حضرموت اليوم / سيئون / خاص
في الغالب تلعب الصدف دورها الكبير في
استراتيجيات أجهزة الاستخبارات العالمية , فرواية ( مبوي دك ) هي دليل بارز على
هذا الاستنتاج ,حيث تعتبر محطة بارزة ونقلة نوعية في أنشطة هذه الأجهزة عبر
تاريخها الملي بالتحقيقات و التحليلات المستفيضة و الدقيقة , هذا ما أوضحه الكاتب
والروائي حسين بن حسن السقاف في محاضرة ألقاها في مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة
لتراث والمجتمع بمدينة سيؤون , بعنوان ( رواية موبي دك الأساس النظري لصناعة الإرهاب
)
والأستاذ حسين السقاف برز اسمه وحضوره في العديد من وسائل الإعلام العربية ككاتب و روائي متمكن في مضمار مكافحة الإرهاب فقد حاز على اهتمام كبار الكتاب والنقاد من خلال أعماله الأدبية المتميزة منها الرجل الحوت و صحيفة دنماركية و قصة إرهابي التي طبعت عدة مرات و نفذت في فترة قياسية , وفي محاضرته التي تعد وفق وصفه انها دراسة تحليلية لم يسبقه إليها باحث في هذا المضمون حيث انتهى إلى أن رواية موبي دك تعد الأساس النظري لصناعة الإرهاب في مجمل تفاصيلها وشخصياتها التي صنعتهم وجسدتهم مؤخراً في واقعنا اليوم بعض أجهزة الاستخبارات على الرغم من مضي نحو قرن ونصف على نشر تلك الرواية التي لم يلقى لها في بداي الأمر أي اهتمام , إلا أن المنطلق الديني وهو العنصر الأول الذي اعتمدت عليه الرواية هو ايضاً العنصر الأساسي الذي استلهمت منه الأجهزة الاستخباراتية ضالتها في شخصياتها وأبطالها الذين يعتبرون اللاعبين الأساسيين في صناعة الإرهاب والفتن بسمة دينية بالدرجة الأولى , كما خلص المحاضر إلى أنه قد تم إسقاط مرتكزات الرواية على الواقع في غير معركة و في غير موضع و دولة إلا أن كافة السناريوهات لا تختلف كثيراً عن مصدرها الأساسي .
وعلى الرغم من أن المحاضر تناول الموضوع من زاوية أدبية وفنية , إلا أن أهمية الموضوع وكون تلك الجهات المنظرة للإرهاب لم تحاول تعريف الإرهاب بوضوح , بل أنها تعسى لأن يكون كذلك شبح مرعب هلامي على الدوام في أنه يحمل سمة دينية إسلامية وعربية بلا مبررات حقيقية ولكنه الإرهاب و السياسية التي لا لون لها , مما أثار تفاعل وتعقيبات الحضور الذي غلب عليه الطيف الأكاديمي .