طلاب من أحدى أقسام كلية الآداب بجامعة حضرموت يجمعون توقيعات الطلاب لتغير المعيد ؛ يتكرر هذا المشهد أكثر من مره منذ بداية هذا العام بسبب عدم إجادة المعيد الأسلوب في توصيل المعلومة بشكل صحيح إلى الطلاب ورئيس القسم يستجيب بسرعة لطلبهم ، أما إذا كان دكتور غير كفؤ ولا يستطيع توصيل المعلومة للطلاب ، ويريدون تغييره فليس بإمكانهم فعل أي شيء بحكم سلطته ومكانته حتى وإن رفعوا تقريراً لرئيس القسم كما حصل في كلية العلوم البيئية حيث عجز الطلاب عن إبعاد دكتور وهو لا يتقن إعداد المادة أو تدريسها حيث يتوعدهم رئيس القسم بوعود مسكنة كما حصل في قضية نقص القاعات الدراسية التي تم مواراتها بتغير مسئول التسجيل والقبول!!
في السنوات الثلاث الماضية لم أرى معيد تم توظيفه أو منحه سكن مع عائلته على نفقة الجامعة , مع أن نسبة المعيدين في الجامعة تبلغ 65% والنسبة المتبقية هم حاملي الدكتوراه ..
تعودنا في بداية كل عام دراسي نستقبل معيد جديد ونودع معيد كأننا في حقل تجارب ولضمان استمراره يلجأ للتوسل لدكتور أو لآخر, والتساهل مع الطلاب بمختلف الشؤون من (مراقبة - ووضع اختبارات – والاهتمام بالحضور والغياب) ناهيك عن الهبات التي يهبها للطلاب لاستمرار تفوقهم .
على ما يبدو أن المعيد يحاول جاهداً لكسب ود الطالب وحب الدكتور ليضمن مصدر دخله ، يمر العام وراءه آخر ويرى أحلامه تنهار أمامه والديون لا يغطيها راتبه الذي لا يتجاوز 27,500 ريال فينجر إلى التمرد ويرتمي لرئيس القسم ويذكره بوعوده الوردية التي قالها له قبل أعوام عندما وقع على عقد التعاقد فمازال رئيس قسمه يتوعده بأن هذا القسم في أمس الحاجة إلى معيدين وفي نفس اللحظة يقول (لا أدري ما يعيق سير ملف توظيفك..!!)
لا ننكر إننا شهدنا تغييراً جذرياً في تفكير إدارة الجامعة حيث أن نجاح انتخابات عمادة الكلية يعتبر مؤشر لشروق شمس التعليم الأكاديمي في حضرموت مع أن بقاء بعض عمداء الكليات في مناصبهم سوف يعيق شمولية النجاح .
في الأيام الماضية ألغيت محاضرة في كلية العلوم بسبب المعيد .. لأنه لا يوجد لديه ما يكتب به في القاعة .
الداني المتمعن يرى أن جامعة حضرموت قد عادت إلى مصاف المدارس الابتدائية وليست صرح علمي أكاديمي حيث غيبت القوانين والمبادئ التي تقوم عليها أسس الجامعة وأصبح الدكتور يستجم والمعيد يعاني والطالب يحاول أن يتعايش .
البعض من الدكاترة يريدون أن يخفوا عيوبهم ويظهروا بمظهر المثالية وهذا يزيد تشعب العقبات و تزايد الصعوبات وتدهور الصرح الأول في البلاد والشماعة السهلة التي تداولوها هو القاء المقررات لمعيد ليس لديه خبرة بالتدريس ويكلف بإعطاء المقرر كحل غير مكلف.
لن أنسى الدكتور/ صلاح بن مدشل حينما قال مرةً " يجب أن تغلق جامعة حضرموت أذا كان هدفها الوحيد صرف شهادات التخرج !! "
بقلم : محمد باحفين