هل ضاع أمننا ...؟!

-   إذا أنت تملك سيارة صالون.. فالعين عليك من حمران العيون .

-   إذا كنت صاحب عقار ومال .. فأنت مهدد في كل الأحوال .

-   إذا كنت تعمل في الصرافة أو في الحسابات ..  فأنت تعيش كوابيس الاغتيالات..

-   إذا كنت معارض للفسدة والمتنفذين .. فحياتك مهددة كل لحظة وحين ...

للأسف مايجري في حضرموت هذه الأيام من اختلال أمني اغتيالات واختطاف ونهب وسرقة والكل يعلم ذلك ولم يكشف أو يقدم أحد من الجناة ، مما يوجِد في النفس حسرة وفي القلب عَبره .. ولم توضح للرأي العام أين وصلوا حتى يأمن الناس ويعيشوا حياتهم الطبيعية التي ارتضاها الله لهم .

يقول الله سبحانه وتعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً} في إشارة منه سبحانه إلى مكانة الأمن في المجتمعات ، حقيقة يعتبر الأمن من أهم مطالب الحياة ، بل لا تتحقق أهم مقوماتها إلاّ بتوفره ؛ وهو معنى شامل في حياة الإنسان فلا يتوفر الأمن للإنسان بمجرد ضمان أَمْنِه على حياته فحسب ، فهو كذلك يحتاج إلى الأمن على عقيدته التي يؤمن بها ، وعلى هُويته الفكرية والثقافية ، وعلى موارد حياته المادية.

فمن غير المعقول أن يأمن الناس على حياتهم دون أن يأمنوا على ممتلكاتهم ، ولهم الحق كذلك أن يأمنوا على أنفسهم اذا كانت أفكارهم مخالفة لما يراه البعض الآخر ، وهذا هو الأمن الشامل الذي أوجز الإحاطة به وعرفه رسولنا الحبيب : ((مَنْ أصبح منكم آمنًا في سِرْبه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حِيزت له الدنيا))

فالمواطن المسلم يحتاج في إقامة دينه وأداء شعائره ، للأمن على نفسه وعرضه وماله في مجتمع آمن ؛ وهو أول مطالب الإنسان في حياته.

وقد جعلت الشريعة السمحة الحفاظ على الضروريات الخمس من أهم مقاصدها.. فأنزلت الحفاظ على الدين والنفس ، والعقل والنسل ، والعرض والمال - منزلة الضرورة التي لا تستقيم الحياة إلاّ بها ، وجعلت حاجات الإنسان التي تُيسر حياته في مرتبة تالية (مرتبة الحاجات).. وأفسحت مجالاً تكتمل به حياة الإنسان فيما عدته من الكماليات والتحسينات.

يقول د. عبدالله التركي في كتابه «الأمن في حياة الناس»: إن تكامل عناصر الأمن في مجتمع معين ، هو البداية الحقيقية للمستقبل الأفضل ، وتوفر عناصر الأمن الديني والاجتماعي والاقتصادي ، والثقافي وبقاؤه في المجتمع - ضمان له لاستعادة أَمْنه الخارجي ؛ حتى لو فقده بصفة مؤقتة.

وآخر كلمتي لايخفى على الجميع أن هناك جهود مبذولة لكن توجد بالمقابل قوى سياسية مغرضة وواضحة ومكشوفة أعمالها ، وهم  أعداء للنجاح هدفها إبقاء البلد في حالة من الفوضى وإفشال الوفاق وتسعى بمثل هذه الأعمال والدفع بعصابات الإجرام  بطرق شتى ليعيش الوطن والمواطن في حالة من التذمر والخوف ..  لكن يجب على الجهات المعنية من مدير أمن المحافظة  ومساعديهم  أن يزيدوا من بذل الجهود لكشف وإيضاح هذه الأسباب وغيرها ومن يقف وراءها  حتى لايكونوا عرضة للانتقاد وتحمل المسؤلية .

 – ونسأل الله أن يعينهم كما ينبغي على كل فرد أن يتحمل مسؤليته في الإبلاغ وعدم السكوت على الباطل والانفلات والاختلالات حتى نعيش في أمن وأمان ورخاء وازدهار  .

بقلم : محمد باجابر

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص