تابعت على موقعكم الموقر موضوع غاية في الأهمية للدكتور / عادل محمد باحميد ( نقص إمكانيات !! أم روحُ قيادة مفقودة ؟!! ) وكم أعجبتُ أيما إعجاب بتناوله ذلك وتوقيته المناسب لثورة التغيير التشاورية الحذرة التي نسمع بها وعنها في مرافق وإدارات الحكومة ، وحقا ما قاله أن أزماتنا اليوم ( الضعف الشديد في روح القيادة والإدارة ) ولقد ضرب مثلا على نجاح مرفق حكومي تربوي متساوي الإمكانيات مع غيره لكنه يمتلك مديرا قياديا ، والحق أن كل ما سطره واقعا مشاهدا ، عدل الله به وبأمثاله من الناس الطيبين ذلك الواقع .
لستُ هنا مدافعا عن واقعنا المرفوض والمفروض علينا في مرحلة غير مُزمنة ، ولستُ مادحا للباحميد أرتجي منه ما يطيبُ به خاطري أو خاطر أبنائي غير المتحزبين الذين يزحفون على الركب من مؤسسة الى جمعية و المغلقة أبوابها في وجوههم وأمثالهم كثير لمواصلة طلب العلم الذي هو فريضة على كل مسلم ومسلمة !!! وليس خاص لكل متحزب ومتحزبة ، لكنني رغبتُ الإطلالة من تلك النافذة الإصلاحية الحرة للرأي الحر ، هكذا فهمتها .
الورقة الأولى من النافذة
المُشكل أيها الناس الطيبين أن من تقع عليهم اختيار تحمل المسئوليات في الإدارات الحكومية محليا لديهم كشف رقم ( 1 ) لا يتغير ولا يتبدل ولا تتوافر لديهم أي معايير أخرى غير الشُلة والنفعية والفئوية ولقد استثنيت المعيار الحزبي لأنه لم يعد معيارا مؤثرا بدليل أن في الأحزاب أكفاء إداريا واقدر قياديا لكنهم يقولون : لا للتجاوزات الحزبية فتُشطب أسماؤهم من ذلك الكشف وأمام تلك المعايير المُخلة بقيم الإدارة وأخلاق القيادة ضعفت وربما غابت تماما جاذبية النخب المثقفة في مجتمعنا ولم تعد مؤثرة فيه مثلما كان عليه ( آباؤنا وأجدادنا ) ولهذا فأن معظم المؤسسات والجمعيات الخيرية غير الحكومية وبعضها حزبية تقضي حوائجها بالكتمان فنجدها ناجحة قياديا وإداريا في عملها ولدى قياداتها قوة إرادة في الضبط والربط بين الأقوال والأفعال لأنها أحسنت اختيار شخصية القيادي القادم ( حزبيا وفئويا ) ثم أهلته علميا وعمليا وصقلت موهبته القيادية والإدارية بتكثيف الدورات المشروطة محليا وخارجيا وأغدقت عليه بالمال والجاه والرحلات العملية
( الترفيهية ) وأمام كل تلك المعايير الترغيبية غير المتوافرة في الإدارات الحكومية غير الفاسدة ، هل في استطاعت قيادات تلك المؤسسات والجمعيات المؤهلة قياديا وإداريا التفريط في مواقعها حبا في الوطن وخدمته وتتكرم في قيادة وإدارة إدارات الدولة والحكومة فإن رغبت كرد الجميل للوطن سأكون في مقدمة صفوف المسيرات السلمية التي تطالب بهم .
الورقة الثانية من النافذة
أكبر روح التغيير وحب البلد عند الدكتور / عادل وهو من الكوادر الوطنية الطموحة والناجحة فشهادتي منقوصة فيه ، لكنه ألا يقف معي على مسافة واحدة من القول أن ما تقدمه بعض المؤسسات غير الربحية ( ماديا ) من دعم في مجالات مقننة و منتقاة ومدروسة الأرباح فيما ستنتجه لها الثروة البشرية مستقبلا يؤثر تأثيرا سلبيا على منظومة الحكومة في مجالات أخرى طالما وان تلك المؤسسات الداعمة تعمل بعيدا عن خطط واستراتيجيات الدولة والحكومة وبالتالي مخرجاتها ستكون أشبه بالخصخصة لا يستفيد منها كل المجتمع وبها يتم تعميق ضعف روح القيادة والإدارة لكثير من القابعين على رؤوس المناصب والكراسي بل وعلى رؤوسنا بينما من نرى فيهم قوة القيادة يتم توزيعهم على هذه المؤسسة الخيرية وتلك الجمعية فلماذا لا تقوم تلك المؤسسات مثلا بدعم قطاعات التربية والتعليم والصحة والرياضة وهي قطاعات متشابكة المنافع ونتائجها مضمونة للمجتمع كله ليس ماديا ولكن بعقد الدورات التاهيلية طويلة المدى في فن القيادة والإدارة وإبتعاث من هم أكفاء إلى الخارج والتوسع في فتح عدد من الأكاديميات غير المقتصرة على الموهوبين فقط طالما وان العنصر البشري الكفؤ تزخر به بلدتنا إذا أردنا قولا وعملا وفعلا ( بالإمكان أفضل مما كان ) ربما يقول قائلا وهو على حق : التدريب والتأهيل من مهام الحكومة .
فإذا بلغ هذا المفهوم عند قادة المؤسسات الداعمة هنا نصرخ ( من كانت يده في الثلج يبقيها وان كانت في النار يصبر على ريح شوائها )
بقلم : سليمان مطران