فها نحن نقف بين عامين بعد أن عشنا بأمان الله وحفظه ورعايته عامنا الماضي أيامه ولياليه وجميع أوقاته … أكلنا وشربنا .. نمنا وصحونا … سرنا وقعدنا … تكلمنا وصمتنا … عملنا ولعبنا
ولكن : أيّ ذلك من أجل الله ؟! وكم كان منه في سبيل الله ومن أجل دين الله ؟؟!! يا له من سؤال محرج في هذا الوقت الضائع لأننا نعلم أن حياتنا كلها يجب أن تكون لله فهو سبحانه القائل : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) .
ولكن ما دام الواحد منا يعيش وعلى قيد الحياة بفضل من الله يستطيع أن يعوض ما فات ويزيد عليه إن هو أراد ذلك .. بل ويستطيع أن يكون من أهل الجنة ..!! فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي قال فيه : (كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى !! قالوا ومن يأبى يا رسول الله ؟؟!! قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) .
لذلك علينا أن نعقد النية الصادقة من هذه اللحظة أن نطيع الله ونتبع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونندم على ما فاتنا في عامنا الماضي والأعوام التي قبله وأن نكون كما أراد الله منا عبادا صالحين مصلحين متحابين فيه لا نقيل ولا نستقيل …
أيها الأحبة هذه ليست مجرد كلمات عابرة أو خواطر نتسلى بها .. بل هي والله مصيرنا وعليها يتوقف مستقبلنا وأملنا بأن يغير الله حالنا إلى الأحسن والأكمل والأجمل وهذا ما نرجوه من ربنا اللطيف بنا .. ولكنه القائل سبحانه : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) فمن هنا أوجه ندائي إلى المهتمين بحال الأمة والباحثين عن السعادة لها وأقول لهم : لا تبتعدوا كثيرا ولا تتعبوا تفكيركم وترهقوا عقولكم وتستنزفوا أموالكم في التخطيط والبرمجة والاستراتيجيات الملتوية، ولكن بكل بساطة عودوا إلى القرآن والسنة وعضوا عليها بالنواجذ وانشروها للأجيال وعلموها للناس ففيها الخلاص ومنها يكون التغيير المنشود .. فهذا هو حبيبنا ومعلمنا وأستانا وقائدنا صلى الله عليه وسلم يخبرنا بذلك فيقول: (تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ).
يا أيها المسلمون يكفينا ضياعا ويكفينا تفرقا ويكفينا ضعفا فلنتقي الله عز وجل ولنعد إلى منهلنا العذب ومصدرنا الصافي ولنوحد الكلمة ونرص الصف حول هذا المنهج العظيم وحينها لن تستطيع أقوى قوة على وجه الأرض أن تهزمنا أو تفرق كلمتنا مادمنا مع الله.
ألم يقل الله لكل من هو ولي لله كما في الحديث القدسي : (فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ولأن سألني لأعطينه ولأن استعاذ بي لأعيذنه .)
باختصار شديد هذا هو ما نحتاج إليه في واقعنا ومستقبلنا فاللهم كن لنا ومعنا وتولنا برعايتك وحفظك وتوفيقك وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ..
بقلم الشيخ : صلاح مسلم باتيس