حضرموت اليوم / متابعات
أعلنت الأمم المتحدة يوم أمس أن عدد الشهداء الذين سقطوا جراء الصدامات الدائرة حاليا في سورية فاق الستين ألفا، وهذا رقم مرعب بكل المقاييس، ومن المقرر ان يتضاعف عدة مرات اذا لم يتم وقف فوري لإطلاق النار.
في الماضي كانت تقارير الأمم المتحدة تقدر أعداد القتلى بحدود أربعين الفا، لكن دراسة جديدة أجريت من قبل باحثين محايدين أكدت ان هذا الرقم اقل من الأرقام الحقيقية بكثير، وان الرقم الحقيقي هو ستون الفا وفق ما أعلنته السيدة نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.
من المؤلم ان أرقام الشهداء في هذا الصراع الدموي لم تعد تثير اهتمام الرأي العام العالمي او تشكل ضغطا على الأطراف المتورطة فيه من اجل البحث عن حل سياسي يضع حدا لآلة القتل والدمار.
لا نتردد لحظة في تحميل النظام الحاكم في دمشق المسؤولية الأكبر عن هذا الوضع الدموي الخطير، ولكن المهم الآن هو وقف أعمال سفك الدماء بعد ان وصلت معدلاتها اليومية الى حوالي مئتي شهيد على الأقل.
الأزمة السورية أوشكت على دخول عامها الثاني، وكل الأنباء التي ترددت طوال الأشهر العشرين الماضية حول قرب سقوط النظام ثبت عدم دقتها، وكان الهدف من ترديدها هو بيع الوهم للشعب السوري الذي يدفع الثمن الأكبر من دماء أبنائه وتشريد أكثر من أربعة ملايين إنسان باتوا بلا مأوى، واذا حصل البعض منهم على هذا المأوى في مخيمات اللجوء في دول الجوار مثل الاردن وتركيا، فانه خيمة بائسة وسط صحراء قاحلة لا تصلح للعيش البشري.