الاغتيال السياسي و الأهداف الثورية !!

في مطلع التسعينات من القرن العشرين , كان "الاغتيال السياسي" أداة لإبعاد الخصم السياسي عن الطريق , لتخلو له الطريق ويطبق مشروعه السياسي في الحكم , وكان وسيلة لتصفية الحسابات مع فرقاء العمل السياسي – الغاية تبرر الوسيلة- وذلك كنتيجة حتمية لعدم وجود الممارسة الديمقراطية ولانسداد أبواب الحوار السياسي , ولانغلاق قنوات الاتفاق والوفاق السياسي بين القوى السياسية في الساحة اليمنية , ولتعنت وتصلب بعض القوى السياسية عند مواقفها , وسعيها لفرض قناعاتها السياسية على الآخرين بالقوة – الدكتاتورية- وكان الضحية في ذلك تغييب ثلة من خيرة أبناء اليمن من القادة السياسيين الجنوبيين والشماليين معاً, وهم معروفون لدى الجميع بالاسم والصفة , وكانت عمليات اغتيالهم تتخذ أساليباً وأشكالاً متنوعة ومتطورة في عملية الاغتيال , إلا أنها مكشوفة ومعروفة الجهة المنفذة لها , فكل المؤشرات والدلائل , تؤكد إن التخطيط والتنفيذ كان بأيدي وبصمات يمنية محترفة في القتل والإجرام , إلا إن الخوف من عواقب التصريح العلني بذلك , جعل كل تلك الاغتيالات السياسية تقيد ضد مجهول وتحفظ في سجل التاريخ السياسي اليمني !!  واليوم تتكرر تلك المشاهد الإجرامية والصور البشعة للاغتيال السياسي ,وكأن التاريخ يعيد نفسه مع اختلاف نوع الضحايا , فالضحايا اليوم هم من أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية , ولكن الأسباب والدوافع هي نفسها , وكأن الفاعل والهدف واحد وهو كذلك , وهو في اعتقادي : محاولة تلك القوى – القوى المتضررة مصالحها من ثورة التغيير السلمية والرافضة للمشروع الإسلامي القادم -  الاستيلاء أو الاستحواذ على السلطة بالقوة ,وتحقيق الأهداف السياسية , التي عجزت عن الوصول إليها بالوسائل السياسية "السلمية" أو عبر صناديق الاقتراع - الانتخابات -  أو عبر إثارة وحشد الشارع لصالح تأييد مشروعها السياسي الاقصائي .. ولكن عندما فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق تلك الأهداف سلمياً , عادت إلى عادتها القديمة واستخدام آخر علاج الفشل , وهو التخلص من الخصوم بالاغتيال السياسي !!..

وأخيراً .. اعتقد إن مسلسل الاغتيالات السياسية في اليمن واستهداف القيادات الأمنية " الجنوبية " , سيستمر إلى حين , مادام الانفلات الأمني هو العنوان الأبرز للمرحلة التي تمر بها البلاد اليوم , ومادام هناك قوى تسعى لإفشال ثورة التغييرالسلمية والتحولات السياسية في اليمن , ولكن السؤال الذي يُطرح : لماذا يتم استهداف القيادات الأمنية الجنوبية دون الشمالية ؟! والجواب في اعتقادي هو : مجرد محاولة لخلط الأوراق في هذه المرحلة الحرجة – المرحلة الانتقالية - من مراحل الثورة السلمية , ومحاولة لعرقلة تنفيذ بنود الآلية التنفيذية "للمبادرة الخليجية" المزمنة , والمتمثلة باستكمال هيكلة المؤسسات العسكرية والأمنية وعقد الحوار الوطني الشامل في موعده , وفي اعتقادي : إن سرعة تنفيذ قرارات هيكلة الجيش والأمن  ,وعقد الحوار الوطني في موعده , سيقطعان الطريق على تلك القوى المناوئة - داخلية وخارجية-  للتغيير السلمي في اليمن , وسيعملان على تحقيق الأمن والاستقرار ودوران عجلة التغيير السلمي المنشود , وتحقيق الأهداف الثورية !!..

بقلم : ناصر الصويل

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص