ليس دعوة للمناطقية... لكن حضرموت بلا ناخب وطني

حضرموت اليوم / دوعن / يوسف عمر باسنبل:

ما أكثر الأندية في حضرموت حين نعدها .... لكنها عند إنجاب اللاعبين قليل

مع احترامي للشاعر على التلاعب بالألفاظ لكن هكذا هو واقعنا الكروي في حضرموت نصحو جميعا على خبر مشاركة منتخب يمثل الوطن تخلو قائمته من أي لاعب ينتمي إلى هذه المحافظة التي يبلغ عـِـداد الأندية فيها قرابة الأربعين بمسميات مختلفة تتبارى فيما بينها هذه الأيام ضمن كأس حضرموت الفارغ في مباريات توصف بالإستعدادية على الرغم من أن الأندية التي تنتظرها مشاركات قادمة عددها قليل والبقية ستغط في سبات عميق لنعود إلى تشكيلة منتخبنا بقيادة البلجيكي توم التي شاركت في بطولة غرب آسيا بالكويت في سابقة ستتكرر خلال السنوات القادمة عندما يغيب الاسم عن تمثيل منتخب يمثل وطن وحضرموت ليست كأي محافظة ولسنا ممن عرفوا الرياضة مؤخرا حتى تغيب أسماء لاعبينا عن تشكلية توم وجيري !!

تلك المقدمة الاستهلالية عن غياب لاعبي حضرموت عن قائمة منتخبنا الوطني لا أراها  دعوة للمناطقية الضيقة لكن هل يعقل أن تكون حضرموت بشواطئها ووديانها غير قادرة على إنجاب لاعب واحد جدير بارتداء فانلة المنتخب ؟؟ من باب الإنصاف أحيانا أرى أن البلجيكي توم ربما يكون محقا في رأيه لأن المواهب الحضرمية اضمحلت وصارت شبه مفقودة بعد أن خلع علي العمقي فانلة المنتخب ولم يجد من يخلفه في ارتدائها ولم تنجب لنا شواطئ المكلا مواهب كروية بالفطرة مثلما يـُخلق سحرة الكرة من شواطئ وأزقة ريودي جانيرو نجد العكس هنا في حضرموت فهناك تتفرخ المواهب ولاتجد لها مكان في صفوف الأندية والمنتخب ويغزون العالم كرويا وفي حضرموت تفرخت لدينا فرق حواري أجهضت المواهب وصارت أسماء بعض فرق الحواري أشهر من نار ٍ على علم والأندية المسئولة على تلك الفرق تستجدي لاعبين يدافعوا عن ألوان النادي بعد أن غاب الولاء للنادي لأن تضحيات المرحوم طاهر باسعد لم  يتم تدريسها للاعبي الجيل الحالي ولم يعرفوا أن سيف حميد خرج منه نجوم يشار إليها بالبنان مثلوا الوطن في محافل خارجية عندما كانت الأسماء الحضرمية لها وزن في منتخباتنا الوطنية لجميع الفئات إلى وقت قريب .

حتى وإن البلجيكي توم محقا لكن هل يجب علينا التفرج والاكتفاء بمشاهدة المنتخب وتشجيعه أم البحث عن الأسباب المؤدية لذلك الإخفاق الحضرمي الذريع وأن لانوجه اللوم على نعاش أو توم ونطالبهم ولو من باب المجاملة بأن يكون لحضرموت ناخب وطني ولو وحيد من باب إرضاء الشارع الحضرمي الرياضي الذي استهوته مباريات دوري الحواري ونسينا جميعا أن أوضاع رياضة حضرموت وتحديدا كرتها بحاجة إلى إعادة نظر لإن هذه الحالة ستتواصل مع منتخبات قادمة مع أن بعضنا يرى أن هناك أسماء لاعبين جديرة بأن تكون حاضرة مع المنتخب ونجد هؤلاء - بعضهم من زملاء الحرف - دائما كعادتهم يطبلون للاعبين ويشعروننا بأن هذا اللاعب الفلاني مظلوم رغم أننا نعرف البئر وغطاه ولانحتاج إلى أن نضحك على أنفسنا ونوهم الآخرين بأن الظلم دوما يطالنا نحن الحضارم بينما المفروض على المواهب الكروية أن تفرض ذاتها مثلما فعل السابقون وآخرهم جيل بن ربيعة وبن بريك والعمقي لنرفع جميعا بصوت ٍ واحد أننا مظلومون مع أن ماحصل لن يحرك شعرة واحدة في رأس مسئولي رياضة حضرموت ساحلا ووادديا وكأنهم رضيوا بهذا الأمر وكنت أتمنى لو أن السلطة المحلية إن كان يعنيها الموضوع من قريب أو بعيد بأن تتحرك ويتم فتح هذا الملف لأنه من الخزي أن لايكون لحضرموت الخير والثقافة والرياضة ناخب وطني وأن نظل فقط نتغنى بماضينا الرياضي التليد لنعيش هذا الواقع الأليم ..... ليس هناك دعوة للبكاء فما زال في الوقت بقية لأن يتم تصحيح الأوضاع لتزدهر رياضة حضرموت وكرتها وأن نجعل من إعادة تعشيب بارادم نقطة إنطلاقة لتحيا كرة حضرموت من جديد .

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص