إن المتابع للأحداث الأخيرة في مصر حول التأسيسية والدستور والرئيس المنتخب ( مرسي ) ومواقف رموز نظام مبارك مع بعض الرموز المحسوبة على الثورة المصرية في تحالف مشبوه يسمى جبهة إنقاذ مصر ومع أن بعضهم فشل في الانتخابات الرئاسية المصرية .
وإذا ما تأملنا في أحداث اليمن منذ الثورة اليمنية وصولاً إلى انتخاب الرئيس عبد ربه هادي منصور وما رافقها من صخب سياسي وحراك جنوبي في الجنوب حول الحوار الوطني لحل جميع قضايا اليمن التي خلفها المخلوع للرئيس هادي ومواقف بقايا نظام المخلوع علي عبد الله صالح مع الحوثي وقيادات في الحراك الجنوبي المطالبين بالانفصال أو فك الارتباط ، في تحالف مشبوه وهو ليس معلن ، يجد أن كل الأساليب والطرق التي يتخذها تحالف جبهة الإنقاذ في مصر و الحــراك في الجنوب يجدها متشابها ومتطابقة ، لان الهدف واحد وهو القضاء على ثورة 25 يناير السلمية في مصر والقضاء على ثورة 11 فبراير ( ثورة التغيير السلمية ) في جنوب اليمن وأيضا جر البلاد الى العنف والحرب الأهلية و عدم الاستقرار وتدمير مقدرات الدولة ولكن الفائز في استخدامها أولاً هو الحراك الجنوبي الانفصالي .
الاعتداءات بالحجارة والمولوتوف :
الحراك الانفصالي سبق جبهة الإنقاذ المصرية في الاعتداءات على مسيرات واعتصامات شباب التغيير في المكلا وتريم في جمعة الثبات واحتفالات ثورتي 14 أكتوبر و30 نوفمبر وغيرها ، حيث جاءت اعتداءات بلاطجة جبهة الإنقاذ على مسيرة ووقفة الا العلماء وبيوت الله في الإسكندرية متأخرة الجمعة الماضية ، في نفس الجمعة يعتدي بلاطجة الحراك على مسيرة ووقفة حضرموت تستغيث في سيئون .
التطاول على العلماء والمساجد :
بلاطجة جبهة الإنقاذ حاصروا وتطاولوا على الشيخ المحلاوي بالشتم والسب وأرادوا الاعتداء عليه بمسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية ورموا المسجد بالحجارة والمولوتوف ، فقد سبق ذلك تطاول بلاطجة الحراك بالشتم والسب على العلماء داخل مسجد الشهداء عند إشهار مجلس علماء الجنوب وبحضور شيخهم بن شعيب .
التطاول على الرئيس المنتخب :
واذا ما عدنا الى سب وشتم الرئيس المنتخب فقد سبق إعلام الحراك الانفصالي إعلام جبهة الإنقاذ في مهاجمته للرئيس عبد ربه هادي المنتخب من قبل الشعب اليمني ووصفه بــ عبدربه مركوز و الفاشل وغيرها و تمزيق صوره وتشويهها على الفيس بك .
أما جبهة انقاذ مصر تعلمت منهم سب وشتم الرئيس الدكتور محمد مرسي المنتخب من قبل الشعب المصري والتشكيك في شرعيته الدستورية والمطالبة بإسقاطه .
رفض الحوار والاستفتاء :
صحيحٌ أن جبهة إنقاذ مصر رفضت الاستفتاء بل ودعت الى منع الاستفتاء والتصويت على الدستور بأي وسيلة ممكنه فقد صرح بذلك حمدين صباحي والبرادعي ، ولكن للأسف مازال الحراك الانفصالي متقدما في هذا السباق فقد أعلن القيادي في الحــراك فـــؤاد راشد بعد انتخاب الرئيس عبدربه هادي منصور قـــال ( في الطريق الى التحرير والاستقلال ستقف أمامنا محطتان هامتان .. العركة الأولى هي رفض الحوار الوطني وعدم المشاركة فيه ، المعركة الثانية وهي صياغة دستور جديد وإنزاله للاستفتاء في الجنوب وهذه هي أم المعارك التي سنخوضها.. الرفض والمنع للاستفتاء ) ، الذي سينتج عن الحوار الوطني المزمع انعقاده في منتصف فبراير القادم ، وكالعادة جبهة الإنقاذ بمصر تأتي متأخرة فقد رفضت الحوار الوطني الذي دعا اليه الرئيس الدكتور محمد مرسي لحل كل الإشكاليات حول الدستور و قضايا أخرى .
الانقسامات واختلاف التصريحات :
النتيجة والوحيدة التي أحرزت جبهة الإنقاذ المصرية التعادل فيها إلى الآن هي جولة الانقسامات واختلاف التصريحات ، فقد صرح البرادعي بعدم المشاركة في الاستفتاء على الدستور المصري وخالفه حمدين صباحي وعمر موسى وغيرهم فصرحوا بالمشاركة في التصويت ( بلا ) قبيل الاستفتاء ، وفي أخر المطاف شارك الجميع في التصويت على الدستور وجميعهم قَبِلَ بنتيجة الاستفتاء بعد أن كانوا يرفضونها ، وأعلنوا أنهم مستمرون في نضالهم لإسقاط الدستور من خلال البرلمان الذي سيدخلونه عبر الانتخابات القادمة بعد 3 أشهر من بعد اقرار الدستور، أما الانقسام والخلافات بين قيادات الحراك الجنوبي حادة وشديدة وصلت إلى درجة تخوين بعضهم البعض بالعمالة لإيران والسعودية وللرئيس عبدربه هادي ، واختلفت مواقفهم في المشاركة في الحوار ، فلازال علي سالم البيض على موقفه وهو رفض المشاركة في الحوار وأما العطاس وعلي ناصر و الحسني ومحمد علي أحمد فقد تطورت مواقفهم الى المشاركة في الحوار لانهم لا يريدون استعداء مجلس الامن الدولي .
الخـــــاتمــة :
في نهاية المقال أضع بعض التساؤلات والإجابة عنها وما تحمله الأيام القادمة هي التي ستحدد لنا من هو الفائز في الجولة الأخيرة من السباق التخريبي بين جبهة الإنقاذ المصرية والحراك الجنوبي الانفصالي .. هل سيشارك جميع قيادات الحراك الجنوبي في الحوار الوطني بما فيهم الرافضون للحوار؟؟ وهل سيقبلون بنتيجة الاستفتاء بعد حل جميع القضايا وعلى رأسهم القضية الجنوبية ؟ وهل سيعلنون مشاركتهم في العملية الانتخابية القادمة البرلمانية والرئاسية ؟؟ .
بقلم : أحمد شوقي