أن التمادي بالأخبار أصبح طريقة شائعة ليتصدر الشخص المجالس بأخبار ومعلومات تكهنها من نصف خبر ويضيف بهارات لأثارة التشويق ليستحوذ على عقول من في المجلس بسيناريو و(أكشنة) أفلام هوليود.
يقول أحدهم : تحت الأنقاض رجل .. يستعين زملائه بالشيول (الغراف) لنشله , حيث غرزت أسنان الملعقة في بطنه وقطعته إلى أشلاء .. الرجل يعمل مع رفاقه لهدم مبنى قديم (خرابه) بأحد أحياء مدينة سيؤن ليبنى مكانها عمارة ، عندما صعد إلى السطح المبنى محاولاً ربط جدران المبنى بحبل ليشده الشيول , لم ينتبه العامل بأن السقف هش إلاّ حينما انهار عليه المبنى بالكامل .. تملك الذعر والخوف زملائه وهم يشاهدونه والمبنى ينهار عليه , وليس بإمكانهم فعل شيء , ولكي يسرعوا في إنقاذه - قبل أن ينفذ الأكسجين - أمروا صاحب الشيول بالشروع برفع الأنقاض فغرزت أسنان الملعقة بجسم العامل فقطعته إلى أشلاء حيث نقل على إثرها إلى المستشفى وقد فارق الحياة .. رحمك الله يا أبا رجب .. فلقد مُتّ شهيداً.
لماذا يخلق بعض الناس مثل هذي الإشاعات الدنيئة التي تمس أراوح شريفة كريمة أختار ربي أصحابها ليكونوا شهداء كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (الشهداء خمسة: المطعون ، والمبطون ، والغَرِقُ ، وصاحب الهدم ، والشهيد في سبيل الله) متفق عليه ..
بالفعل توفي أبا رجب ولكن لم تكن هذي قصة موته , فقد بالغ الناس في روايتها .. لقد توفي بعد إن سقط من سطح المبنى الهش وانهدم عليه حيث تم انتشاله بالمعاول من قبل زملائه وقد فارق الحياة .
وعلى السياق ذاته امرأة في عقدها السادس ضُربت واغُتصبت وسُرق المال الذي بحوزتها وهي بمكان عملها .. فقد كانت تعالج بالأعشاب الطبيعية , حيث تناقلت الألسن قصة رجل تنكر بزي امرأة جلس في صالة الانتظار حيث جعل النساء يدخلن عليها حتى غادر الجميع فدخل وانهال عليها ضرباً واغتصبها وسرق ما بحوزتها من مال .. ويروي أحدهم أنها قد نُقلت على أثرها إلى العناية المركزة , ومازالت موجودة إلى الآن بالقسم ويضيف قائلاً : أولادها سوف يغلقون مكان عملها , وبعد أن تأكدت فإذا بي أفاجأ بعدم وجودها بالمستشفى وأن مكان عملها مفتوح و تمارس عملها بلا أي عوائق تذكر ، والمصيبة حين نسمع خطيب الجمعة يذكر الحادثة للناس ويزيد خوف المصلين في ظل وجود هذي الاضطرابات الأمنية ولم يتأكد من مصداقيتها .
من عظم الإشاعات وانتشارها نُقلت على شكل نكته طريفة تقول "سأل اوباما رئيسة وزرائه عن سر سرعة تناقل الأخبار بين الحضارم قالت : " يوجد سر حين يلتقي شخصان ببعضهما فأنه يقول للآخر:(آه شي جديد) فأصر اوباما إلاّ أن يأتي حضرموت بنفسه ليتأكد من السر , ذهب إلى حضرموت ولم يخبر أحد ، مر بإحدى محطات البنزين بعد نزوله من مطار الريان وهو متنكر فسأل عامل المحطة وقال: (شي جديد) قال: يقولون أن اوباما في حضرموت ، جن اوباما وعاد مصدوماً .
إني لأشفق على هؤلاء المساكين لعلمي انه سيأتي يوما ما وسينالهم من ذلك نصيب .. فلقد نسوا انه (كما تدين تدان) فكما تجرءوا على خلق الله بأكاذيب وافتراءات , فسيكون هو التالي الذي يناله ما نال غيره منه.
بقلم: محمد باحفين