بثور على وجه عروس الحور

عدن أجمل من عروس في ليلة عرسها وارحم من أم على وليدها , عدن الكيان المنظم النظامي والإنسان الرقيق الراقي , عدن لوحة وسعت كل تمازج الألوان واستوعبت كل تقلبات الفصول . اليوم في وجه عدن تنتشر دمامل وبثور شوهت معالم الجمال والرقة فيها . بثور لم تحطم كيان البنيان ولكنها شوهت جمال الإنسان

بسطات الباعة المتنقلة التي سطت على شوارع كاملة دون رقابة ولا تنظيم , فقد ظللت أجوب شوارع ( كريتر ) ابتداء من البنك الأهلي بكريتر حتى نهاية سوق الطويل ولم استطع أن أجد موقفا للسيارة لأن كل المواقف المخصصة قد احتلتها عربات الباعة , وكذلك الأمر في الشوارع الجانبية حسن علي والسبيل والشيخ عبد الله والزعفران وسوق البز , والغريب أنها تبقى في موقعها طوال اليوم والليلة حتى وهي مغلقة تكتسي الطربال الأزرق . ولا بد من حل لهذه المشكلة التي يضيق بها حال السائر قبل الراكب , أين أصحاب الاختصاص لمعالجة هذه التشوه وتنظيم سوق شامل لهؤلاء الباعة ليكسبوا رزقهم دون ضرر ولا ضرار

الازدحام الفظيع في حركة سير السيارات مع تدفق سيل بشري يسير وسط الشارع وليس كما عهدناه قديما على الرصيف , وهناك الباصات وما تشكله من عرقلة واضحة للسير ومن خطورة على حياة الناس , فصاحب الباص لا يبالي في سبيل الحصول على راكب واحد من أن يسبب حادثة فظيعة بتوقف مفاجئ أو بانعطاف حاد دون أن يتأكد من خلو الجهة الأخرى من السيارات أو المشاة , بل تجد أحدهم قد وقف وسط الطريق منتظرا راكبا يبعد عنه أمتارا وقد حجز وراءه صفا من السيارات غير أبه بهم , وربما استشاط غضبا إن ضايقه احدهم ببوق سيارته طالبا منه التجنيب . لم يعد يحكم عدن الذوق السليم والخلق القويم والخجل من الخطأ . أين الذاتية في احترام الطريق وأهله وأين رجل المرور وهيبته , لقد اندثرت وبثمن بخس , ورقة مهترئة توضع جهرا في يده تحمل الرقم ( 50 )

النقاط العسكرية المنتشرة في مداخل مديريات المحافظة وجولاتها , أوكار الذئاب الزرقاء والخضراء وشبه الصفراء ! والتي أكد كثيرون أنها تحصيلية لا أمنية , يهمها الاسترزاق لا حفظ النظام , من هنا 100 ومن هناك 50 ولا بأس ب20 من بعضهم , وتفرح بقدوم سيارات بلا لوحات أو بلوحة أجنبية وتركز على أرقام معينة لمحافظات الثأر والقهر , وتنفرج أساريرهم إذا وجدوا سلاحا أو سيارة بدون وثائقها أو يقودها غير مالكها ولو كان من أقاربه , ليس لأنهم حققوا مكسبا امنيا بالقبض على مطلوب أو حجزوا مخالفا يستحق العقاب ولكن مبعث سرورهم أنهم سيحققون ربحا صافيا من هذا وذاك , ثم بعدها لينطلق بسلاحه وبكل مخالفاته يجوب المدينة بكل حرية . أريد حقا أن أشعر بالأمان في مدينة الريحان , فما أنت فاعل يا أيها المسئول أمام هذا الداء الذي ربما يصلك منه يوميا نصيبك المعلوم . الخطب جلل والأمر خطير فأي حياة تعيشها الأغنام حينما يوكل أمر حمايتها لذئب لا يشبع !.

ـ في محلات الانترنت أتصفح وأتابع المستجدات بضيق واستياء والسبب أولئك الفتية الصغار الذين يتكدسون فيها حتى وقت متأخر من الليل , إضافة إلى تلك الألفاظ المشينة التي يتبادلونها بينهم , متى يذاكرون ومتى ينامون ؟ أين أهلهم منهم ؟ هل بالإمكان إلزام محلات الانترنت بعدم استقبال الأطفال دون سن محددة بعد التاسعة مساء

ـ في كثير من الأماكن العامة ووسائل المواصلات أستمع متألما للألفاظ الجارحة التي يتبادلها بعض الركاب فيما بينهم , ففي حديث مسموع بين أثنين راشدين على متن باص من التواهي إلى خورمكسر أحصيت أكثر من مائة عبارة غير لائقة تحمل كل معاني الإسفاف وقلة الحياء وبصوت يسمعه كل الركاب . ولا يخلو زمن من مثل هذا ولكنه لم يكن يوما بمثل هذا الانتشار والعلنية . فاليوم لا تكاد تجلس في أي مكان عام أو خاص إلا وستسمع كثيرا من الألفاظ التي تجعلك تشعر بالغثيان . ربما نحتاج لاستحداث شرطة للآداب ولكن أين سنجدها ففاقد الشيء لا يعطيه !.

مسك الختام : بأي وجه كنت يا عدن فسأظل احبك بجنون .. لأن قلبك دوما أبيض .. ولنا عودة .

بقلم : أبو الحسنين محسن معيض   

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص