الأديب والشاعر البسيط جداً جداً ، صاحب الابتسامة العذبة التي تشرق من بين شفتيه دونما تكلف ، صاحب الضمير الإنساني الحي والقلب المتعب جداً ، صاحب ديوان " باقة ورد " الذي طبع مؤخرا عن مكتبة تريم الحديثة للطباعة والنشر والتوزيع وله العديد من التجارب الشعرية الفنية وله دواوين أخرى معدة للطبع وفي مقدمتها ديوان (غنائيات) و سبق وأن غنى من كلماته بعض الفنانين المحليين المعروفين إضافتا إلى الكثير من القصائد الشعرية الشعبية الأخرى ، هاهو اليوم مجدداً يعاني من فترة من وعكته الصحية في غياب وتناسي من قبل الجهات المسؤولة وفي مقدمتها وزارة الثقافة متناسية تماماً ذلك الإنسان المبدع الذي خدم الثقافة والآثار والمتاحف ، بالتأكيد عرفتموه ، إنه ذلك الرائع صاحب القلب الكبير الشاعر الإنسان المواطن البسيط الودود / صالح سالم عمير أبو( سالم ) ، أن من يعرف هذا الشاعر صالح سالم عمير سيلمس ما يتمتع به من دماثة خلق , ورقة مشاعر , وصفاء قلب , إن تحدث تحدث في هدوء وسكينة , فلا يخلو حديثه من فائدة تنبئ عن ثقافة , وحسن اطلاع , ولكن في تواضع وإنكار للذات , ابتسامته الدائمة التي تضئ وجهه هي التي تنير كل السبل الموصلة إليه , أحب الناس فأحبوه وسعدوا بمعرفته..
فالشاعر الودود الوديع صالح عمير لم يعط حقه بعد , ولكنه لم يشتك على كثرة ما تعرض له من غبن , لأنه اثر أن يعاني في صبر , ويبدع في صمت , من أن يثرثر , ويقول ما لا يؤمن به .. دعوة منا لقيادة السلطة المحلية في محافظة حضرموت ممثله في الأستاذ القدير خالد سعيد الديني محافظ ومحافظة حضرموت ووكيل محافظة حضرموت لشئون الوادي والصحراء ووزارة الثقافة ومكتبها في الوادي إلى الوقوف مع شاعرنا ولو حتى بزيارة أو اتصال هاتفي للاطمئنان على صحته فهل من مجيب .
أن شاعرنا صالح سالم عمير ينتمي إلى جيل الشعراء الثمانيين من القرن الماضي , فبداية ظهوره شاعرا كانت أثناء دراسته في مدرسة سيئون الثانوية , وفيها برز ولفت أنظار معلميه وزملائه الذين توسموا فيه علامات النبوغ , ورأوا في شعره بوادر الإبداع والتميز , وخطي بإعجابهم , مما دعا إدارة المدرسة والمعلمين المشرفين على النشاط الأدبي والفني أن يهيئوا له كل الأسباب ويغمروه برعايتهم , ليصبح الشاعر الأول للمدرسة , وظل شعره وألحانه معينا تنهل منه الفرقة الموسيقية بالمدرسة التي كان يشرف عليها الأستاذ القدير : محمد علي باحميد , فكانت حصيلة إنتاجه الشعري مختلف الأنواع والأشكال من ـ أوبريت ـ وأناشيد وأغان و مونولوج و اسكتش ـ كبيرة , وقد أستحق هذا الإنتاج عناية واهتمام أستاذه : محمد علي باحميد , الذي بادر إلى تصنيفها وطبعها على ورق الشمع ـ الأستنسل ـ وأخرجها في كتيبين أحدهما ـ الحصاد الفني ـ والآخر ـ زهرات ـ فكان هذان الكتيبان توثيقا لإنتاج طالب , تجاوز أقرانه وامتلك أدواته الفنية مبكرا ومثلا تشجيعا ودافعا له , على مواصلة العطاء الشعري..
الشاعر والأديب الرائع علي أحمد بارجاء أشار في مقدمة ديوان باقة ورد للشاعر الأروع عمير مايلي :
ليست مبالغا ولا مجاملا للشاعر عمير , ولكن هذه هي شهادتي فيه , أقولها وقد عاصرته عاما دراسيا كاملا , هو العام الدراسي 78ـ 1979م حين كان في الصف الثالث ثانوي , وكنت في الصف الأول , أيام أن كانت المدرسة الثانوية بسيئون تزخر بكثير وتنوع وتألق النشاط اللاصفي الثقافي الأدبي الفني , ويقود هذا النشاط , ويندفع إليه اندفاعا تلقائيا , معلمون أكفاء يقدمون لطلابهم خبرتهم وجهدهم ووقتهم بإخلاص ووفاء , ويتهافت عليه الطلاب لإبراز مواهبهم وقدراتهم فتتخلق وتنمو في ظل الرعاية والتوجيه حتى تتفتق ورودها وأزاهيرها , وتؤتي ثمارها أدبا وفنا جميلا تقدمه هذه الأرواح الجميلة المجنحة الحالمة , هدية لأمتهم ووطنهم .. وينتهي عمير من أداء واجبه الوطني مجندا في صفوف القوات المسلحة عام 1982م , فيعمل في المركز اليمني للأبحاث الثقافية والآثار والمتاحف بسيئون ـ هو اليوم الهيئة العامة والمخطوطات والمتاحف ـ ويكون على مقربة من العمل الثقافي , وأمام أديب وباحث هو الراحل الأستاذ عبدالقادر محمد الصبان , فيتخذه أستاذا يستمع إليه , ويحاوره , ويستمد من أدبه , ومن علمه , وفي الديوان مقاطع من قصيدة ألقاها الشاعر في الحفل الذي أقيم لتأبين الصبان نحس فيها حزن الشاعر وأسفه لرحيل أستاذه , مما يدل على عمق الصلات , وقوة الوشائج التي ربطت بينهما ..
ويضيف أديبنا علي أحمد بارجاء في مقدمة الديوان باقة ورد بالقول : ويدخل عمير إلى الحياة العامة , فيلمع نجمعه شاعرا مجيدا , وما أن أسست الجمعية الأدبية للشباب عام 1982م , حتى ينتخب الشاعر عمير رئيسا لها , فيلتف حول هذه الجمعية الأدباء الشباب , وكانت الأنشطة التي تقيمها الجمعية ـ صباحيات , وأمسيات أدبية , جلسات والدان , نشرة زهرات من حديقة الأدب ـ هي النافذة التي أطل منها عمير وزملاؤه على مجتمعهم ..
الشاعر في سطور
الشاعر صالح سالم عمير من مواليد 1960م بحوطة الأمام أحمد بن زين مديرية شبام العالية محافظة حضرموت تلقى تعليمة الابتدائي والإعدادي بالحوطة مسقط رأسه والثانوية العامة بسيئون هذه المدينة التي حبها وتغنى لها ..
عمل بعد أنهى الخدمة العسكرية عام 1982م بالهيئة العامة للآثار والمخطوطات والمتاحف فرع سيئون .. ويشغل حتى الآن مسؤولا ثقافيا باتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع وادي حضرموت ..
بقلم / أحمد سعيد بزعل
baz395@gmail.com