الإعلام العربي المعاصر وأثره في ضياع الجيل وهزيمة الأمة

في البدء يُستحسن بنا أن نبين أن البحث الذين نحن بصدد تلخيصه ودراسة مدى استفادتنا منه والذي هو تحت عنوان (الإعلام العربي المعاصر وأثره في ضياع الجيل وهزيمة الأمة ) للأستاذ يوسف العظم، قد تم تأليفه خلال فترة السبعينيات من القرن المنصرم، وتحديداً في العام 1976م وبما أن الكاتب يبين أثر الإعلام من هذه الناحية فلا شك أن هذا الأثر يمتد لأعوام قبل ذلك ربما في الستينات أو الخمسينات وربما قبل ذلك، وما ذكره في بحثه مجموعة من الآراء والحقائق يمكن لنا أن نستفيد منها كوثائق تعطي لنا دلالة لما حدث في تلك الفترة التي تعرف بأنها من الفترات الساخنة في تاريخ الأمة العربية المعاصر.

يبدأ الكاتب بتقرير أن ميدان الإعلام هو الإنسان عقلاً وجسماً ووجداناً، حيث يسعى الإعلاميون للوصول إليه والسيطرة عليه فلا يرى غير ما يرون، ولا يحس غير ما يحسون.

ثم عرج بنا الكاتب إلى وقع الإعلام في العالم العربي والإسلامي فأشار أن الجيل المسلم يعيش في ضياع، فنراه مهدور الفكر، مشتت الهدف، ممزق الهوية فهو يرى في التلفاز ويسمع من المذياع ويقرأ في الصحيفة والكتاب كل ما يريد العدو أن يراه أو يسمعه أو يقرأه، من وجهة نظر لا تخدم قضية من قضايانا، ولا ترتبط بجانب من جوانب تراثنا، ولا تحقق لنا غاية كريمة تطمح لها أجيال أمتنا المتلاحقة .

ولأهمية الصحافة بيّن الكاتب أن الصحف الأولى التي ظهرت وتم إصدارها كانت بدايتها على يد الحملة الفرنسية التي أدخلت المطبعة مصر، واستقطبت بعد حين عدداً من النصارى في بلاد الشام أصدروا عدداً من الصحف حملت الكثير من السلبيات والأهداف المضللة منها “الوقائع المصرية” و”الأهرام” التي ظهرت ذات نزعة طائفية حلال عددها الأول، ثم اتخذت لها خطاً هادئاً في عالم السياسة فلم تعترض على ظلم ولم تقاوم استعماراً، وفتحت الخط لأمثال لويس عوض في أن يكتب للجيل بصورة بعيدة عن الإنصاف العلمي، والتمحيص الموضوعي الرصين، وعلى ذات المنطلق التضليلي ولدت “دار الهلال” وقد اتخذت شعار الهلال لا الصليب عنواناً للدار للتضليل على يد أحد مزوري تاريخنا القديم والحديث وهو “جورجي زيدان” الذي عمل على التشكيك في وحدة العقيدة والفكر في الأمة الإسلامية ـ الواحدة على حد قول الكاتب ـ ثم ليتتلمذ على يديه كثير من كتاب تاريخنا وكثير من رجال الإعلام في العصر الحديث.

لقد شجعت دار الهلال الكتّاب الذين أخذوا ينشرون فكر الإلحاد والتشكيك، ويثيرون الجيل الجديد “حينئذٍ” بالجنس والكأس، ويثيرون عواطف المرأة لتخرج عن إطار العفة والوقار، وأخذوا ينفثون سمومهم الخبيثة بحيث يختلط الحابل بالنابل ويعم الضياع في عالمنا العربي، ومن هنا كانت الهزيمة العسكرية المدمرة مظهراً رهيباً للهزيمة النفسية الكامنة في العقل والوجدان.

ثم تعرض الكاتب لصحيفة “روز اليوسف” التي أصدرتها السيدة فاطمة اليوسف و يصفها بأنها قد حشدت في مكاتبها كل ملحد مريض، واتخذت الطريقة الجنسية والخط الماركسي، في فترة الملك فاروق الذي جعل من عهده عهداً لإشاعة الإلحاد والفاحشة ونشر فكر اليسار العربي المتسربل بثياب الماركسية .

ولم ينسَ الكاتب أن يذكر “صحيفة المقطم” المصرية التي كانت تدافع عن الاحتلال الإنجليزي وسياستهم في مصر، وكانت تتبنى خطاً عدوانياً صريحاً لكل ما هو إسلامي أو عربي دون مواربة ولا حياء .

وقد ظهرت كثير من الصحف الأخرى الهدامة في موكب التزوير يحمل أصحابها أسماءً إسلامية لخداع الجمهور وكانت أعمدتها وزواياها التي تحمل العناوين الدينية تنشر جنباً إلى جنب مع إعلانات المراقص الليلية والمشروبات الكحولية ونوادي القمار، وشواطئ العري المختلطة .

وهكذا تمكن الشر واستشرى الفساد عبر وسائل الإعلام فتم مسخ الجيل حتى أصبح لا يعرف عن الإسلام شيئاً، وتفسخت أخلاقه، وقد ساهمت الإذاعة في ذلك ـ كما يقول الكاتب ـ آخذين بعين الاعتبار أن نشأة الإذاعات جاءت متأخرة عن الصحافة ذات الأحرف العربية بمائة عام أو يزيد مما جعل للصحافة أولوية الهدم المبكر .

ومضت الكلمة المسموعة تنخر في عظم الأمة العربية والإسلامية وتمثل أطماع العدو من خلال التعليق السياسي المدسوس والأغنية الساقطة، والخبر المكذوب حتى وإن ابتدأت أمرها بتلاوة القرآن والحديث .

ثم جاءت محطات التلفزيون لتبث للمجتمع الأغاني السخيفة، والمسلسلات الجنسية الرخيصة، والأفلام العنيفة المدمرة، والإعلانات المتناقضة مع مضمونها بصورة مكررة وممجوجة، وأصر الإعلاميون حينها على تقليد الغرب في سلبياته ومخازيه دون أن يقدموا ولو عطاءً واحداً من الإعلام الرفيع الذين يظهر بين الحين والآخر في دنيا الغرب .

لقد ساهم الإعلام العربي المشوه في تكريس رحلة الضياع، وأسهم بشكل كبير في نشوء الكوارث المتلاحقة في شتى الصُّعد السياسية والعسكرية والاجتماعية والفكرية .

ويشير الكاتب يوسف العظم إلى أن الدارسين لأوضاع الإعلام العربي يدهشون إذا يبحثون عنه فلا يعثرون له على أثر إلا بين ثمالات الكؤوس وأنفاس الحشيش والمخدرات، مما يغرق أمتنا في مزيد من الضياع ويدفعها لمزيد من الدمار، إذ ترى إعلامها وأقلامها لا تصف الداء وتشخصه أو تقدم الدواء إلا من الغرب الحاقد، الذي يهمه أن تبقى الأمة في غيبوبة طويلة وخدر في الأوصال، مع تمكن سطوة أصحاب الأقلام السقيمة، أما الطاهرون من الرجال فهم قلة، والنظيف من الأقلام لا يتاح له أن يعبر أو يقول ما يجب أن يعبر به وما لا بد له أن يقال.

لقد أصر الإعلام العربي والمصري في طليعته على احتقار عقلية الإنسان العربي وازدراء وجوده، كما أصر أن يسخر من فطنته وأن يهزأ بذكائه.

وفي إشارة إلى تأثيرات الإعلام العربي في زرع أسباب التفرقة والتشطير بين أبناء الأمة، أشار الكاتب إلى أن الإعلام العربي استطاع أن يشطر أمتنا في عالم الفكر والسياسة إلى شطرين متخاصمين إبان الحرب العالمية الثانية ( 1939م ـ 1945م ) أنصاراً للحلفاء أو مؤيدين للمحور، وأن يدعو فريق من شعبنا الغافل لـ ( رومل ) بالنصر، وفريق آخر لـ               ( مونتجمري ) بالظفر، استطاع إعلامنا مع مزيد من تعميق المؤامرة والمضي في أبعادها الرهيبة أن يمزق أمتنا إلى شطرين ضائعين حائرين؛ فريق يدعو للسياسة الأمريكية وديمقراطية الغرب بالسيادة، وفريق يدعو للنفوذ السوفييتي واشتراكية لينين بالسيطرة والاستيلاء على أكبر بقعة من بقاع العالم، حتى تمت التسويات في سوق النخاسة الدولية، مفادها ( تخلوا لنا عن مناطق في الشرق الأقصى نترك لكم مناطق في الشرق الأوسط المنكوب ) .

وغاب عن الساحة الدولية، بتآمر الغرب والشرق معاً وزفّات الإعلام العربي الغافل أو المتآمر، الكتلة التي وصفها رب العزة بقوله : ) كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ( [ سورة آل عمران آية رقم 110 ] ، بعد أن منحها العدد الوفير والثروة الطائلة وحدد مكانها وبيّن لها معالم موقعها؛ ) وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ( [ سورة البقرة آية رقم 143 ] .

ويضيف الكاتب: كل هذا تم بتآمر الغاصبين وخوَر الحاكمين ونفاق الإعلام الذي لا يجيد كثير من رجاله غير حمل المباخر في هياكل النفاق والأقلام في مواكب جلادي الحرية .

ويقوم التلازم والتواؤم بين الفن ” الهابط ” و ” الإعلام المنهزم ”  في دنيا العرب ليربي الجيل المنكوب على التفسخ والمهانة ويصنع الإعلام ـ عبر نواح مطرب متهالك أو مطربة مبتذلة ـ جيل الانتحار واليأس والدموع والآهات، وكانت حصيلة مثل هذه التربية أن خمسة عشر شاباً وشابة انتحروا بوسائل شتى في الأسبوع الأول الذي أعقب وفاة الفنان ( عبد الحليم حافظ ) .

ثم يتساءل الكاتب بكل حرقة وألم : أليس الإعلام بوسائله المقروءة والمسموعة والمشاهدة هو الذي أعدّ لمثل هذا، وهيّأ له الأجواء اليائسة القانطة الحزينة الباكية على تفاهات الحياة واهتمامات الضائعين ؟!

أليس لدى المطربين من قضايا أمتهم ما ينال اهتمامهم ويستحق بذل جهدهم ليترجموا فنهم سواعد بناء لا معاول هدم .. إنهم لا يقدرون على ذلك حتى ولو حاولوا، ذلك لأنهم قد استمرأوا السير في ركاب الجنس الرخيص والنفاق الهابط والكأس الحرام .

ثم يعرج الكاتب ليوضح ما أصاب الجيل ـ في ذلك الوقت ـ من مسخ في كثير من المعاني والمفاهيم، فنجده يقول : ولعلّ من مآسي الإعلام العربي المنهزم، المسخ الذي أصاب به معنى ” البطولة “، بحيث راح الجيل الجديد من البراعم المؤمنة يسألون وهو يعجبون : ألستم تقولون لنا إن خالد بن الوليد وطارق بن زياد وصلاح الدين الأيوبي أبطال ؟ .. إننا نسمع الإذاعة ونشاهد التلفاز ونقرأ الصحف وهي تعلن عن فيلم أبطاله فلان أو علان من النكرات الذين لهم أي وزن في أمتنا ولم يقدموا لها أي شيء .

وإجابة عن هذا التساؤل المشروع الذي طرحه براعم الإيمان عن مدى التناقض           الكبير الذي يعيشونه في واقعهم وما تعلموه وفهموه ووقر في دواخلهم البريئة يواصل الكاتب حديثه قائلاً : ويضطرني مثل هذا المسخ الإعلامي الرهيب الذي لست أعرف مصدره إلى أن أوضح أنا وغيري للصغار الذين تبدو الحيرة في عيونهم، الفرق بين الأبطال الأصلاء والأبطال الدخلاء لقد اعتاد منتجو الأفلام الأجنبية أن يقدموا ممثليهم على الشاشة وقد سبقت أسماءهم          كلمة ” star ” وهي لا تعني بحال ” بطولة ” وإنما تعني ” التلألؤ ” أو اللمعان إذ صح التعبير، أي أن هذا  الممثل أو ذاك يلمع أو يتلألأ في مسلسل ما أو قصة مصورة على الشاشة، فمن أين جاء الإعلام العربي بالبطولة يلصقها بفريق من الناس فيهم السكارى ومنهم المنحرفون أخلاقياً، ليختلط الأمر على الجيل الذي نربي، وهو يرانا ـ كما يشير الكاتب ـ نقوم بوصف الأتقياء والأدعياء، والأبرار والفجار معاً بصفة واحدة، ونُطلق على هؤلاء جميعاً لقباً واحداً في تضارب وتضاد !!

