حضرموت اليوم / سيئون / محمد باحميد
عقد مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيؤون مساء يوم الأربعاء 12/ 12 / 2012م محاضرة بعنوان ( خصوصيات السادة آل عيدروس وأحد مناصبها علي بن عبدالقادر العيدروس ) , ألقاها النّسابة والمؤرخ السيد جعفر بن محمد السقاف , وذلك بحضور عدد من الأساتذة والأكاديميين والتربويين والشخصيات الاجتماعية .
وفي المحاضرة استعرض الباحث جعفر السقاف جملة من خصوصيات آل عيدروس من خلال حياة المنصب علي بن عبدالقادر العيدروس الذي رحل في سن صغير من منطقته بور إلى مكة المكرمة لطلب العلوم الشرعية وتلقيها عن العلامة حسين ابن مفتي مكة محمد بن حسين الحبشي وقد نبغ في هذه العلوم الشرعية كالفقه والحديث والنحو والبلاغة وغيرها, مشيرا إلى أن المنصب علي بن عبدالقادر العيدروس لم يقتصر على دراسة العلوم الشرعية فحسب, بل سافر إلى مصر ليتعلم هناك العديد من العلوم كعلم البيطرة وعلم طبقات الأرض - الجيولوجيا – و الزراعة وعلم الجبر وغيرها من العلوم التطبيقية التي استفاد منها كثيرا وعاد بها إلى حضرموت , مضيفا أن المنصب علي العيدروس له مؤلفات في هذه العلوم منها كتاب (تجاربي في الطين )وكتاب الجبر والمقابلة .
وذكر الباحث والمؤرخ السقاف أن من خصوصيات آل عيدروس أنهم يكثرون التأليف في شتى العلوم كما ذكر ذلك علامة حضرموت ابن عبيدالله السقاف في كتابه ( إدام القوت ) وقد كانوا يجذبون الناس بأخلاقهم وإكرامهم والسعي في قضاء حوائجهم وهو ما شاهده المؤرخ السقاف بنفسه عيانا في حياة العلامة جعفر العيدروس , مشيرا أن آل العيدروس منتشرين في العالم تاركين وراءهم آثارا حسنة مستشهدا على ذلك برحلة العلامة الحبيب عبدالرحمن بن مصطفى العيدروس الذي عاش في مصر ودفن بها بعد ما صنّف أكثر من 63 مصنفا في مختلف الفنون والعلوم, وبعض مصنفاته ترجمت إلى لغات أخرى كاللغة الهندية . مضيفا أن آل عيدروس استطاعوا أن ينشؤوا مطابع حجرية في بلاد الهند ساعدت كثيرا على توسع العلوم وانتشارها.
هذا وقد أثريت المحاضرة بالعديد من المداخلات والأسئلة والاستفسارات التي عكست مدى أهميتها والاستفادة من مضمونها ,ومدى تفاعل الحاضرين معها.