حضرموت اليوم / المكلا / احمد زين
بصورة ساخرة لم تخل من دعابة ناقد حصيف وأستاذ الأدب الجاهلي بجامعة صنعاء والمنتدب في جامعة حضرموت رئيس اتحاد الأدباء الباحث الذي لا يشق له غبار في النقد الأدبي والشعر الأستاذ الذي يملأ ساحته بحضور كبير وذاكرة وقادة الأستاذ الدكتور عبدا لله حسين البار قال في رده على مداخلات الحضور كثرة الدالات والبار واحد دلالة على حضور متميز لعدد كبير من حملة الدكتوراه احتضنتهم قاعة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع المكلا مساء الأربعاء 29/2/2012م لحضور محاضرة الدكتور البار عن شعر الاجترار في حضرموت .
طاف المحاضر الناقد بالحضور في بحور شعر الاجترار بحضرموت من خلال ثلاثة نماذج الأستاذ الكبير السيد محمد احمد الشاطري والشيخ عبدا لله احمد الناخبي وقريع البلغاء ومتنبئ عصره ابوبكر بن عبدا لرحمن بن شهاب اخرج الأولين من دائرة الشعر وأبقى الثالث بل واعتبره في مقام شوقي في مصر والجواهري في العراق وبن شهاب في حضرموت، قال الدكتور ان هذه قضية تستوجب درسا ولذلك سنسعى الى معالجتها من خلال النظر في صنيع بعض بعض أعلام الشعراء في حضرموت لنظر في جدلية التقليد والتجديد في أشعارهم ، سيقول قال ولماذا النظر الى هذه المسالة من خلال الأعلام لما لا ننفذ اليها في عمومها وكليتها وهذا صنيع درجت اليه دراسات نقدية كثيرة وأقول ان المنهج العلمي يقتضي ذلك وهذا من باب معرفة الكل من خلال الجزء .
مضى المحاضر ليقول لتكن البداية بالأستاذ الكبير السيد محمد بن احمد الشاطري فقد كان فقيها ومؤرخا واصدر ديوانين فهل يمك ان يعد شاعرا من الشعراء كلا ليس الشاطري بشاعر وعلاقته بالشعر كعلاقة جدتي بالابداع الالكتروني ، اليس هذا حكم جائرا نعم ليس حكما جائر لان صلة الرجل بالشعر بعيده وان احكم نظم العروض وصاغه في جمل ووصله بأغراض هي في الأصل مقولات كبرى ابتدعها المتأخرون ولم يأبه لها عباقرة الشعراء .
سيقول قائل الم يكن له انجاز في الشعر ؟ الم يخرج للناس كتابا منه تحلى بمقدمة دبجها شيخ الثائري في عصره الاستاذ محمد بن هاشم ؟ الم يقع الديوان موقع القبول عند بعض الدارسين ؟
اقول عن ذلك كله بلى ولكننا ندرك ان ثمة بونا شاسعا بين ( كلام موزون مقفى ) و ( كلام فيه تخييل ويفوح منه عبير الشعرية ) ان ما اشتمل عليه كتاب الشاطري الموسوم بـ ( ديوان الشاطري ) وديوانه الثاني الموسوم بـ ( القطوف الجنية ) من قصائد تتضمن كلاما موزونا مقفى لكنه مغسول من التخييل ، وبرئ من الشعرية افلا يعد مثل هذا الكلام نظما ؟ ولأزيد بيان اضرب لك مثلا لعل قلقا في نفسك يهدا أواره ويروى عطشه اذا اسمع قال :
جئنا إليك وأنت أكرم نادي لنقيم فيك مواسم الأعياد
جئنا اليك لكي يحيي بعضنا بعضا تحية الفة ووداد
ولكي نصوغ من اتهاني كل ما جلب السرور وبل قلب الصادي
وندير كاسات السرور فتنعش الأرواح حين تدب في الأجساد
جئنا إليك لأنك القصر الذي أمسى وأصبح مركزا للضاد
الا ترى ان هذا الكلام هنا وقف عند حد الصفر لا يكاد ينبعث عليه إصبعا ؟ أترى في كلام تلك صفته شعرية ؟ ومالشعرية ؟ أليست خرقا للمألوف وخروجا من المواضعة إلى الاتساع ؟ وأين هذا الكلام وأمثاله في ديوانه لايكاد يحيط به حصرا من الانزياح ومنظوره الأسلوبي عند علماء الشعر في الأولين والآخرين .
ويضيف المحاضر لقائل آخر يقول الا ترى ان شاهدا واحدا لا يكفي على براءة ديوان الشاطري من الشعر لعل هذه الأبيات كبوة جواد ، وأبادر بالرد أي جواد ؟ وأي فارس ؟ لقد نظر الأستاذ ابن هاشم نظرات شعر الشاطري وطاف ببعض معانيه فأثنى في المظان التي ينعدم في مثلها الثناء فحديثه عن الحكمة في شعر الشاطري يقول عنه ( ولم يكن ديوان الشاطري بالذي يغفل نصيبه من الحكمة فقد يمر هاجسه عند تطوافه من اونه إلى أخرى بحظيرة الحكمة فيعلق به منها ما يعلق صفوا عفوا ) وضرب على ذلك مثلا قول الشاطري :
فذو العلم ان لم يستفد من علومه فلا فرق بين العالمين ومن عموا
وذو المال ان لم يعطه مستحقه فلا تمتروا في انه سوف يندم
ولا خير في مال وان كان واسعا اذا لم يكن يجدي العباد ويخدم
وكل امرئ ما منه خير فانه كما قال بعض الناس ثور معمم
الحكمة في الشعر فكر يترقرق على سطح القصيدة والأصل ان الشاعر ينشغل بما يرتعش في الوجدان من رقيق المشاعر والأحاسيس عن الحكمة وأشباهها لكن الشعراء كامرئ القيس وعمر بن أبي ربيعة وأبي نواس وغيرهم من الشعراء أرسلوا الحكم في أشعارهم فترقرقت لينة وانسابت هينة فجاءت صورة من صور البلاغة في الشعر يقوا امرؤ القيس :
أرانا موضعين لأمر غيب ونسحر بالطعام وبالشراب
عصافير وذبان ودود وأجرا من مجلحة الذئاب
وما أكثر من مضوا كحالة امرئ القيس حين يقول
وقد طوفت في الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب
وابو نواس هو القائل :
إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو في ثياب صديق
ثم تحدث الشاعر عن الشيخ عبدالله بن احمد الناخبي صاحب ديوان شاعر الدولة قائلا : سانظر في الديوان من حيث هو كتاب وليعجب من اراد العجب اذ كيف يكون النظر في الديوان من حيث هو كتاب لكن الوقوف على مقولات الحداثيين الذين يفتقون الاسئلة فيصنعون منها نظريات ومقولات نقدية يدلنا على انهم سعوا الى الاستفهام عما يجعل من النص – وهو ملفوظ ، شفاهي أو كتابي سيّان – كتاباً .
فتحدث عن المتعاليات النصية ، وجعلها خمساً ، وكان ثانيها او ثالثها ما أسماه (النصّ الموازي ) وضمنه جملة من العناصر المكونة لبنيتة ، منها الغلاف الامامي وما احتوى عليه من عنوان للكتاب وموضع اسم المؤلف والصورة المختارة للغلاف والغلاف الخلفي وما احتواه من اشباه ذلك ثم انتقل الى الصفحات التالية للغلاف وتحدث عن الاهداء ومقدمات الكتاب ان كانت من صنع المؤلف نفسه او من تأليف آخر ووصف ما اشتملت علية من رؤى نقدية تصلح ان تكون مداخل لقراءة النص المشتمل علية الكتاب ثم اوجب الوقوف على عنوانات الفصول ان كان الكتاب نثرا او عنوانات القصائد ان كان الكتاب شعرا .. الى آخر ما اشبه .
واذا كان قد اخذ في تفصيل عنصر دون عنصر فلا يعني هذا ان نصنع صنيعه وقد اكتملت اجزاء الصورة امامنا على ان السؤال الذي يشغلني الآن هو ما الذي يمكن ان يقال عن ديوان الناخبي من حيث هو كتاب وهنا سنحاول ان نربط بين مكونات النص الموازي فيه وهويته الابداعية اول ما يلفت المتلقي هو صورة فوتوغرافية للقصر السلطاني ذي الصلة الوثقى بالمعمار الهندي وقد تم التركيز في تصويره على الجزء الشرقي الذي كان يمثل سدة العرش الا يتماها هذا مع الوصف الذي حرص على إثباته لنفسه على الرغم من تقادم العهد به وهو ( شاعر الدولة ) و ( شاعر السلطنة القعيطية في جنوب اليمن ) ؟
الا يدل هذا على ذوبان ذات المبدع وتعالي ذات ( الدولة والسلطنة ) بكل ما تمنحه هذه المفردة من دلالات سياسية واجتماعية وفكرية ؟ فهل في هذا مايؤذن للشاعر بأن يتغنى بعواطفه ومشاعره ورؤاه الذاتية ؟ هل فيه مايهيئه بالتغني للوطن وهو اكبر ن الدوله ، والسلطنة حال متحوله فيه ؟ هل يجوز له الخروج عن الأعراف والتقاليد الاجتماعية والثقافية وحتى اللغوية ما دام شاعر الدولة وشاعر السلطنة وانا له الابحار في عوام التخييل مادامت البيوت تحيط به من كل الجهات الا ينبئك هذا – او بعضه – عن الهوية الابداعية التي ستواجهها في الديوان ، على اننا قبل ذلك سنقف عند صفة (الشيخ) التي تسبق مؤلف وفي العرف اللغوي تستخدم تلك الصفه لوصف الرجل الرجل عند بلوغة من الكبر عتيا لانها مرحله في العمر او يوصف بها عند اتساع علمة بانها درجه في العلم او بوصفه مفزع القوم عند تحملة اعباء قبيلته لانها منصب في الهرم الاجتماعي للتكوين القبلي .
وان الصفتين الاوليين لصيقتان به ، واما الثالثه فلا . وفي كلتا الصفتين الاولى والثانية ما يتماهى مع الهوية الابداعية للديوان فمن جهة العمر فان الله سبحانة قد مد في عمر الشيخ حتى تخطه مرحلة الشيخوخة بكثير ، ونشر الديوان في طبعتة الاولى عام 2001م وهو في هذه المرحلة من العمر وان لها سمتها الاجتماعي الذي يتناقض مع سمت الشبيبة فإذا كان من خصائص الشبيبه الاندفاع والتحرض من القيود والانقلاب على الاعراف الموروثة في معركة تغلب الوجود على الماهية فان من خصائص الشيخوخة الالتزام بالاعراف واحترام القيود والسدود والحدود حتى لايبلغ بها الحال الى ان تخترع لها قيودا وسدودا وحدودا ان لم تجدها امامها كابحة اهوائها وملجمة شهواتها ونزق رغباتها ولهذا اثره في توجيه قصائد الديوان نحو هوية ابداعية بعينها وحسبك هذه الاشارة فاللبيب يفهم بها .
لقد تقاصر الناخبي وامثاله من شعراء الاجترار – بلغة مارون عبود – عن احتذا صنيع كبيرهم الذي سبقهم على درب الالبداع الشعري فجلي من حيث قصروا ولم يبلغوا حد التصلية وما كبيرهم هنا الا ابن شهاب ودع عنك شوقي فقد كان فارس المضمار الذي لايضاهي في ابداعه وفق شرط مدرسته ومعيار زمانه ومكون لغته ، ومهما اتصل الحديث عن الشعر والشعراء في حضرموت بهذا الشاعر او ذاك فان مما لا مراء فيه ان الحامد هو الشاعر بلاشبيه او مضارع .
يتواصل الامتاع في البوح والتطوف مع الناقد الدكتور البار ليقول : ان التعامل الحق مع الدوال في ي نص شعري لا يكون بنعتها بمثل تلك الصفة وما اشبهها ولكن بالنظر فيها من خلال ( المعجم ) والمقصود به هنا تكرار أللفظه بعينها في نصوص شعر الشاعر تكرار ملحوظ يحصره العد ومن خلال ( الحقول الدلالية ) والمقصود بها هنا ان مفردة تجمعت في ثناياها جملة من المفردات المشتركة في المعنى ومن خلال دنو اللغة من العامية او نأيها عنها ومن خلال صلتها بالمهجور من الدوال والمتداول منها ومن خلال بيئة بعينها او الاتصال بسواها الى اخر ما هنالك من ذلك وبمثل هذا التناول يتم تحديد الهوية الإبداعية لدوال الشعر عند فلان وفلان من الشعراء لابمثل هذه الإحكام العامة ، لقد اخرج ابن شهاب الشعر من الزوايا التي تهلهل نسيجه في عتمتها الداكنة وجوها الرطب الى فضاء الحياة المتجدد هواؤه وأضواؤه فالتحم بها في حدود ما عرف وخبر من تجارب وفي مفتتح قصائد يقف ابن شهاب على الربوع كما وقف قبله شعراء العربية في الاولين واود المحاضر نصا مطولا نقتبس منه :
حيّ الربوع وقف بها مستخبرا وزر التي فتنت محاسنها الورى
والثم ثراء تلك الخدود فأنت في حي تحية غيده لثم الثرى
فلك الهناء ما عشت ان شاهدت من سلمى محياها البديع المسفرا
خود محجبة كريمة منب لم تدع كسرى جدها اوقيصرا
مهما تخيله الفؤاد تسليلا شب الخيال به الجواء فتسعرى
لم انسى ان اذيممتها ومصاحبي فرسي فاظفر او اموت فاعذرا
وفي الفارق بين وقوف بن شهاب على الربوع ووقوف من سبقوه من الشعراء فقد وقف على ربوع عامره ووقفو على اطلال داثره مما ينبا انه اهتم ( بالتكنيك ) وطرائق الاداء ولم يهتم بمحتواها وفي مثل هذا الصنيع يجئك الشاعر بما يعيد الى ذاكرتك صورا عرفتا القصيدة العربية ولكن فيها نزياح عنها ففي قوله من القصيدة عينها يصف رحلتة الى ديار ممدوحة :
وركبت سابحة كأن دخانها سحب ولمع شرارها برق سرا
تفري أديم البحر سافرة به وتدوس هامته اذا ما زمجرا
تجري بأمر الله والريح التي سر الاله بناره فيها سرا
تهوي هوي الاجدل المنقض لا ترعى الجنوب ولا الدبور الازورا
حتى اتت حرم الامان فكل من حملت أهل ملبيا ومكبرا
ونزلت سوح من النزيل بسوحه في ذمت من جودة لم تغفرا
ثم يشرع في مدحه كما جرى العرف الشعري عند أمثالة من الشعراء من الأوليين والآخرين هنا تتماثل (السفينة ) (بالناقة ) ويجري الشاعر على مركوبة ما اجراه الشاعر القديم على الناقة وهي مركوبة ولكم ان تقولوا في ان بن شهاب هنا مايمكن قولة في الاحيائيين من نظراءه من ان للمقروء من اشعار الشعراء العرب الاول هيمنة على اشعارهن عطلت قدراتهم على خلق عوالم من التخييل مبتكرة فان ذلك لكم اترونه لهذا غدت الطائرة عند الجواهري ( مهرا بلا رسن ) حين قال :
من موطن الثلج زحافا الى عدن خبت بي الريح في مهر بلا رسن
وقد كانت عند شوقي كائن نصفه طير ونصفه بشر حين قال
مركب لوسلف الدهر به كان احدى معجزات القدمى
نصفه طير ونصف بشرا يالها احدى اعاجيب القضاء
وبراعة الاستهلال اذا خصيصة عند ابن شهاب لاتجدها في قصائد من سبقوه من شعراء عصره ، واللافت أسلوبيا في لغة ابن شهاب نزعها نحو التشكيل الاستعاري وكأن المفردان خيوط ملونة يشكل منها النساج ما يشاء من اقفشه فيضم واحدا إلى آخر في تلون نوعي ظاهر انسجامه وكذلك تتقارب الدوال في هذا التشكل اللغوي فينسج منا الشاعر على تباعد في حقولها الدلالية وحدتا دلالية ظاهر .
عندليب الحقول بالبشر نمنم وهزار السرور بالسر ترجم
وجرى سجسج النسيم عليلا شافيا لفؤاد من زعزع الهم
والأغاني على بساط التهاني والمثاني رخيمها يترنم
وعلى ذكر من نحب شربنا ما براح الأفراح يا صاح مأثم
هنا تتداخل الحقول الدلالية التي انبثقت منها الدوال فمن طبيعة حيه ( عندليب / هزار ) وجامدة ( سجسج النسيم / زعزع ) ومن حالات نفسية معنوية ( الحقول / السرور / الهم / الذكر / الأفراح .. ) الى دوال من عالم الأصوات والغناء ( الأغاني / المثاني / الرخيم يترنم )
وخصيصة أخرى تكثر في شعره وهي تتنوع طرائق استخدامه إياها وهي بنية التجريد ، وفي شعر ابن شهاب ما يمكن تسميته بالتناص الإيقاعي – بلغة الدكتور علوي الهاشمي – تمثله قصائده التي وصفها بـ(الأُرتقيات ) وهي معارضات لقصائد ( درر النحور في مدح الملك المنصور ) لصفي الدين الحلي .
وينهي الدكتور البار محاضرته القيمة عن شعر الاجترار بحضرموت ليقول : واخلص من هذا إلى خاتمه في ابن شهاب وشعره ومجمل القول فيه ان للرجل موهبة عظيمة وطاقة شعرية لا تضاهى لكنه لم يجد الإطار النفسي والفطري الذي يشغل ما مار في وجدانه من تيقظ شعري فشغله بسفساف من التجارب لم يخلق لها ولم تلق بموهبته الشعرية ولذلك تذهل حين تراه يصعد بك الى ذرا عالية في عوالم التخييل حين تقرءا له قصائد من امثال ( حيُّ الربوع – هو الحي – بشراك هذا منار الحي ) ثم يفجؤك حين ينحدر الى نظم أبيات جميع حروفها مهمل او جميع حروف أشطارها الأولى مجمع وجميع حروف أشطارها الثانية منقوط ، ومن هذا يتضح لنا ان ابن شهاب بلغ بشعر الاجترار اقصى مداه فلم يستطع كل الشعراء الذين ساروا على دربه ومجاراته والنظم على منواله فكبا منهم من كبا وتراجع منهم من تراجع وتوجب الحال حين اذ البحث عن طرائق اداء غير التي عرفها هؤلاء من الشعراء وهو ما تجلئ ظاهرا من بعد في شعر الحامدي واضاربه من الشعراء .