ماليزيا بدأت من هنا ونحن يجب أن نبدأ من هنا

الفرق بين البلدان المتقدمة وغيرهالا يعود إلى قدمها في التاريخ ، كذلك لا يمكن أن نرد فقر الدول وغناهاإلى مواردها الطبيعية ، لأن كثير من البلدان على الرغم من صغر مساحتهاوقلة مواردها استطاعت أن تحقق النهضة ؛ عندما جعلت العمل هو المقياس لكفاءة الإنسان ، وأنالإنسان هو أهم من أي ثروات أخرى فاستثمرت طاقاته وإمكانياته بتوفيرالجو والمناخ المناسب حتى يبدع.

سنبدأ بالتجربةالماليزية ، لنعرف كيف استطاعت التغلب على الصعاب لتصل إلىالنجاح.
في السبعينيات كانت ماليزيا إحدى
بلدان العالم الثالث، حيث كانت تعتمد على مساعدات مالية من السعوديةوغيرها من الدول ، والآن نجدها وقد صنفت ضمن النمور الأسيوية والدولالصناعية المتطورة.

واجهت ماليزيا العديد من الصعوبات ،كارتفاع نسبة الفقر إلى 52% من إجمالي سكان البلاد ، واقتصار إنتاجهاعلى الزراعة والمواد الأولية ، و شعبها يمثل عرقيات مختلفة مثلالمالايو ، والصينيين ، والهنود ، كذلك ديانات متباينة مثل البوذ يةوالهندوسية ، إلى جانب الإسلام والذي يعد الدينالأساسي.

 "مهاتير محمد"- رئيسوزراء ماليزيا ـ في الفترة من 1981م إلى 2003م ، أنه أطول رئيس وزراءفي تاريخ ماليزيا من حيث المدة ، وأصبح اليوم واحدًا من عظماء القياداتالسياسية والاقتصادية في العالم ، بعد أن كان بائعًا للفطائر في صغره ،حيث إن نهضة ماليزيا لم تنشأ إلاّ على يده0

رسم "مهاتير" الخطط الإستراتيجية تحتعنوان ماليزيا "2020م"، حيث أمل أن تكون ماليزيا بحلول عام 2020م بلدًا على درجةعالية من التقدم الصناعي ، وعلى الرغم من كل هذه النجاحات ، فقد ترك "مهاتيرمنصبه في عام 2003 م ، وقال "يجب أن يتولى قيادة ماليزيا جيل جديد بفكرجديد".

استطاع "مهاتير" أن يصعد بماليزيالتحتل المراكز المتقدمة بين الدول الصناعية ، و انخفض فيهاالفقر من 52% إلى 5% فقط ، بعدما كانت تحتل المركز الثالث في العالم منحيث معدل الفقر ، وأصبحت صادراتها من السلع المصنعة 85% من إجماليصادراتها ، و استطاع "مهاتير" رفع صادرات بلاده من 5 مليارات دولار إلى أكثر من 520 ملياردولار سنويًا ، وأصبحت تنتج 80% منالسيارات المستخدمة في البلاد ، وبعد 22 عامًا تحولت ماليزيا إلىدولة صناعية متقدمة ، اعتمدت ماليزيا على الذات البشرية بدرجةكبيرة .

وزاد دخل المواطن لأكثر من سبعة أمثال ما كان عليه منذثلاثين عامًا ، وأصبح عدد الجامعات 80 جامعة بعد أن كانت 5 جامعات فقط ،وانخفضت نسبة البطالة إلى 3%. بعد إن كان 32 % .

 من هناء بدأت ماليزيا النهضة  .. ساعد المناخ السياسي لدولة ماليزياعلى الإسراع بالتنمية الاقتصادية ، حيث إنها لم تتعرض لحكم عسكري ،كما تميزت بممارسة الديمقراطية في جميع الأحوال ، حيث يتم اتخاذالقرارات من خلال المفاوضات المستمرة بين الأحزاب القائمة على أسسعرقية. 

تعاملت ماليزيا مع الاستثمار الأجنبيبحذر شديد حتى منتصف الثمانينيات ، حيث سمحت له بالدخول ، ولكن بشروطفرضتها لتجعل ذلك في الصالح الوطني ، وكان من هذه الشروط عد ممنافسة السلعة الأجنبية للصناعات الوطنية الموجودة.

هذه مقارنه بين الوضع  الاقتصادي في اليمن حاليا مع وضع ماليزيا قبل النهضة عام 1982م

والنجاحات المحققة حتى عام 2003م :

م

التفاصيل

ماليزيا

اليمن في عام2011م

قبل النهضة1982م

بعد النهضة2003م

1

نسبة الفقر

52%

5%

54-75%

2

العرقيات

4

4

واحده

3

الديانات

3

3

واحد

4

الصادرات

-

85%

صناعيه

النفط –الأسماك-المنتجات الزراعية

5

قيمة الصادرات السنوية

5 ملياردولار

520 ملياردولار

3 تريليون و548 مليارو820مليون ريال

6

عدد الجامعات

5

80

18عام 2005م

7

نسبة البطالة

32%

3%

53%

يتضح إن الأوضاع التي كانت في ماليزيا بداية النهضة عام 1982م أسوى من أوضاعنا حاليا في اليمن وتوفرت الإرادة لدى قيادة ماليزيا فنهضت  .. ونحن نحمد الله إننا محاطون بدعم مالي وسياسي إقليمي ودولي  يساعدنا للخروج من الأزمة المالية والسياسية ووضع أقدامنا على طريق النهضة ، والشرط المهم والاهم والمؤثر في وضعنا اليمني  والمفقود حتى الآن  .. الإرادة السياسية والتخلي عن عوامل إعاقة النهوض بكل الوسائل المتاحة وهي كثيرة لجماعة الحكم السابقة .

بقلم المهندس : عبدالحافظ خباه

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص