت الريداتور العمل في القوات الجوية الأمريكية عام 1994، وقد استخدمت نهاية التسعينيات من القرن الماضي في أفغانستان للاستطلاع والمراقبة ، وتستطيع الطيران المتواصل لمدة 40 ساعة ، لكن تسليحها محدود ، بينما يمكن لخليفتها الريبر إطلاق الصواريخ الموجهة بوزن 225 كيلوغرام ، وتتكلف الريبر 10 ملايين دولار بأسعار 2008 في الوقت الذي تتكلف ف-16 نحو 350 مليون دولار(2).
إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، تنشط دول أخرى لتصنيع أعداد من هذه الطائرة للغايات العسكرية وغيرها مثل: روسيا وبريطانيا والصين وفرنسا والهند وجنوب إفريقيا والصين ، وتعمل دول في الشرق الأوسط على إنتاج طائرات غير مأهولة ، ومنها: إيران وتركيا ، وإسرائيل والجزائر والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن والسودان والإمارات العربية المتحدة.
وعمدت إدارة اوباما الى توسيع استخدام الطائرات بدون طيار الى نطاق غير مسبوق في المناطق القبلية الباكستانية بعدما كان الرئيس السابق جورج بوش اول من استخدم هذه الوسيلة ، بحسب ما افادت مجموعة "نيو اميريكا فاونديشن" للدراسات في واشنطن التي تقوم باحصاء عمليات القصف هذه ، وبحسب المجموعة قتل ما بين 1717 و2680 شخصا في غارات شنتها طائرات بدون طيار اميركية في باكستان خلال السنوات الثماني الاخيرة ، مقدرة عدد الضحايا المدنيين بحوالى 17% من هذه الحصيلة.
ويقول مسئول أمريكي كبير على اطلاع بالعمليات في اليمن "لم يتخذ أي قرار بتصعيد أو تخفيض عدد الغارات. الأمر متعلق بدوافع الاستخباراتية."
موقع ذا لونج وور جورنال المتخصص في متابعة العمليات التي تقوم بها طائرات بدون طيار، قدر عدد الغارات التي شنت في اليمن منذ 2009 ب 27 غارة ، أدت إلى مقتل 198 مسلحا و 48 مدنيا حتى ابريل 2012م .
قتل العولقي في سبتمبر2011م الماضي ، بعد ستة أسابيع من بدء وكالة الاستخبارات المركزية سي اي ايه إرسال طائرات بدون طيار مزودة بالأسلحة إلى اليمن ، وهذا العام قتل قيادي بارز في تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ، عبدالمنعم سالم الفطح في يناير 2012م بطائرة بدون طيار في محافظة أبين وفقا لما ذكره موقع لونج وور جورنال ، وهو المشتبه في تورطه في الهجوم على المدمرة يو اس اس كول عام 2000 م .
يعتبر هذا الاستهداف للمواطنين اليمنيين قتل خارج القانون وكان الأجدر ان يتم اعتقال المتهم وعرضه على المحاكم خصوصا انه تم تحديد موقعه بدقه فائقة و سيكون من الممكن محاصرته واعتقاله من الجهات الامنية الموجودة في النطاق الجغرافي ..
مطلوب من المواطنين ومنظمات المجتمع المدني والفعاليات السياسية اليمنية بمختلف توجهاتها تشكيل رأي عام ضد هذه الأفعال خصوصا إننا نعيش في اليمن ثورة من اجل بناء دولة النظام والقانون .
بقلم : المهندس / عبدالحافظ خباه