حضرموت اليوم / سيئون /
خاص
وادي حضرموت سلة غذاء هامة لتفرده ببيئة زراعية شبه متكاملة العناصر , ولأهله خبرة واسعة في هذا المضمار الذي اعتمدت عليه مقومات و مسار حياتهم اليومية بشكل رئيس منذ أمد بعيد , الأمر الذي انعكس على جزء كبير من تراثهم و ثقافتهم في مختلف الفنون كما زخرت بذلك مؤلفاتهم التي تعد مرجع هام للأجيال ومستقبل الأرض والإنسان .
ولما لهذا الأمر من أهمية بالغة ترتبط بحياة الإنسان والأرض ارتباط وثيق , أقام مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيؤون , محاضرة هامة بعنوان ( آفاق الاستراتيجية المستقبلية للزراعة في وادي حضرموت ) القاها البروفيسور محمد بن عبدالرحمن الحبشي رئيس سابق لقسم الاقتصاد الزراعي بجامعة صنعاء ورئيس قسم الزراعة والغذاء بكلية العلوم التطبيقية بسيؤون .
ومن
الجدير ذكره أن البروفيسور محمد الحبشي قامة باسقة وموسوعة علمية معروفة في مجال
تخصصه وله العديد من الأبحاث العلمية ومشاركات في العديد من المؤتمرات الدولية في
هذا وفي الشأن البيئي .
وفي محاضرته المشار إليها لخص البروفيسور محمد الحبشي واقع الزراعة في وادي حضرموت وفق المراحل الزمنية الماضية وما تعاقب على ذلك من نمو أو معوقات وعدم الاستفادة الكاملة من هذه البيئة لعدم تهيئة عناصر الإنتاج والنمو من هذا ( الوادي المباركة ) كما وصفه .
وخلال المحاضرة شرح الحبشي التفاصيل البيئية والجيولوجية وبين أثآرها و بعد نظرة الأسلاف العميقة في هذا الجانب على وجه الخصوص نظراً لدقة صوابهم , على رغم من تبدل الأدوار السياسية وما صاحبها من تغيرات لم تستثني حتى ثقافات المجتمع و اهتماماته , وأكد بأن حضرموت بكل المقاييس غنية ليس بالنفط فحسب بل أن الزراعة وما يتفرع منها يمكن التعويل عليه كأهم رافد لعموم المنطقة في تحقيق الأمن الغذائي في حال توظيف ذلك وتأسيس بنية تحتية مناسبة بعيدة المدى , كما عبر البروفيسور الحبشي عن خيبة أمله لانصراف أبناء الوادي وخاصة أرباب هذه المهنة الرئيسة والملائمة الأول لطبيعة الوادي وأبنائه المتوارثون لها أب عن جد , وأكد على أن الاهتمام بالزراعة وتطويرها يفترض أن يكون حجر الزاوية في أي خطة وطنية أو سياسية أو اقتصادية , لما في ذلك من قوة متضافرة لا تتوفر في سواها , والانصراف عنها ضعف إلا ضعف .
وقد ناشد البروفيسور محمد الحبشي الجهات
المعنية بتأسيس كلية للزراعة في ( الوادي ) ذات مستوى علمي ومهني رفيع وفق ضوابط الجامعات العالمية المتخصصة , حيث
سيكون لها الأثر البالغ في تغيير الواقع العام وخلق طفرة علمية واقتصادية وحياة
ملائمة ومنسجمة مع فطرة وطبيعة الإنسان و( الوادي المبارك ) .
وجدد البروفيسور محمد الحبشي تأكيده على أن
ذلك سيجعل من وادي حضرموت رافد مهم وكبير لعموم حضرموت واليمن ودول الجوار في تحقق
الأمن الغذائي المنشود وخلق فرص واسعة ومتشعبة للطاقات البشرية والملكات الفكرية والاستثمارات الكبرى .
ولما للموضوع من أهمية بالغة فقد تفاعل الحضور الذي شمل علماء واكاديميين وخبراء ومزارعين وأعيان وأدباء ومهتمين , حيث انهالت على المحاضر العديد من المداخلات والأسئلة والاستفسارات التي صبت في مجملها في اثراء الموضوع , المحاضرة رائعة جدا و وثيقة علمية وتراثية أيضاً , اضفاء عليها البروفيسور الحبشي نكهته وسمته الشخصية المعروفة .