وفي خطوات الإضلال الذي مارسته الصحف على بنات المسلمين يؤكد الكاتب أن الصحافة الملونة المتبرجة دأبت في كل العهود على تقديم العاريات الكاسيات على أنهن الزمرة الصالحة والفئة الكريمة من السيدات ليكنّ قدوة للبنات الشابات، وتمادت “سيدات” غير أمينات فحملن أقلاماً مسمومة يتهجمن بها على مظاهر الحشمة والوقار وما يكمن وراءها من تربية أصيلة ليحُلن بين الزي الشرعي وبين الانتشار، وليقفن في وجه التيار الإسلامي الزاحف وما يلائمه من أزياء تفرضها العقيدة ويمليها الحياء النابع من وجدان المؤمنين والمؤمنات، والصحف المأجورة تنقل هذا وتنشره قذىً في العيون وسمّاً في حياة الناس ودنيا الحيارى الذين لا يدرون ماذا يفعلون .

ثم يصل الكاتب إلى القول : وعلى الرغم من مرور قرن من الزمان على صدور الأهرام، ودون ذلك بقليل على تأسيس دار الهلال، فإن عدداً من الصحف العربية في غير مصر ما زالت تعتمد على تلامذة أوفياء لهاتين المدرستين فكراً وفناً صحفياً، مما يوحي بتغلغل الفكر الذي أشرنا إليه والأسلوب الذي كشفناه عبر هذه الدراسة الهادفة .

ويضيف الكاتب : ولم يقف الانحراف الإعلامي البشع عند حد الصحافة في مصر  ولبنان، بل تعداه إلى دور الصحف وأقلام الكتاب في دنيا الجزيرة والخليج العربيتين، وإلا كيف يمكن تفسير هذا الهذيان المحموم الذي تتقيؤه أقلام المفتونين بالفكر الشرقي الملحد، أو الغربي الحقود.

ومع شيوع الظلمة والليل الحالك في سماء الإعلام، يلتفت الكاتب لينظر إلى الوجه الآخر فيشير إلى إن محاولات صحيفة هادفة تقوم بين الحين والآخر، من أقلام شابة، أو صحف ذات رسالة، في أكثر من بلد عربي، لكنها تسير حيناً وتتعثر أحياناً كثيرة، بسبب ما تلاقيه من النافسة من الصحف الأخرى المنحرفة، التي تتلمذت على مدارس الصحافة المريضة في مصر.

وإذا كنا نعرض للوجه القاتم من الإعلام العربي بكل سلبياته وممارساته الخاطئة التي تبلغ حد السكوت على الهوان أو التآمر على مقدرات الأمة، فهل نجد مقابل ذلك بصيصاً من نور أو شعاعاً من الأمل، يوحي أن في دنيا الإعلام رجالاً لا يتآمرون، وفي عالم الكلمة كتاباً لا يزورون ؟

الحقيقة التي لا بد من عرضها ناصعة صادقة أمينة، أن عدداً من ألئـك الشرفاء يعيش في الساحة الإعلامية الملطخة بالوحل ولكنهم قليل، وأمثال هؤلاء يشكلون الواحات الصغيرة في الصحاري المجدبة والفيافي القفراء .

إنهم يمثلون البقع الخضراء والجداول الصافية الصغيرة ولكنها تغور في الرمال وتطويها البحيرات الملحة في الخضم الصاخب .

ويتساءل متسائل : ألم يُعتقل عدد من الصحفيين، ويؤذى عدد من حملة الأقلام في دنيا السياسة العربية ؟ وهو سؤال يجد الإجابة عليه منسجمة مع ما أشرنا إليه من وجود الكثرة المنحرفة والقلة الأمينة، وبشيء من التفصيل نذكر أن ما عنيناه بالقلم الصادق والصحفي الأمين هو المتمتع بصفة التكامل في شتى جوانبه، صفاء نية، ونبل هدف، ونظافة وسيلة، وسعة أفق، وقوة عقيدة، وشمول فهم لرسالة هذه الأمة التي جُعلت خير أمة أخرجت للناس .

لقد اعتقل حكام رأسماليون عدداً من أقلام اليسار، واعتقل حكام يساريون عدداً من أقلام اليمين، وكلا الفريقين كما ترى لا يمثل صفاء الإسلام وتكامل رسالته، إننا نسأل عن الصحفي المسلم الصادق الجريء الذي وقف مواقف الرجال يقول للطغاة ( لا ) حيث يجب أن تُقال أو دافع عمن قال ( لا ) حيث لابد أن تُقال .

ويرى الكاتب أن واجب الدعوة الإسلامية أن تخطط عن وعي وحسن تدبر، لتعرف حاجتها لتخصصات مختلفة وتخصصات في شتى حقول الإعلام، … فتهيئ بذلك الشباب الموهوب في مثل هذه الحقول، الراغبين في العمل للإسلام، وتسهم في التقائهم وتوجيههم ودعمهم والأخذ بأيديهم ليمسكوا بناصية الإعلام الذي أضحى متعدداً في وسائله وانتشار أجهزته، وأثرها العميق في كل بيت وعلى كل صعيد .

وفي ختام هذا البحث يرى الكاتب عدداً من الخطوات الإيجابية الفعالة التي سيكون لها ـ بنظره ـ دور كبير في النهوض بالإعلام الحالي إلى إعلام مرجو يبرز في ثناياه الوجه المشرق، فيطرح ـ أي الكاتب ـ بعض الحلول التي يراها ستفعل ذلك، ومن تلك الحلول ما قد مرّ عليه الزمن وأصبح في وقتنا الحاضر غير ذي جدوى لانفتاح الإعلام واتساع فضاءاته، والانفجار المعلوماتي الرهيب، ومثال تلك التي مرّ زمانها مسألة المراقبة لمحتوى الإعلام الذي يُقدَّم، وعملية تحديد وقت محدد لإيقاف البث، ومنها ما لا يزال تأثيره حاضراً، وهو ما سوف نذكره، و نهمل ما عداه مما ذكرنا آنفاً :

1.  ضرورة التخطيط فلا يجوز بأي حال أن تترك هوية الإعلام العربي بلا تخطيط مما يترك ثغرات شتى تقتحم عبرها كرامة الأمة، وتهاجَم من قبل جحافل الباطل لتدمير الأمة ومسخ أجيالها .

2.  التنسيق بين المؤسسات الإعلامية والمؤسسات التعليمية والتربوية والأوقاف والشئون الإسلامية ليتم البناء في تناسق وانسجام وتآلف، بين المربي في المدرسة والواعظ في المسجد، والكاتب في الصحيفة حتى لا يدمر أحدها ما يبنيه الآخر ولا يهدمه .

3.  العمل على قيام وكالة أنباء عربية إسلامية فيها من الكفاءات الفنية والعلمية ما يمكّن العاملين فيها من جمع الأنباء وتوزيعها، بعيداً عن الضغوط السياسية، مع حشد كل الطاقات الشابة القادرة لها من كل مكان .

4.  إصدار مجلة علمية رصينة، تربط المبتكرات العلمية الحديثة والمخترعات التي يبدعها عقل الإنسان المعطاء بأسمى الإيمان ومفاهيم القرآن، وتبين دون تنطع أو تكلف العلاقة الوثيقة بين روح الإسلام الحق، وما يمكن أن تفيد منه البشرية مما يقدم في ميادين الابتكار، ومجالات العطاء الآلي العلمي الحديث .

5.  إنشاء معارض دائمة للكتاب في شتى عواصم البلاد الإسلامية، وإبراز الكتاب في صورة تليق بهدفه ورسالته، ومما يحقق الغاية المثلى لهذه المعارض، أن يلحق بها قاعات كبرى للمطالعة .

6.  إنشاء صحيفة عربية إسلامية يومية كبرى، وأخرى أسبوعية سياسية اجتماعية، تستمد كل مادتها من تراث الإسلام وسلوك المسلمين السوي، والعمل على إصدار مجلة فكرية شهرية على مستوى جيد .

وفي ختام بحثه يقول الكاتب : ” أحسب أن الذين يثيب المنفقين على بناء المساجد والمدارس والمستشفيات، سيثيب كذلك الذين ينفقون على تأسيس الصحف والمجلات الهادفة وغيرها من مؤسسات الإعلام، التي تتناول الصورة والخبر والتعليق، حتى تزول الغشاوة وينجلي الموقف، وتتضح الرؤية وفق ما يريد الله لعباده المؤمنين ويرضى ” .

الخاتمة :

وفي واقع الحال، ومهما ظهر في ثنايا الآراء والأفكار المتسلسلة التي أوردها الكاتب من شدّة وحدّة قد ينفر منها الكثير، وقد لا يوافقه عليها حتى، فإنها عند الإنعام في النظر إليها لا تخلو من المصداقية والواقعية وكثير من الحقائق المؤلمة التي اجتاحت أمتنا العربية على حين غرة، ومن الإنصاف أن نتمعنها ونمحصها ثم نأخذ بالمفيد النافع منها، ولعل كل ما ذكره الكاتب هو كذلك .

بقلم: أحمد عمر باحمادي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص