يفخر شباب التغيير في المحافظات الجنوبية بحبهم لوطنهم اليمن وسعيهم للحفاظ على وحدته أرضاً وإنساناً وبذلهم كل ما بوسعمهم للحفاظ على وحدة الوطن اليمني الذي يسعى أصحاب الاهواء لتمزيقه مستغلين في ذلك سوءة النظام السابق الذي اداره علي صالح بطائفية ومناطقية مقيته القت بظلالها اليوم على اليمن ككل.
لكننا ومع تمسكنا بوحدانية اليمن إلا اننا عانينا كجنوبيين مما عانى منه باقي إخواننا , فالقادة العسكريون سرحوا والمزارع الحكومية خصخصت والمصانع نهبت وسرح موظفوها , ولم يقف الامر عند هذا الحد فقط بل زاد السوء بان أدارة المشاريع الحساسة شله من المنتفعين من المحافظات الشمالية والذين اظهروا شراهة كبيرة في النهب والسلب جهاراً نهاراً... ومع إقتناعي التام بأن الظلم ليس له هوية شمالية أو جنوبية إلا أن ابناء الجنوب اليمني أصبحوا يحنون لماضيهم السيء الذي كانت تتورم فيه أقدامه في الوقوف أمام التعاونيات للحصول على نصف كيلو من السكر مع 4 بطاريات فاسدة يجب عليك شراؤها مع السكر رغماً عنك.. وقد رغبوا في العودة للماضي لما يرونه من نهب وسلب يقف على رأسه أبناء الشمال.. زد على ذلك الشركات النفطية والتي تقدم الخدمات المساندة للشركات العاملة والتي يتربع على رأسها متنفذون من الشمال!
فيا أبناء الشمال اليمني لقد جرحت الوحدة جرحاً غائراً وإن لم يكن للكثيرين منكم ناقة ولا جمل فيما حصل لها إلا أن واجبكم الوطني اليوم يحتم عليكم العمل بجد والصبر على ما يصرخ به ابناء الجنوب والذين يجب أن تعذرونهم على قدر صبرهم , وفوق هذا وذاك فالمظلوم قد عذره الله عندما يتلفظ بالسوء من القول قال تعالى {لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا.
ولو أنهم كفوا ايديهم عن الاعتداء على الغير لكان خيراً لهم فالله يتغاضى عن القول لا الفعل.
ومن المضحك المبكي أن من كانوا في المعارضة بالامس من أبناء الجنوب وخاصةً في الاصلاح تم تهميشهم وإقصاؤهم وذلك بسبب إجتماع الشرين فيهم .. جنوبي وإصلاحي ! فيما كان الكثيرون ممن بحت أصواتهم اليوم مع الحراك وينادون بفك الارتباط كانت تصلهم الهبات والعطايا والوظائف لدرجة أنك تجد أن ما يقارب النصف من المنضوين تحت راية الحراك إن لم يكن أكثر موظفون لدى دولة الاحتلال _حد زعمهم_ وقد كان الاحرى بهم أن يناضلون للتحرر في وقت مبكر وعقب حرب 94م مباشرةً لا أن يقدموا فروض الولاء والطاعة لمحتل!! غير أن ماحصل هو العكس .. إرتماء في أحضان المؤتمر الشعبي العام برئاسة علي صالح والذي لم يقال عنه حتى قيام الثورة الشبابية أنه زعيم دولة الاحتلال!!
ومهما كان الحال فالخطأ قد حصل ومانصبوا له اليوم هو ان نصحح مسار الوحدة المباركة والتي نعتبرها الخطوة الاولى في طريق الوحدة الاسلامية ... فإن لم نستطع التعايش فيما بيننا ونحن يمنيون فكيف سنتعايش مع غيرنا من المسلمين الهنود أو باقي العرب.
فليعلم القاصي والداني أن شباب الثورة الشبابية في الجنوب عندما يقفون في صف المدافعين عن الوحدة لايعني أنهم راضون عن المظالم والنهب والاقصاء ولكننا رأينا في الثورة الشبابية الخلاص من نظام أوصل اليمن الى الهاوية ونحن اليوم بصدد رفع البلاد ووضعها في المسار السليم الذي يضمن العدل والمساواة والتنمية .. وحتى يعود اليمن سعيداً كما كان وكما بشر به النبي صلى الله عليه وسلم .
بقلم : ابو همام جمعان بن سعد